سرايا - كشف مواطن أردني عن تعرضه لعملية "نشل" منظمة وخادعة أثناء تواجده في إحدى مقابر عمّان لتشييع جنازة، حيث خسر 1500 دينار كانت بحوزته.
وقد أثارت هذه الواقعة تحذيرات خطيرة حول انتشار عصابات متخصصة تستغل الأجواء الروحانية ومشاعر الحزن والازدحام في الأماكن العامة، وخاصة المقابر والمساجد، لتنفيذ عمليات سرقة منظمة ومدروسة.
وروى المتضرر تفاصيل الحادثة لـ "سرايا"، مشيراً إلى أنه كان قد أوقف شاحنته المحملة بالبضائع على شارع الـ 60 وذهب إلى الجنازة، وكان المبلغ المالي في جيب بنطاله الخلفي ولحظة وجوده في المقبرة، أُسقط في طريقه شخص ادعى فجأة تعرضه لحالة تشنج عضلي وسقوط على الأرض وبينما كان المواطن ينشغل في محاولة إسعافه، قامت المجموعة التي تعمل معه بسرقة النقود ببراعة دون أن ينتبه.
عشرات القصص المشابهة تؤكد وجود "عصابات التمثيل"
بعد نشر "سرايا" لهذه القصة، ورد إليها عشرات القصص والشهادات المشابهة التي تؤكد أن هذه الحيلة ليست حادثاً فردياً بل نمط متكرر وممنهج، يكشف عن طريقة عمل هذه العصابات في استغلال عاطفة الناس وطيبتهم
وروى مواطن آخر لـ "سرايا" كيف حصل معه الموقف في 28 رمضان قبل سنتين، حيث خرج من المقبرة فاعترضه شخص معه عكاز "وقع علي وقال السكري ارتفع عندي". وبعد أن ساعده وأفاق، غادر السارق تاركاً الضحية الذي اكتشف لاحقاً فقدان محفظته النقدية، مشيراً إلى أن السارق كان "محترماً" لأنه أخذ النقد فقط وترك بطاقات الصراف والهوية الشخصية.
وفي حادثة أخرى، أكد متضرر ثالث وقوع نفس الشيء معه في شهر 7 الماضي، حيث نسرق منه 1835 ديناراً و 50 دولاراً.
لم تقتصر هذه الحيلة على المقابر؛ فقد أكد مواطن أن والده تعرض للسرقة بنفس طريقة "الإغماء المفاجئ" أيام الحسبة، حيث قام الأب بمسعفة فسرق منه 50 ديناراً من جيب قميصه.
وفي سوق الحلال في الكرك، حصل الموقف ذاته أمام تاجر أغنام، حيث غاب حرامي أمامه، وأثناء محاولة التاجر مسعفته، سرق منه 6000 دينار.
كما أكد آخرون تعرضهم للسرقة أمام المسجد يوم الجمعة، حيث سُرق منهم 100 دينار بنفس الطريقة.
وفي مقبرة أبو صياح بالرصيفة، روى مواطن أنه خسر 500 دينار عندما قام السارق بتمثيل السقوط والتشنج أمامه.
الاستغلال حتى في مناطق الوضوء
وفي حادثة أخرى في مقبرة أم الحيران، كشف مواطن عن محاولة نشل أمام عينه في المتوضأ، حيث شاهد "حجي مربي لحية مادد إيده في جيبة أخوي المعلق على الحيط".
ورغم أنه لم يلحق بالسرقة بفضل صرخته، إلا أن الحادثة تؤكد جرأة النشالين واستغلالهم لأكثر الأماكن قدسية.
وفي سياق متصل، حذرت مواطنة من سرقة تعرضت لها والدتها، حيث سُرق منها 3 آلاف دينار عبر سحب المبلغ من الصراف الآلي بعد سحب البطاقة من حقيبتها مع معرفة الرقم السري، من قبل نساء كن يرتدين كمامات أمام كاميرا الصراف.
وقد خلصت التعليقات والقصص الواردة إلى دعوة المواطنين إلى أقصى درجات الحذر والحرص، وعدم حمل مبالغ نقدية كبيرة في الأماكن المزدحمة والتجمعات، سواء كانت لمناسبات سعيدة أو أحزان، حيث أصبحت فئة "الحرامية" تتفنن في طرق الاحتيال والنشل.
المصدر:
سرايا