أبو السعود تحت المجهر مجددًا .. الشوبكي: عدادات المياه غير مطابقة والمواطنون يستحقون التعويض عن أثمان "الهواء"

سرايا - ما تزال تبعات تصريح وزير المياه المهندس رائد أبو السعود الأخير، حول دخول الهواء إلى عدادات المياه واحتسابه كاستهلاك فعلي، تُثير موجة انتقادات حادة. إذ وصف الباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون الطاقة، عامر الشوبكي، هذا التصريح بأنه "خطير وباهظ الكلفة على المواطنين"، معتبرًا أنه يكشف عن خلل مؤسسي ممتد يستدعي المساءلة والتصحيح.

وأوضح الشوبكي في رسالة وصلت "سرايا" اليوم الخميس، أن الاعتراف بمرور الهواء عبر العدادات يعني أنها غير مطابقة للمواصفات والمقاييس العالمية، مشيرًا إلى أن مؤسسة المواصفات والمقاييس كان ينبغي أن تشترط منذ البداية وجود صمامات لعزل الهواء، بما يحمي المواطنين من دفع أثمان باهظة مقابل ما لم يستهلكوه.

وأشار إلى أن آلاف الأسر والمشتركين دفعوا عبر سنوات طويلة أثمان "هواء" احتُسبت عليهم كمياه، وهو ما يرقى إلى غش غير مقصود أو غير معلن بأثر رجعي، الأمر الذي يطرح تساؤلات ملحّة حول آليات التعويض وإعادة الحقوق للمواطنين.

وبيّن الشوبكي أن هذا الاعتراف يثبت أن نسب الفاقد المائي المعلنة أقل بكثير من الواقع، موضحًا أن جزءًا مما جرى احتسابه كمياه مباعة هو في الحقيقة هواء، ما يضلل التقديرات الرسمية ويُخفي حجم الهدر الحقيقي. وأضاف أن إعلان وزارة المياه قدرتها على تخفيض الفاقد بنسبة 6.7% ربما يعود – في جزء منه – إلى "بيع هواء إضافي احتُسب على المواطنين كمياه".

وختم الشوبكي بالتشديد على أن المطلوب ليس فقط تركيب "هوايات" على حساب المزود، بل إطلاق مراجعة شاملة تعلن للرأي العام نسب الفاقد الحقيقية، وتوضح حجم الأموال التي دفعت مقابل هواء بدل مياه، وتضع خطة واضحة لتعويض المشتركين، مع إلزام الجهات المعنية برقابة صارمة تعيد الثقة بإدارة هذا المورد الحيوي.