آخر الأخبار

القهوة الأردنية تعبر إلى قلوب المصريين

شارك

سرايا - في شوارع القاهرة ومقاهيها وعلى أرصفة الحنين، تجد القهوة الأردنية مكانا ثابتا في يوميات المصريين، فبعد أن كانت حكرا على بيوت الأردنيين المغتربين الذين يعيشون في القاهرة، أصبحت اليوم مشروبا مفضلا لفئة متزايدة من عشاق القهوة في مصر.

وفي ظل ازدهار المقاهي المتخصصة، ومع انفتاح المصريين على أنماط جديدة من الحياة والمذاقات، لم تعد القهوة الأردنية غريبة، بل تحولت إلى خيار مفضل لمن يبحث عن نكهة تجمع بين الأصالة والهدوء، فالقهوة الأردنية المعروفة بطابعها العربي الأصيل تختلف تماما عن القهوة المصرية ذات الوجه الغني أو الوش كما يسميه المصريون، والسكر الذي يحسب بالمللي، حيث وجدت القهوة الأردنية في مصر أرضا خصبة محبة لنكهتها وتعيد تشكيلها بطريقتها الخاصة.

وأجمع باحثون في الثقافة الشعبية، في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية بترا، على أن هذه الظاهرة لا تقتصر على التعرف إلى نوع جديد من القهوة، بل تعكس حالة متنامية من التبادل الثقافي بين البلدين الشقيقين، وتعبر عن عمق العلاقات الراسخة بين الجانبين، والتي تظهر في تفاصيل الحياة اليومية.

وأشاروا إلى أن النكهات والعادات والتقاليد باتت تنتقل بسهولة عبر وسائل التواصل، والسفر، والإعلام، ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي، ما يعزز من التقارب الثقافي ويكرس الفهم المتبادل بين الشعوب.

كما أشاروا إلى أن القهوة، تعد رسالة غير منطوقة تعبر عن الكرم والاحترام، تماما كما هو الحال في البيوت الأردنية، حيث تحظى بمكانة خاصة في الثقافة المجتمعية.

واعتبروا أن انتشارها في مصر يعكس تجسيدا حيا للمثل الشعبي المصري "القلوب عند بعضها"، مؤكدين أن الفناجين أيضا تعرف طريقها إلى القلوب، متى ما حملت طعم الأصالة ومذاق الحنين.

ولفتوا إلى أن الفنجان، في كثير من الأحيان، يبدو وكأنه يتحدث بلهجة مشتركة تعبر عن قواسم ثقافية تجمع بين الشعبين، وتؤكد عمق الروابط الوجدانية المتبادلة.

كما أكد مختصون في عالم المقاهي، أن القهوة الأردنية متميزة في تركيبتها العطرية بفضل رائحة الهيل التي تملأ المكان بمجرد أن تصب القهوة، أما مذاقها فيتراوح بين الخفيف والدافئ دون أن يثقل المعدة أو يسبب التوتر كما تفعل القهوة الثقيلة، ويفضل الأردنيون القهوة السادة الخفيفة وغالبا ما تعد من البن الخفيف المحمص مع كميات محسوبة من الهيل وتقدم في فناجين صغيرة بدون سكر، وأحيانا تغلى أكثر من مرة لتعميق نكهتها.

ويقول صاحب مقهى بوسط العاصمة محمد السليمان، أن نسبة الطلب من المصريين على القهوة الأردنية ارتفعت بشكل ملحوظ، ففي البداية كانوا يجربونها من باب الفضول أما الآن أصبح زبائنها من المصريين يطلبونها بشكل خاص كل يوم، وبعضهم يفضل شرائها خام لعملها في البيت.

ويقول المواطن المصري سعيد محمد والذي يعمل في الأردن، أن القهوة الأردنية ليست مجرد مشروب، بل هي طقس يومي مليء بالسكينة والهدوء وارتباط نفسي بأجواء الأردن. واضاف أنه عند عودته كل مرة إلى القاهرة يجلب معه كميات كبيرة من البن والهيل ليصنعها بنفسه، قائلا " كل فنجان يعيدني إلى جلسات الصباح في عمان، إلى الدفء والذوق الرفيع في التفاصيل".

أما بالنسبة للجالية الأردنية في مصر، فالقهوة تبقى الرابط القوي مع تفاصيل الوطن، حيث يقول أحد المواطنين الأردنيين المقيمين بالقاهرة، إن القهوة السادة بطريقتها الأردنية أصبحت جزءا لا يتجزأ من يومه، بل تحمل معه ذكريات العائلة ودفء المجالس، مضيفا أنه لم يحتفظ بهذه العادة لنفسه، بل بدأ يعد القهوة الأردنية لأصدقائه المصريين الذين أحبوا نكهتها وسكون لحظتها.





سرايا المصدر: سرايا
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا