آخر الأخبار

متحدثون: خطاب الملك بالأمم المتحدة نبذ السوداوية وعرى السلوك الإسرائيلي المتطرف

شارك

سرايا - قال متحدثون إن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني، في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 80 المنعقدة بنيويورك، جاء إعلاء لصوت الحق، ونبذا للسوداوية والانهزامية وتعرية السلوك الإسرائيلي المتطرف.

وأكدوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الخطاب الملكي كان قويا وصريحا ومختصرا وواضحا، ووضع المجتمع الدولي والعالم أمام مسؤولياته لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل فوري.

وأشاروا إلى أن كلمات جلالته التي ألقاها بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، وسمو الأمير هاشم بن عبدالله الثاني، خاطبت الضمائر الحية لوقف المآسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني الذي استشهد وجرح منه عشرات الآلاف منذ نحو عامين نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم.

وقال مساعد رئيس مجلس الأعيان العين الدكتور زهير أبو فارس، إن خطاب جلالته كان قويا وصريحا وواضحا ومعبرا عن ضمير الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم الذين باتوا يتحدثون بصوت عال عن دعمهم للفلسطينيين وإدانتهم للسلوك العدواني الإسرائيلي.

وبين أن جلالة الملك استعرض تاريخ القضية الفلسطينية خلال 80 عاما من عمر الأمم المتحدة، ومسيرة القانون الدولي وحقوق الإنساني مع ضرورة أن تطبق تلك القانونين على القضية الفلسطينية.

ولفت إلى أن جلالته انتقد بشكل صريح الصمت الدولي حيال الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، معتبرا ذلك “خذلانا” للقانون الدولي وقيم الحرية التي تأسست عليها الأمم المتحدة، ما يوجب اتخاذ إجراء فاعل وسريع لإنهاء مظلومية الشعب الفلسطيني.

وأوضح أن جلالته استعرض في خطابه معاناة الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، وخاطب العالم من أجل وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ووقف الانتهاكات الإسرائيلية الصريحة على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.

وأكد أن خطاب جلالته حمل رسائل واضحة بشأن الذهاب بشكل مباشر وسريع تجاه تنفيذ حل الدولتين، بالتزامن مع الاعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية، موضحا أن جلالته شدد في خطابه على أن الوقت قد حان لكي يترجم الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية على أرض الواقع.

وأضاف أن جلالته ذكر قادة العالم بضرورة الالتزام بالقيم الإنسانية التي يؤمن بها العالم أجمع، مشيرا إلى أن جلالته بين الدور الأردني في تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب الفلسطيني، حيث أصبحت المملكة مركزا محوريا لتقديم تلك المساعدات.

ونوه إلى أن جلالته شدد في خطابه على أن القوة ليست أساسا لتحقيق السلام والأمن، في إشارة إلى اليمين الصهيوني المتطرف الذي أعمته فرط القوة والتصرف بغطرسة ضربت بعرض الحائط كل القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية.

بدوره، قال رئيس لجنة التوجيه الوطني والإعلام في مجلس النواب النائب فراس قبلان، إن جلالة الملك صاحب الدبلوماسية والقيادة الحكيمة، ألقى خطابا أمام الأمم المتحدة في نيويورك ركز فيه على أبرز القضايا المحورية.

ولفت إلى أن جلالته أدان الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، وفضح جرائم الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بحق الأبرياء، كما شدد على أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد نحو السلام العادل والدائم، وأن القدس والمسجد الأقصى قضية مركزية لا مساومة عليها، وأن الأردن سيبقى في طليعة المدافعين عن الحق الفلسطيني وعن العدالة الإنسانية.

من جهتها، قالت رئيسة لجنة مبادرة الحوار الوطني الشبابي في مجلس الأعيان العين الدكتورة محاسن الجاغوب، إن ما قدمه جلالة الملك هو “خطاب للتاريخ والضمير”، حيث وجه خطابه صفعة أخلاقية كبرى للضمير العالمي، وأسقط الأقنعة عن وجه العدالة الانتقائية والمعايير المزدوجة في العالم التي تجعل “حقوق الإنسان انتقائية والعدالة الدولية تنصاع للقوة”.

وبينت أن جلالته شدد بوضوح لا لبس فيه على أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 ليس مكافأة، بل حق لا جدال فيه، كما أكد أن الحرب على غزة ليست مجرد صراع عابر، بل واحدة من أحلك الأحداث في تاريخ الأمم المتحدة، لأنها كشفت عجز النظام الدولي عن وقف الدماء ومنع المأساة.

وأشارت إلى أن جلالته حمل إسرائيل المسؤولية المباشرة عن غياب السلام، ورفض القبول بادعاءات ما يسمى بـ”إسرائيل الكبرى”، التي تتغطى بشعارات زائفة لتبرير أطول احتلال غير قانوني في العصر الحديث.

وأضافت أن جلالته تحدث بصفته الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وأن الأردن يتصدى لأي أعمال تنتهك الوضع التاريخي والقانوني للمدينة المقدسة، باعتبار ذلك موقفا ثابتا وراسخا لم يخضع يوما للمساومات، ولم يقف الأردن يوما متفرجا، بل ظل متمسكا بالقانون الدولي والشرعية الدولية، مناديا في جميع المحافل بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل وشامل.

ونوهت بأن جلالة الملك استحضر في خطابه الذي جمع بين قوة الموقف وصدق الكلمة، الدور الأردني الميداني عبر الجيش العربي الذي يقود جهود الاستجابة الإنسانية في غزة، ليؤكد أن الأردن لا يكتفي بالكلمات بل يترجم مواقفه إلى أفعال.

من ناحيته، أكد أمين عام حزب النهج الجديد الدكتور فوزان البقور، جهود جلالة الملك عبدالله الثاني، التي امتدت لأكثر من 25 عاما في السعي لإثبات حقوق الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن الخطاب الملكي هو تكملة وتتمة للمعركة السياسية والدبلوماسية التي يخوضها جلالة الملك منذ سنوات لإثبات حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولتهم، ووضع العالم أمام مسؤولياته في تحقيق السلام في المنطقة.

من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور محمد المصالحة، أن خطاب جلالة الملك في الجمعية العامة للأمم المتحدة جاء مباشرا في مخاطبة الرأي العام الدولي، واتسم بالعقلانية والواقعية، مشددا على أن القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن أقرب إلى أن تكون قضية وطنية لما لها من أثر مباشر على أمنه واستقراره.

وأضاف إن الخطاب تزامن مع مؤتمر عالمي تقوده السعودية وفرنسا لدعم حل الدولتين، هو الحل الذي يتبناه الأردن ويدافع عنه بقوة باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.

وبين أن جلالة الملك شدد على مسؤولية المجتمع الدولي الأخلاقية والقانونية تجاه القضية الفلسطينية عبر مؤسسات الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والجنايات الدولية، مؤكدا أن الخطاب قدم رؤية واقعية وعملية وأخلاقية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وجسد مقاربة واضحة هي السبيل الأمثل لتحقيق السلام العادل والدائم.

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الحكيم القرالة، إن خطاب جلالة الملك أمام الأمم المتحدة كان شاملا وجامعا، عكس ثبات الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية، واتسم بالجرأة وقوة الحجة، مشيرا الى أن الملك دعا إلى استثمار اللحظة التاريخية في ظل إرادة دولية متنامية لدعم الحق الفلسطيني وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف أن الأردن بقيادة جلالة الملك أسهم في تغيير مواقف العديد من الدول عبر الجهود الدبلوماسية، ما حقق مكاسب سياسية وقانونية للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن حل الدولتين أصبح يحظى بدعم واسع كسبيل وحيد لتحقيق السلام العادل والدائم.

ولفت إلى أن الخطاب الملكي حذر من الانتهاكات الإسرائيلية ضد المقدسات والتوسع الاستيطاني الذي يقوض فرص السلام، مؤكدا ضرورة تحرك دولي جاد لوقف العنف وفرض وقف شامل لإطلاق النار في غزة، ما يتيح الاستجابة الإنسانية ويمهد لفتح أفق سياسي يحقق سلاما دائما في المنطقة.


سرايا المصدر: سرايا
شارك

الأكثر تداولا اسرائيل أمريكا فلسطين

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا