سرايا - تلقت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تمويلا من المجتمع الدولي يقدر بـ23.5 مليون دولار منذ بداية العام وحتى نهاية شباط (فبراير) الماضي، لدعم اللاجئين السوريين في المنطقة للعودة الطوعية لبلادهم والنازحين داخل سورية للعودة الى بلداتهم ومدنهم.
371 مليون دولار لعودة اللاجئين طوعيا
وأشارت المفوضية في تقرير لها حمل عنوان "تأثير الصراع في سورية - اقتصاد مدمر وفقر مستشر وطريق صعب نحو التعافي الاجتماعي والاقتصادي"، الى أن هذا التمويل يشكل 6 % فقط من متطلبات التمويل التي تحتاجه لتأمين عودة طوعية للاجئين والنازحين السوريين، قدرتها بـ371 مليون دولار، منها 22 مليون دولار لاستهداف عودة السوريين في الأردن، وتشمل متطلبات تمويل عودتهم من مصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا إلى سورية، الى جانب النازحين داخل سورية.
وأكدت المفوضية أنها تسعى وبشكل عاجل لجمع هذا المبلغ لتسهيل العودة الطوعية والمنظمة لنحو 1.5 مليون سوري من مصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا العام الحالي، وتزويد العائدين بالدعم الأساسي بمجرد وصولهم لسورية. كما تتضمن المتطلبات المالية مساعدة السوريين النازحين داخليًا أثناء عودتهم لمجتمعاتهم، وهو رقم قد يصل لمليوني نازح العام الحالي.
وكانت المفوضية أشارت إلى أنها تحتاج لهذا التمويل لعودة 5.5 مليون لاجئ سوري موجودين حالياً في مصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا. وبالإضافة للاجئين في هذه البلدان يوجد 1.37 مليون لاجئ سوري في أوروبا و40 ألف في شمال أفريقيا (باستثناء مصر) ومنطقة مجلس التعاون الخليجي، يسعى العديد منهم للحصول على معلومات ومساعدة للعودة.
وتخطط المفوضية لدعم اللاجئين بتوفير معلومات العودة، وتقييم النوايا، وتقديم المساعدة على أساس كل حالة على حدة عند الحاجة، إذ سبق لها وأن وكشفت في استطلاع " عن تصورات اللاجئين السوريين ونواياهم بشأن العودة إلى سورية" عن أنّه وبعد سقوط حكومة الأسد، فإنّ أكثر من نصف اللاجئين السوريين في الدول المستضيفة، لا يفكرون بالعودة لبلادهم في المدى القريب.
نصف السوريين لا يرغبون بالعودة حاليا
وقالت، إن أكثر من نصفهم في الأردن ومصر والعراق ولبنان، لا ينوون العودة، أو لم يتخذوا قرارا بشأن العودة لسورية خلال عام، و"يفكرون بالعودة خلال السنوات الخمس المقبلة"، بينما يعتزم أكثر من ربعهم العودة لإعادة بناء حياتهم في غضون العام المقبل.
وبالنسبة للاجئين السوريين في الأردن، فإنّ 40 % منهم ينوون العودة خلال عام، بينما 56 % ممن لا ينوون العودة أو لم يتخذوا قرارهم بعد بالعودة، ينوون العودة في السنوات الخمس المقبلة، وكان 85 % منهم في المملكة، أجابوا في الاستطلاع بأنّهم "يأملون بالعودة إلى سورية يوما ما".
وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أشار إلى أن احتمال عودة اللاجئين لسورية بعد سقوط النظام السابق، يبقى "غير مؤكد لحد كبير، وصعبًا للغاية"، نظرًا للدمار الواسع النطاق، ونقص البنية التحتية، والفرص الاقتصادية المحدودة، والمخاوف الأمنية المستمرة، مشيرا الى أن تكلفة العودة ستكون مرتفعة، ما يستلزم مساهمات دولية كبيرة في هذا المجال.
وأكد التقرير، أنّ احتمال عودة اللاجئين لسورية، يظل غير مؤكد إلى حد كبير وصعب للغاية، نظرا للدمار الواسع النطاق، ونقص البنية التحتية، والفرص الاقتصادية المحدودة، والمخاوف الأمنية المستمرة.
46 ألف لاجئ سوري عادوا من الأردن
يشار هنا إلى أن عدد اللاجئين السوريين ممن عادوا من المملكة لبلادهم يقدر بـ46.600 ألف لاجئ وذلك في الفترة الواقعة بين 8 كانون الأول (ديسبمر) العام الماضي، بعد سقوط النظام السوري السابق وحتى الأول من الشهر الحالي.
وكان عدد العائدين في شباط (فبراير) وحده يصل لـ18600، ما يمثل "انخفاضا بـ20 % مقارنة بأكثر من 23 ألف لاجئ عادوا في كانون الثاني (يناير)، وبحسب المفوضية فإنّ هذا الانخفاض قد يكون بسبب "شهر رمضان".
الغد