الوكيل الإخباري- انطلقت اليوم الخميس في مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي، فعاليات مهرجان الزرقاء للثقافة والفنون في دورته الثانية، الذي تنظمه مديرية ثقافة الزرقاء برعاية مندوب وزير الثقافة، أمين عام الوزارة الدكتور نضال العياصرة، وبحضور مدير الثقافة محمد الزعبي وجمع من الأدباء والفنانين وممثلي الهيئات الثقافية والمجتمع المحلي، وجمع من أهالي الزرقاء.
وأكد الدكتور العياصرة في كلمة الافتتاح، أن الزرقاء بهذا المهرجان "تبسط عباءة الثقافة والفن"، لتغدو منارة إشعاع حضاري تحتضن النتاج الإبداعي بكل ألوانه من أدب وفن وموسيقى وفلكلور وتراث شعبي، مشيدا بما يقدمه المهرجان من معارض فنية وبازارات تراثية تروي صفحات مشرقة من تاريخ الأردن، وتؤرخ لمسيرته النهضوية بقيادته الهاشمية الحكيمة.
وأضاف، أن الثقافة هي الرافعة الحقيقية لبناء الأوطان، فهي التي تصون هوية المجتمع، وتمنح الأجيال جذورا ضاربة في الأرض وأجنحة محلقة نحو المستقبل.
وأشار العياصرة إلى أن الثقافة ليست ترفا أو هامشا، بل هي القوة الصامتة والفاعلة التي تحفظ للمجتمعات ملامحها، وتمنحها القدرة على تصدير نتاجها الأدبي والفني للعالم، لتبقى حاضرة في الوجدان الإنساني ومؤثرة في المسيرة الحضارية.
من جهته، قال مدير ثقافة الزرقاء محمد الزعبي إن مهرجان الزرقاء "ليس مجرد مناسبة عابرة، بل رسالة بليغة تؤكد أن المحافظة مدينة للحياة والعمل والإبداع"، موضحا أن المهرجان ينطلق من قلب قصبة الزرقاء، مرورا بلواء الرصيفة وصولا إلى قضاء بيرين، ليشكل فسيفساء نابضة بالإبداع والهوية والانتماء، حيث تتداخل الألوان الفنية بالمعاني الوطنية في لوحة واحدة تعكس روح الأردن الكبير.
وأضاف الزعبي، أن الثقافة "قوة ناعمة قادرة على تغيير العقول قبل الواقع، وتشكيل وجدان الأمة قبل رسم ملامح حاضرها"، فهي المرآة التي تعكس صورة الوطن المشرقة في عيون العالم، والجسر الذي يقرب المسافات بين الشعوب، واللغة التي يفهمها الجميع دون حواجز.
وأكد، أن المهرجان بما يحمله من أنشطة وفعاليات ليس احتفالا فنيا وحسب، بل هو دعوة إلى بناء وعي جمعي يؤمن بقيمة الجمال والإبداع في صياغة مستقبل أفضل، لافتا إلى أن الزرقاء تزخر بالطاقات الخلاقة والإبداعات المتجددة، وأنها قادرة أن تبقى منارة مضيئة في سماء الوطن، حيث تلتقي الكلمة باللحن، واللوحة بالفكرة، والموهبة بالأمل، لرسم لوحة وطنية تجسد قيم المحبة والانتماء والولاء.
وتضمن اليوم الأول من المهرجان، فقرات فنية وفلكلورية قدمتها فرقة "مسايا"، تلتها فقرة قراءات شعرية للشاعر سمير عبد الصمد تغنت بالقائد والوطن، فيما أضاءت الخشبة أوبريت غنائي بعنوان "ملوك الوصاية" قدمته جمعية "سمو" للثقافة والفنون، وبمشاركة أوركسترا موسيقات القوات المسلحة، ليشكل لوحة فنية متكاملة تحتفي بتاريخ الأردن الحديث.
كما افتتح الدكتور العياصرة معرضا للفن التشكيلي ضم أعمالا إبداعية لمنتسبين في دورات تدريبية نظمها المركز، إلى جانب معرض كتاب لوزارة الثقافة وبازارات ثقافية وتراثية جسدت غنى الهوية الأردنية، والتي شارك فيها اتحاد الجمعيات الخيرية وملتقى المؤرخين في تراث القبائل والجمعية الأردنية الشيشانية للفلكلور.
ويستمر المهرجان ثلاثة أيام، حيث تنتقل فعاليات يوم غد الجمعة إلى الحديقة البيئية في لواء الرصيفة، فيما يسدل الستار يوم السبت في منتزه الأمير هاشم بقضاء بيرين، ليؤكد أن الثقافة فعل حي متجدد، وجسر يربط الماضي بالحاضر ويستشرف آفاق المستقبل، وأن الزرقاء قادرة أن تصوغ عبر أبنائها لوحة إبداعية تليق بتاريخ الأردن وإرثه الثقافي ومكانته الحضارية.