لماذا ينجذب بعض الرجال إلى الممنوع والخطر؟ حنين البطوش توضح

سرايا - أثار منشور طريف نشرته الاستشارية النفسية الأسرية والتربوية حنين البطوش على صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا بين المتابعين، بعدما جمعت فيه بين الفكاهة والتحليل النفسي في جملة قصيرة ومباشرة قالت فيها: “من الأمور التي تجذب بعض الرجال: يا مضرة بالصحة، يا غير قانونية، يا سعرها غالي، يا متزوجة”.

وقالت البطوش لسرايا، إن هذا المنشور جاء بأسلوب ساخر وذكي في آنٍ واحد، بهدف لفت الانتباه إلى ظواهر نفسية واجتماعية حقيقية بطريقة خفيفة ومحببة، مؤكدة أن الفكاهة وسيلة فعّالة للتوعية، لأنها تساعد في إيصال الرسائل المعقدة بطريقة مبسطة وقريبة من الناس.

وأردفت البطوش أن المنشورات التي تجمع بين المرح والتحليل النفسي تلقى عادة تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، لأنها تلامس واقعهم اليومي وتجاربهم الشخصية، مشيرة إلى أن الانجذاب لما هو ضار أو ممنوع أو باهظ الثمن ليس مجرد سلوك عابر، بل يحمل في طياته دلالات نفسية واجتماعية عميقة.

وأضافت أن هذا النوع من الانجذاب قد يكون مؤشرًا على احتياجات نفسية غير مشبعة أو على اختلال في منظومة القيم والهوية الشخصية، مبينة أن التعامل المبكر والواعي مع مثل هذه الميول يساعد على الوقاية من الانزلاق نحو نتائج سلبية قد تكون صحية أو قانونية أو عاطفية.

وأكدت البطوش أن هذه السلوكيات لا تنطبق على جميع الرجال، بل على فئة محددة تعاني من اضطرابات داخلية أو تجارب سابقة غير معالجة، تجعلها أكثر عرضة للبحث عن الإشباع في الاتجاهات الخاطئة.

وفي تحليلها النفسي، أوضحت البطوش عدة محاور تفسّر هذا السلوك، منها جاذبية الخطر والممنوع التي تثير هرمونات الإثارة مثل الأدرينالين والدوبامين، وقيمة الندرة والسعر التي ترتبط بالبحث عن المكانة الاجتماعية، إضافة إلى الانجذاب للمحظور عاطفيًا كالعلاقات المعقدة أو غير المسموح بها، والتي تعكس احتياجات نفسية أو محاولات لإثبات الذات.

وتابعت البطوش موضحة أن الضغوط الاجتماعية والمعايير الخاطئة التي تربط الرجولة بالمغامرة قد تدفع البعض إلى تبني سلوكيات خطرة، ما يتطلب توعية نفسية ومجتمعية أعمق.

وختمت حديثها لسرايا قائلة:

"إذا لاحظ الشخص ميله أو ميل أحد من حوله نحو الانجذاب لما هو ضار أو ممنوع، فعليه أولاً أن يعترف بالمشكلة، لأن الوعي هو الخطوة الأولى للحل، ومن ثمّ طلب المساعدة من مختص نفسي لتصحيح السلوك وتعزيز تقدير الذات بطرق صحية وبناءة".