سرايا - أطلق برنامج الأغذية العالمي تحذيرات جديدة بشأن نقص التمويل اللازم لمواصلة تنفيذ أنشطته في الأردن، مؤكداً أن هذا النقص قد يهدد قدرته على توفير وجبات مدرسية يومية مغذية لنحو 500 ألف طفل من الأردنيين واللاجئين الأكثر هشاشة في مدارس المخيمات والمجتمعات المحلية.
وذكر البرنامج في تقرير نشره قبل أيام حول عملياته ونشاطاته في المملكة، أنّ أولويته الرئيسية في الوقت الراهن تتمثل في تأمين التمويل الكافي لتلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة للاجئين، مبينا أن الموارد المتاحة حاليًا لتقديم المساعدات النقدية الشهرية للاجئين في المخيمات والمجتمعات المحلية لا تكفي سوى حتى نهاية كانون الثاني (يناير) 2026.
يأتي هذا في وقت يعاني فيه 83 % من اللاجئين في المجتمعات المحلية، و53 % من اللاجئين في المخيمات، من انعدام الأمن الغذائي، بحسب نتائج رصد الأمن الغذائي للربع الثاني من العام الحالي، والذي أشار إلى أنّ تأثير تخفيض المساعدات على اللاجئين حيث كان لهذا التخفيض "تأثير كبير على الأمن الغذائي للاجئين".
وبحسب النتائج، ما يزال "ارتفاع تكاليف المعيشة المستمر، وانخفاض المساعدات، ومحدودية خيارات كسب العيش"، يُعيق قدرة اللاجئين على الصمود وتحقيق الأمن الغذائي.
ويحتاج برنامج الأغذية في الأردن إلى 16.4 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين من تشرين الثاني (نوفمبر) 2025 إلى نيسان (إبريل) 2026، كما يحتاج إلى حوالي 3.5 مليون دولار لمواصلة نشاطه في التغذية المدرسية خلال الفترة نفسها.
وبدون تمويل إضافي، "لن يتمكن برنامج الأغذية من توفير وجبات مدرسية مغذية يومية لـ500 ألف طفل أردني ولاجئ من الفئات الأشد ضعفًا في مدارس المخيمات والمجتمعات المحلية".
وبحسب البرنامج، فإنّ عدد اللاجئين المتلقين للمساعدات الغذائية من البرنامج في المملكة بات ينخفض تزامناً مع عودة المزيد من العائلات إلى سورية، حيث عاد ما يقارب 166 ألف لاجئ مسجلين لدى المفوضية إلى بلادهم في في الفترة ما بين كانون الأول (ديسمبر) 2024، أي بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتشرين الأول (أكتوبر) 2025.
وذكر أنّه ومنذ بداية العام الحالي، تم استبعاد ما يقرب من 80 ألف لاجئ من مساعدات برنامج الأغذية، بعد عودتهم إلى سورية.
وفي تشرين الأول 2025، قدم البرنامج مساعدات غذائية شهرية مخفضة بقيمة 15 ديناراً (21 دولاراً) للفرد إلى 230 ألف لاجئ في المخيمات والمجتمعات المضيفة. ويشير إلى أنه دعم ما مجموعه 610 آلاف شخص خلال الشهر نفسه، لكنه ما يزال بحاجة إلى 53 مليون دولار لتغطية برامجه بين تشرين الثاني 2025 ونيسان 2026.
برامج التوعية
وعلى صعيد برامج التوعية الغذائية، واصل البرنامج بالتعاون مع الهيئة الطبية الدولية (IMC) تنفيذ جلسات توعية في مخيم الزعتري، شاركت فيها في تشرين الأول 75 امرأة حاملا ومرضعة ومقدمات رعاية لأطفال دون السنتين، وركزت على تحسين الممارسات الغذائية للأمهات والرضع والأطفال الصغار.
وفي إطار دعمه للبرنامج الوطني للتغذية المدرسية، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وزّع برنامج الأغذية العالمي أصابع التمر على 380 ألف طالب في المجتمعات المحلية، كما وزّع وجبات صحية على 115 ألف طالب في المجتمعات والمخيمات، وتتضمن هذه الوجبات معجنات وخضراوات وفواكه تُعدّ داخل مطابخ تديرها نساء بالتعاون مع مخابز محلية ومزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة.
وعلى مستوى تعزيز الحماية الاجتماعية، شارك وفدان من الأردن وبرنامج الأغذية العالمي في بعثة تعاون جنوب–جنوب إلى الصين، لتبادل الخبرات بشأن أنظمة الحماية الاجتماعية المستجيبة للصدمات، ووفرت البعثة إرشادات حول تطوير أنظمة تشمل الإنذار المبكر والرصد والتقييم والسجلات الاجتماعية وآليات تقديم المساعدات والتمويل.
كما واصل البرنامج دعمه لصندوق المعونة الوطنية في مجال الرصد وجمع الأدلة، حيث دُرّب 40 موظفاً ميدانياً على أداة رصد النتائج المحدثة، على أن يعقب ذلك تدريب تجريبي لجمع البيانات وتحليلها، بهدف تعزيز قدرة الصندوق على القيام بعمليات الرصد بشكل مستقل.
دعم المزارعين
وفي إطار جهوده لبناء القدرة على الصمود، دعم البرنامج المزارعين الصغار والمتوسطين والشركات الزراعية — وخاصةً النساء والشباب— لمواجهة آثار التغير المناخي، من خلال توفير التمويل اللازم لاعتماد تقنيات زراعية ذكية مناخياً، وشهد تشرين الأول تقديم 70 طلباً وصرف 30 قرضاً، مع استمرار مؤسسة الإقراض الزراعي في مراجعة الطلبات الجديدة.
وبدعم من البرنامج أيضاً، قامت الشركة الأردنية الفلسطينية لتسويق المنتجات الزراعية (جباكو) بتدريب أكثر من 20 مزارعاً على الوصول إلى الأسواق وإدارة ما بعد الحصاد، بما يساعدهم على تحسين جودة منتجاتهم وتقليل بقايا المبيدات، وبالتالي الوصول إلى أسواق ذات قيمة أعلى.
كما واصل البرنامج اختبار تقنيات مبتكرة لتوفير المياه وتعزيز الإنتاجية لدى المزارعين في شمال المملكة، حيث تلقى 200 مزارع السماد الحيوي الذي أسهم في تحسين الغلال وزيادة قدرة النباتات على الصمود أمام تراجع الهطل المطري والآفات وارتفاع الملوحة.
كما تم تركيب ستة خزانات مياه خرسانية وعرضها على المزارعين والجهات الحكومية والشركات في المنطقة.
الغد
المصدر:
سرايا