آخر الأخبار

الطراونة: تلوث الهواء والتغير المناخي خطر متصاعد في الأردن ويتطلب منظومة وطنية متكاملة لحماية صحة المواطنين

شارك

سرايا - أكد رئيس جمعية الرعاية التنفسية الأردنية، استشاري الأمراض الصدرية الدكتور محمد حسن الطراونة، أن تلوث الهواء والتغيرات المناخية يمثلان تحديًا صحيًا وبيئيًا متصاعدًا في الأردن، ما يستدعي إنشاء منظومة وطنية متكاملة لمراقبة وتحسين جودة الهواء، بالشراكة بين وزارة البيئة، وزارة الصحة، ودائرة الأرصاد الجوية.

وقال الطراونة، إن قضية جودة الهواء لم تعد ترفًا بيئيًا بل أصبحت مسألة حياة أو موت، مشيرًا إلى أن كل إنسان يتنفس قرابة 22 ألف نفس يوميًا، ما يستدعي ضرورة ضمان نقاء الهواء للحد من تفشي الأمراض.

وأضاف أن تلوث الهواء يتسبب عالميًا في أكثر من 7 ملايين حالة وفاة سنويًا، وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، منها 4.2 مليون حالة ناتجة عن التلوث الخارجي وحده، مؤكدًا أن "الرصد البيئي لم يعد إجراءً روتينيًا، بل مهمة إنقاذ حياة".

ولفت الطراونة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض التنفسية في المملكة، مثل الربو والانسداد الرئوي وسرطان الرئة، موضحًا أن تلوث الهواء يعد عاملًا رئيسيًا في تفاقم هذه الحالات.

وطالب بضرورة تعزيز الجهود الوطنية، وتوسيع شبكة الرصد الحالية لتشمل جميع المحافظات والمناطق الصناعية والزراعية.

وأشار الدكتور الطراونة إلى عدد من الخطوات المحورية لبناء منظومة فعالة لمراقبة جودة الهواء، أبرزها:

توسيع شبكة الرصد لتشمل جميع مناطق المملكة، وليس فقط عمان، إربد، والزرقاء.

نشر مؤشر جودة الهواء (AQI) يوميًا للمواطنين بوضوح، عبر الإعلام والمنصات الرسمية، لتسهيل اتخاذ القرارات اليومية، مثل تجنب الأنشطة الخارجية في الأيام ذات التلوث المرتفع.

دمج التغيرات المناخية في رصد وتوقع التلوث، بسبب زيادة تأثيرات العواصف الترابية وارتفاع درجات الحرارة.

حماية الفئات الحساسة مثل كبار السن، المرضى، النساء الحوامل، والأطفال، عبر بيانات مخصصة وتوجيهات واضحة.

وأشار الطراونة إلى تجارب دولية ناجحة، منها ولاية مينيسوتا الأمريكية التي حسّنت جودة هوائها منذ عام 2003 رغم تحديات حرائق الغابات الكندية، وكذلك تجربة مصنع المعادن في مدينة "ثين" الهندية، الذي خفض التلوث بنسبة 38% بعد تحديث أنظمة التهوية، ما ساهم في تقليل شكاوى الموظفين الصحية بنسبة 70%.

وختم الطراونة تصريحاته بالتأكيد على أن بناء منظومة وطنية لرصد جودة الهواء ليست فقط ضرورة بيئية، بل استثمار في صحة الأردنيين وأمنهم الصحي، مضيفًا: "نثق بقدرة مؤسساتنا الوطنية على التعاون لتحقيق هذه الرؤية، لضمان هواء نقي وآمن لكل مواطن".


سرايا المصدر: سرايا
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا