آخر الأخبار

الأميرة ريم علي: الإعلام بحاجة لشغف ومهنية لمواجهة التضليل الرقمي

شارك
الوكيل الإخباري- أكدت الأميرة ريم علي مؤسِّسة معهد الإعلام الأردني، خلال لقاء نظمته هيئة الاعتماد وضمان الجودة لمناقشة مستقبل التعليم الإعلامي في ظل الثورة الرقمية، والذي عقد في جامعة الشرق الأوسط، أهمية أن يكون لدينا إعلام يعكس الواقع الحقيقي، وقادر على مواجهة الأخبار الزائفة التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.


كما أكدت سموها ضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة، وأن نكون سباقين في هذا المجال، خاصة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وأشارت سموها إلى أهمية دور الإعلام والصحافة كمهنة تسلط الضوء على الجوانب الإنسانية، الأمر الذي يحتم على العاملين في مجال الصحافة والإعلام التحلي بالشغف لهذه المهنة كي يبدعوا ويكونوا قادرين على إيصال الحقيقة.

وبينت سموها أهمية التركيز على التربية الإعلامية، خاصة لطلبة المدارس والجامعات، وتثقيفهم ونشر الوعي لديهم بأهمية الإعلام وكيفية مواجهة الأخبار الزائفة والإشاعات، من خلال إعداد جيل واعٍ ومدرك، منوهة إلى أهمية ممارسة العمل الصحفي الميداني من قبل طلبة كليات الإعلام، وإشراكهم في برامج عملية وتدريبهم بشكل عملي من خلال المؤسسات الإعلامية المختلفة.

من جانبه، أكد وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، أهمية الدور الأكاديمي والبحثي للجامعات ومراكز الدراسات وأعضاء هيئة التدريس في إعداد إعلاميي المستقبل، وتطوير دراية إعلامية وطنية قادرة على مواجهة التحديات.

وأشار إلى أن الثورة الرقمية أحدثت تحولات عميقة في بيئة الإعلام، فأصبحت الخوارزميات والبيانات والذكاء الاصطناعي التحريري والتحقق الرقمي من المعلومات والإنتاج متعدد الوسائط جزءاً من عمل الإعلامي، ما يستدعي تعزيز توظيف أدوات التحقق الرقمي ومكافحة التضليل والتزييف.

ولفت المومني إلى أن هذه التطورات يجب أن تمثل فرصة لتطوير المحتوى الإعلامي، مؤكداً أن المهنية والأخلاقيات هي البوصلة التي توجه العمل الصحفي، وأن الجمع بين المعرفة الأكاديمية والخبرة المهنية يمكّن الإعلاميين من إنتاج محتوى موثوق يحافظ على ثقة الجمهور ويعزز التفاعل المجتمعي.

وبين أن إعداد الإعلاميين لا بد أن يرتكز على مناهج أكاديمية مواكبة للتطورات التقنية، إلى جانب التدريب العملي داخل المؤسسات الإعلامية، بما يضمن رفد السوق بخريجين قادرين على مواكبة المتغيرات وإنتاج محتوى دقيق وموثوق.

بدورها، قالت رئيسة جامعة الشرق الأوسط الدكتورة سلام محادين، إن أهمية هذا اللقاء تكمن في مناقشته آخر التطورات المتعلقة بتدريس تخصصات الإعلام في الأردن وللحديث عن التوجهات المستقبلية لسد الفجوة بين مخرجات الجامعات وسوق العمل.

وأشارت إلى ضرورة إدماج الذكاء الاصطناعي والبعد الرقمي في التخصصات الأكاديمية، وأهمية تدريب أعضاء الهيئة التدريسية ومنحهم الفرصة لتطوير أنفسهم ودعم الطلبة، كي نمنحهم التعلم المستمر لأن العلم والمعرفة في تطور، لافتة إلى ضرورة التركيز على المهارات التي يحتاجها سوق العمل.

من جانبه، قال رئيس هيئة الاعتماد وضمان الجودة الدكتور ظافر الصرايرة، إنه تم تسكين 53% من برامج بكالوريوس كليات الصحافة والإعلام في الإطار الوطني للمؤهلات، وحصول 21% من هذه البرامج على الاعتماد الألماني (FIEDA)، وحصول 27% من هذه البرامج على تصنيف عالمي متقدم.

وأشار الصرايرة إلى جملة من الإجراءات التي اتخذتها الهيئة لتطوير مخرجات برامج الصحافة والإعلام، منها استشارة خبراء بخصوص الخطط الدراسية واحتياجات سوق العمل من مهارات متخصصة، ومقارنة خطط تخصصات الصحافة والإعلام بخطط جامعات عالمية لتطوير الخطط المقرة بالجامعات، وتشكيل لجنة محلية من المختصين بالصحافة والإعلام لدراسة كافة خطط تخصصات الصحافة والإعلام.

وأضاف، إن من الإجراءات أيضًا إقرار الإطار العام للشهادات المصغرة (Micro Credentials) لضمان حصول الطلبة على المهارات المطلوبة لسوق العمل أثناء دراستهم، وكذلك اعتماد خبراء من سوق العمل على الطاقة الاستيعابية للبرنامج وبنسبة 30% من أعضاء هيئة التدريس وحسب الحاجة، وكذلك تشكيل لجنة خبراء إقليمية لإعداد تصنيف أردني للبرامج لخلق التنافس بين الجامعات، وإقرار معايير الدراسات الثانوية (Dual Studies) لتعزيز الجانب العملي للبرنامج وإطلاع الطلبة على احتياجات سوق العمل.

وبين أن الهيئة وضعت خطة عمل للسنتين القادمتين، عبر فترتين زمنيتين مختلفتين: قصيرة المدى للعمل بها قبل بداية العام الجامعي 2025/2026، ومتوسطة المدى للعمل بها قبل بداية العام الجامعي 2026/2027.

بدوره، قال نقيب الصحفيين الأردنيين طارق المومني إن العلاقة بين النقابة وكليات الإعلام في الجامعات الأردنية هي علاقة تكاملية تهدف إلى تطوير المهنة وإعداد كوادر صحفية مؤهلة، مبدياً تعاون نقابة الصحفيين لتدريب طلبة كليات الإعلام لتأهيلهم لسوق العمل.

وأشار إلى جملة من التحديات تتعلق بمهنة الإعلام والجوانب الأكاديمية، كتضخم أعداد الخريجين ووجود فجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، داعياً إلى تأسيس مجلس استشاري مشترك بين نقابة الصحفيين وهيئة اعتماد التعليم العالي لمراقبة جودة المخرجات الإعلامية.

من جهتها، أكدت عميدة معهد الإعلام الأردني الدكتورة ميرنا أبو زيد، أن الجامعات هي موقد الفكر وبناء الإنسان، لذا يجب ألا تغفل الجامعات عن بناء الشخصية الإنسانية تزامناً مع بناء المهارات المهنية والصحفية، وضرورة ربط مخرجات التعليم الجامعي مع متطلبات سوق العمل.

وأضافت: "إننا نلحظ تراجعاً بحضور وسائل الإعلام المرجعية، لذا يجب أن نشرك الجمهور في المحتوى المعروض وما هي احتياجاتهم اليوم من هذا المحتوى، كي يكونوا شركاء حقيقيين في صناعة الإعلام، وليحقق الإعلام رسالته"، داعية إلى رفع معايير القبول الجامعي لطلبة الإعلام لأنه لا يجوز أن لا يكون قادة الرأي العام ومحركو التغيير في المجتمع في المقدمة.
الوكيل المصدر: الوكيل
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا