آخر الأخبار

أيمن سماوي: "جرش 39" خطوة نحو المستقبل وتمكين الفنان الأردني في قلب المشهد

شارك
الوكيل الإخباري- قال المدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون أيمن سماوي إن الدورة الـ39 من المهرجان تمثّل محطة مفصلية في مسيرة تظاهرة ثقافية وُلدت من قلب التاريخ، مشيرًا إلى أن المهرجان يستند إلى إرث حضاري عميق ويواصل التجدّد برؤية وطنية وانفتاح إبداعي.


وفي حوار صحفي أجاب سماوي على عديد من الأسئلة التي جاءت كما يلي :

لماذا اختيرت المدينة الأثرية جرش لتكون موطنًا لهذا المهرجان منذ انطلاقه؟

سماوي: حين اختارت الدولة الأردنية أن يُقام مهرجانها الثقافي الأبرز في قلب مدينة جرش الأثرية، كان اختيارًا يستند إلى تاريخ ضارب في العمق، وإلى مخزون حضاري وجغرافي يجعل من جرش قلبًا نابضًا في الأردن. جرش ليست فقط مدينة تاريخية، بل هي مسرح مفتوح على كل الأزمنة، وكان لا بد أن تكون منصة لهذا المشروع الثقافي الذي نعتز به.

ما الذي يميز مهرجان جرش عن غيره من التظاهرات الثقافية في المنطقة؟

سماوي: مهرجان جرش صُمم ليكون مسرحًا للفنان الأردني أولًا، ومساحة تتيح له التفاعل مع محيطه العربي والدولي. في كل دورة، نوسّع المساحات الإبداعية، ونكرّس التشاركية، ونفتح الباب أمام تنويعات فنية تعبّر عن الإنسان والمكان في آنٍ واحد. نُجدّد رؤيتنا باستمرار، مستندين إلى إرث تراكم عبر العقود، ونُصرّ على أن يكون الفنان الأردني في مقدّمة المشهد.

رغم الأزمات العالمية والإقليمية، لم يتوقف المهرجان. كيف تفسّرون هذه الاستمرارية؟

سماوي: نعم، واجهنا مثل غيرنا تحديات كبيرة؛ من جائحة كورونا إلى التوترات الإقليمية، ومع ذلك بقي المهرجان حيًّا. السبب في ذلك هو إيماننا العميق برسالة المهرجان، وبالفنان الأردني. مهرجان جرش مساحة مضيئة تُعبّر عن روح المبدع الأردني، وتُتيح له أن يقول كلمته وتؤكد إصراره على أن يضيء مسرحه مهما اشتدّت العتمة. الاستمرارية هنا ليست مجرد قرار إداري، بل فعل ثقافي مقاوم.

ماذا عن الدورة الحالية؟ ما الذي يميز “جرش 39”؟

سماوي: “جرش 39” ليس مجرد رقم تسلسلي. هذه الدورة امتداد لما بُني عبر السنوات، لكنها أيضًا خطوة باتجاه المستقبل. نحن نعمل على رسم خارطة جديدة للمهرجان، في قلب هذه الخارطة تمكين الفنان الأردني، وفتح الأفق أمام الجيل الجديد من المبدعين ليكون لهم حضور فعلي ومؤثر في المشهد الثقافي الوطني.

مهرجان جرش لا يتوقّف عن التجدّد. نشتغل بخطى مدروسة تبني على التراكم، وتعزّز الحضور الأردني في المشهدين العربي والدولي. والمونودراما المسرحية أصبحت مكوّنًا أساسيًا، بثيمة مختلفة عن المهرجانات الرسمية، واستقطبت مشاركات عربية نوعية، وشهدت إقبالًا كبيرًا استدعى تشكيل لجنة إضافية لفرز العروض، وهذا يعكس تطورنا ومصداقيتنا.

سماوي (متابعًا):الفن التشكيلي لم يعد مجرد زاوية هامشية، بل تحوّل إلى مساحة حوار بصري عالمي من خلال مشاركة فنانين أردنيين وعرب وأجانب، وإنتاج أعمال فنية حية. أما الشعر والندوات الفكرية، فقد أصبحت جزءًا ثابتًا من البرنامج، تضيف بُعدًا معرفيًا مهمًا وتمنح الكلمة مكانة توازي الموسيقى والعروض المسرحية.

أما على مستوى الحضور الدولي، فنحن فخورون بمشاركة فرق ووفود من أكثر من ثلاثين دولة عربية وأجنبية، تلتقي مع التجربة الأردنية في حوار ثقافي حقيقي وحي.

أخيرًا، كيف تصف رسالة مهرجان جرش اليوم؟

سماوي: رسالة جرش هي أن الإبداع أحد وجوه السيادة الثقافية الأردنية، وجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية. ومنذ تسعة وثلاثين عامًا، ظل الفنان الأردني هو المحور، وهو الدافع، وهو العنوان الذي نتحرّك لأجله. نفتح له الأبواب، ونمنحه المساحة ليقدّم فنه أمام جمهوره، ويؤكد أنه، رغم كل التحديات، قادر على صناعة الجمال وتقديمه للعالم بثقة وشغف. هذه ليست مجرد مهرجانات، بل تجسيد فعلي لدور الأردن الثقافي في المنطقة.
الوكيل المصدر: الوكيل
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا