سرايا - خالد العجارمة - أصدرت محكمة الجنايات الكبرى حكمًا بالسجن المؤبد على شاب يبلغ من العمر 24 عامًا، بعد إدانته بقتل شاب ثلاثيني دهسًا مرتين أمام أحد النوادي الليلية في العاصمة عمّان، قبل أن يتم تخفيض الحكم إلى 15 عامًا بعد إجراء مصالحة عشائرية.
ووفقًا للتفاصيل التي تابعتها "سرايا"، فقد وقعت الجريمة نهاية عام 2024، عندما كان المتهم يقود مركبته في حالة سكر شديد، وتوقف أمام النادي الليلي في منطقة مزدحمة بالعاصمة في حوالي الساعة الثالثة والنصف بعد منتصف الليل، بينما كان صوت المسجل في مركبته مرتفعًا ومزعجًا.
توجه إليه ثلاثة من العاملين في النادي، مطالبين إياه بمغادرة المكان أو على الأقل الابتعاد عن الباب، إلا أنه رفض التحرك، واندلع جدال بينهم. ومع تصاعد النقاش، انفجر المتهم غضبًا، وقرّر الانتقام.
شغّل المتهم مركبته، وتراجع للخلف بسرعة جنونية، ثم انطلق للأمام بقصد دهس المغدور وزملائه، ما أسفر عن دهس الشاب الثلاثيني البالغ من العمر 35 عامًا، ودهس زميلين له وإصابة ثالث.
ولم يكتفِ المتهم بذلك، بل أعاد الكرة مرة أخرى، فعاد للخلف بسرعة، ثم تقدم للأمام ودهس الشاب المغدور مجددًا، مارًا فوق جسده للمرة الثانية، في مشهد وصفه شهود العيان بأنه أشبه بـ"ساحة قتل".
تمكن أحد زملاء المغدور من فتح باب المركبة من جهة الراكب، وسحب مفتاح التشغيل ليوقف عملية الدهس الدموية، في حين فرّ المتهم من المكان، إلا أن رجال الأمن العام المتواجدين بالقرب من المنطقة تمكنوا من القبض عليه على الفور.
تم نقل المغدور إلى المستشفى وهو في حالة حرجة، وتبين إصابته بكسور في الجمجمة، وتجمع دموي في الدماغ، ونزيف داخلي، وكسور في القفص الصدري وكدمات في الرئتين. وبعد ثلاثة أيام من دخوله العناية الحثيثة، فارق الحياة.
تقرير الطب الشرعي أوضح أن سبب الوفاة هو الموت الدماغي الناتج عن نزيف تحت الأم الجافية والعنكبوتية، بسبب الكسور المتعددة في الجمجمة نتيجة الاصطدام بجسم صلب.
وبحسب تقارير التحقيق، تبيّن أن المتهم كان في حالة سكر شديد بنسبة كحول بلغت 100 غرام لكل ديسي لتر من الدم. كما تبيّن من إفادات الشهود وتحقيقات الطب الشرعي أن عملية الدهس كانت متعمدة.
وقد أسند المدعي العام للمتهم عدة تهم، أبرزها جناية القتل القصد الواقع على أكثر من شخص (المادة 327/3 من قانون العقوبات)، والتي تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد وجناية الشروع التام بالقتل بحق آخرين (المادتان 327/3 و70) وجنحة السكر المقرون بالشغب (المادة 390).
ونظرت القضية الهيئة الأولى لدى محكمة الجنايات الكبرى برئاسة القاضي أديب الخوالدة وعضوية القاضي ذياب الطراونة والقاضي سليمان الجالودي، حيث استمعت المحكمة لكافة الشهادات والتقارير الفنية والطبية، لتصدر حكمها بالسجن المؤبد.
إلا أنه، وبسبب وجود مصالحة عشائرية، قررت المحكمة تخفيض العقوبة إلى السجن لمدة 15 عامًا. والقرار قابل للتمييز.