سرايا - أعرب وزير الأوقاف الأسبق الدكتور وائل عربيات، عن تقديره لمبادرة معالي وزير الداخلية، واصفاً إياها بالمبادرة الطيبة والكريمة، إلا أنه أبدى تحفظه على جزئية محددة منها؛ تتعلق باقتصار بيت العزاء على يوم واحد، أو حتى على يومين فقط.
وأوضح عربيات أن بيت العزاء ليس مظهراً من مظاهر الرفاهية؛ بل هو وسيلة اجتماعية وإنسانية تهدف إلى التخفيف عن أهل المصاب ومواساتهم وتسليتهم في مصيبتهم، مشيراً إلى أن الله سبحانه وتعالى سمّى الموت بـ"مصيبة"، كما ورد في قوله تعالى: "فأصابتكم مصيبة الموت". وشدد على أن التواجد مع أهل الفقيد ومشاطرتهم الحزن لا يمكن أن يتحقق خلال ساعات قليلة، بل يتطلب وقتاً كافياً يشعر فيه أهل المتوفى بالدعم الحقيقي من المجتمع، ما يسهم في التخفيف من وقع الفقدان عليهم.
وأشار إلى أن حصر العزاء بيوم أو يومين فيه مشقة كبيرة على من يرغب بأداء هذا الواجب الأخلاقي والاجتماعي، خاصة إذا تعذر عليه الحضور في أول أو ثاني يوم لأي سبب كان، وعند تمديد فترة العزاء، يصبح من الأسهل للناس المشاركة، ويمنحهم متسعاً من الوقت، خاصةً في حال وجود أكثر من عزاء في ذات الوقت أو في حال كانت بيوت العزاء في محافظات مختلفة. وبيّن أن ذلك يخفف عن الناس مشقة تكرار الذهاب لمكان بعيد لأداء واجب العزاء.
وأضاف عربيات أن تمديد بيت العزاء يسهم في تقليل الاكتظاظات المرورية الناتجة عن تجمع عدد كبير من الناس في وقت محدد، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى أزمات مرورية خانقة.
وأكد أن هذه الاعتبارات تمثل بعداً اجتماعياً وإنسانياً ينسجم مع قيم المجتمع ورغبته في التيسير على الناس. كما رأى أن استمرار العزاء لفترة أطول يتيح تقديم المواساة بشكل حقيقي، لا شكلي، ويجعلها أقل إرهاقاً على الجميع.