الوكيل الإخباري- رغم مرور ستة أشهر على سقوط نظام عائلة الأسد في سوريا، لا يزال آلاف اللاجئين السوريين في الأردن مترددين في العودة إلى بلادهم، لأسباب تتعلق بالأمن، وتوفّر الخدمات، والظروف الاقتصادية، ودمار الممتلكات.
إحدى اللاجئات السوريات، تقيم في مخيم الزعتري منذ عام 2013، تؤكد أنها لا تنوي العودة وتقول: "أحنّ لسوريا، لكن عندما أفكّر في العواقب أقول: خليني هون أحسن". وتوضح أن منزلها في مخيم اليرموك دُمّر بالكامل، ولا تملك المال أو مكاناً لتسكن فيه.
لاجئة أخرى من مدينة حلب، تُعيل أبناءها بعد فقدان زوجها، وتعمل في صناعة الصابون في عمّان، تقول إن أبناءها متعلقون بالأردن، وإن منزلها ومكان عمل زوجها السابق دُمّرا بالكامل، ولا تجد أي دافع للعودة في ظل غياب أقاربها هناك.
وبحسب مسح إقليمي أجرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في فبراير/شباط 2025، فإن 27% فقط من اللاجئين السوريين في الأردن ينوون العودة خلال عام، مقارنة بـ1.7% فقط في العام الماضي. وتمنع المخاوف من فقدان الممتلكات 66% من المشاركين من العودة، بينما أكد 51% أن منازلهم مدمّرة تماماً، و41% يشتكون من ضعف توفّر الخدمات الأساسية في سوريا.
لاجئ آخر، يعمل في مجال الحرف اليدوية ويقيم في عمّان، يرى أن مهنته تُعدّ من الكماليات في سوريا حالياً، ويخشى فقدان مصدر دخله في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردّية. كما عبّر عن قلقه من غياب الخدمات الطبية، وتردّي الوضع الأمني، وهو ما أشار إليه 51% من اللاجئين كمصدر رئيسي للتخوّف.
وتتوقّع المفوضية عودة نحو 1.5 مليون لاجئ سوري من الخارج بحلول نهاية عام 2025، بينهم 200 ألف من الأردن، إلا أن العودة ما زالت طوعية، بحسب ممثلة المفوضية في الأردن، التي شدّدت على أن قرار العودة يعود للاجئ نفسه، ويعتمد على توفّر الأمن والخدمات وفرص كسب العيش.
وكان الأردن قد أكّد استمراره في دعم اللاجئين والمفوضية، والعمل على تهيئة البيئة المناسبة لعودتهم الطوعية، بالتنسيق مع السلطات السورية الجديدة، التي تواجه تحديات إعادة الإعمار المقدّرة بـ400 مليار دولار.
وفي هذا السياق، أطلقت المفوضية برنامج نقل مجاني للاجئين الراغبين بالعودة الطوعية، يشمل تقديم استشارات ومعلومات محدّثة، ودعماً على المعابر، وفحوصات طبية، ومساعدة قانونية. وقد استفاد من هذا البرنامج حتى الآن نحو 2,800 لاجئ.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى الأمم المتحدة في الأردن حتى منتصف عام 2025 نحو 534,694 لاجئاً، يعيش أكثر من 108 آلاف منهم في مخيمي الأزرق والزعتري، فيما تقدّر الحكومة الأردنية العدد الإجمالي للاجئين السوريين على أراضيها بأكثر من 1.3 مليون شخص.
BBC