آخر الأخبار

تهجير الفلسطينيين إلى الأردن .. تساؤلات وتأويلات وسياسيون لـ"سرايا": خطط ترمب لن تمر رغم الضغوط

شارك الخبر

سرايا - رهام الخزاعلة - تشهد السياسة الأمريكية تحولات خطيرة في ظل عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى المشهد السياسي، حيث تبرز مواقفه بوضوح في دعمه المطلق لـ "إسرائيل" ومحاولاته تمرير أجندتها في المنطقة. ومن أخطر هذه السياسات تأتي خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، وهو ما يهدد بتغيير الواقع الجيوسياسي في المنطقة، وسط رفض عربي قاطع لهذه المخططات.



وفي الوقت ذاته، يمارس ترامب ضغوطًا كبيرة على الأردن، عبر قرارات مثل وقف المساعدات الاقتصادية والضغط السياسي، في محاولة لفرض خيارات تتماشى مع الرؤية الإسرائيلية. ورغم أن الأردن واجه مثل هذه الضغوط في الماضي، إلا أن المرحلة الحالية تتطلب موقفًا أكثر صلابة، خاصة مع تزايد التحديات الإقليمية والدولية.



العبادي: لا يمكن القبول بمخططات التهجير

وأكد نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور ممدوح العبادي أن موقف الأردن ومصر من القضية الفلسطينية ثابت وواضح، مشددًا على أن أي محاولات لتهجير الفلسطينيين مرفوضة تمامًا. وأوضح العبادي في حديثه لـ”سرايا” أن الاجتماع المرتقب لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو سيكشف بوضوح نوايا ترامب الحقيقية، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يشكل تهديدًا يستدعي تحركًا عربيًا جادًا لمواجهته.



وأضاف العبادي: “رغم الحرب على غزة التي استمرت لأكثر من عام ونصف، لم يتمكن الاحتلال من تهجير الفلسطينيين، لكنه يسعى الآن لتنفيذ مخططاته بطرق أخرى، ما يتطلب مواجهة واعية وذكية”. كما أكد أن دعمًا شعبيًا حقيقيًا داخل الأردن أمر ضروري لإحباط هذا المشروع. وأضاف: “إذا كان هناك من يسعى لإخلاء غزة، فليأخذوا الإسرائيليين إلى أمريكا بدلًا من تهجير الفلسطينيين”.


الضغوط على الأردن: مواجهة بثبات

وفيما يخص الضغوط التي تُمارَس على الأردن، أعرب العبادي عن اطمئنانه الحذر إلى قدرة الأردن على التصدي لهذه المخططات، مشيرًا إلى مواقف المملكة الثابتة في دعم العراق وسوريا ومصر في مواجهة "إسرائيل". وفيما يتعلق بقرار ترامب بوقف المساعدات عن الأردن، أوضح العبادي أن هذا القرار لم يكن موجهًا للأردن وحده، بل شمل دولًا أخرى مثل باكستان.

وأضاف: “ترامب شخصية متقلبة وغير سياسية، يرى نفسه رئيسًا لأكبر دولة في العالم، ويعتقد أنه يستطيع فعل ما يريد. لقد أوقف تمويل منظمة الصحة العالمية ثم تراجع عن قراره، وهو مندفع وغير ثابت في مواقفه، لذلك من المتوقع أن يتراجع عن قراره بوقف المساعدات، خصوصًا إذا وُوجه بردة فعل عربية ضاغطة”.


وأشار العبادي إلى أن الاجتماع العربي الذي عُقد في القاهرة، وضم عددًا من الدول العربية، جاء لتحصين الموقف الأردني والمصري والفلسطيني، وليؤكد الرفض التام لأي محاولات تهجير للفلسطينيين تحت أي ظرف.


العناني: الأردن يرفض التهجير جملةً وتفصيلًا

في سياق متصل، أوضح الدكتور جواد العناني، نائب رئيس الوزراء الأسبق، أن الأردن يرفض بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى أراضيه، مشددًا على ضرورة اتخاذ موقف حازم وواضح، بالتعاون مع الدول العربية، لمواجهة أي مخططات تهدف إلى تغيير الواقع الجيوسياسي في المنطقة. وأكد العناني في حديثه لـ ”سرايا” أن الأولوية يجب أن تكون لبناء موقف عربي موحّد يتبناه جميع الدول العربية، لضمان رفض أي حلول قسرية تمسّ القضية الفلسطينية أو تهدد سيادة الدول المجاورة.

تبنّي بدائل واقعية بدلًا من التهجير

وأضاف العناني أن ما يقوم به الاحتلال من عمليات تهجير قسرية تحت غطاء العمليات العسكرية لا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال، مشيرًا إلى ضرورة تبني بدائل أكثر واقعية وعقلانية. وأوضح أن تعزيز دور السلطة الفلسطينية وإيجاد حلول إنسانية محدودة بضمانات دولية، مثل السماح بعلاج بعض الحالات في مصر، يمكن أن تكون بدائل قابلة للتطبيق، لكن دون المساس بحق الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم.

وشدد العناني على أهمية دور الخليج في تقديم الدعم والاستثمار في مشاريع تُسهم في استقرار المنطقة، موضحًا أن الأردن ومصر يمكن أن يكونا جزءًا من الحل عبر مبادرات اقتصادية وتنموية، وليس عبر مخططات التهجير القسري التي تسعى بعض الأطراف لفرضها.

التعامل مع ترامب: الذكاء في الحوار

وحول كيفية تعاطي الأردن مع إدارة ترامب، أوضح العناني أن ترامب شخصية غير ثابتة في مواقفه، ولا يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل. وأضاف أن النهج الأمثل هو الانخراط في حوار دبلوماسي مدروس مع الولايات المتحدة، بدلًا من الدخول في صدام غير محسوب العواقب. وأكد أن جهود جلالة الملك عبدالله الثاني دبلوماسيًا قوية ومؤثرة، ويجب استثمار ذلك في التواصل مع القوى الدولية المختلفة، من الاتحاد الأوروبي ودول أمريكا اللاتينية إلى الصين والهند، بالإضافة إلى دول الخليج، فالجميع معرض لضغوطات من الإدارة الأمريكية.

تعزيز الجبهة الداخلية والإعلام الوطني لمواجهة التحديات

على الصعيد الداخلي، أكد العناني أن تمكين الجبهة الداخلية أصبح ضرورة ملحّة في ظل هذه التحديات، مشيرًا إلى أن محاولات زعزعة الاستقرار عبر الشائعات أو إثارة النعرات يجب أن تواجه بحزم من قبل الأجهزة الأمنية، مع الحفاظ على وحدة الصف الوطني خلف القيادة الهاشمية. وأوضح أيضًا أهمية وجود خطاب إعلامي واضح وقوي لتوضيح الموقف الأردني بشكل غير قابل للشك، بما يعزز من موقف المملكة في مواجهة هذه الضغوط.


الحوارات: سياسة ترامب تخدم أجندة نتنياهو

من جانبه، أكد المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات، أن سياسة ترامب تفتقر إلى رؤية واقعية للصراع العربي-الإسرائيلي، وتعتمد بشكل أساسي على ما يريده رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لمستقبل المنطقة. وأوضح الحوارات أن المنطقة شهدت فوضى عارمة في سوريا ولبنان ودول عربية أخرى، والآن يسعى نتنياهو إلى توسيع رقعة هذه الفوضى لتشمل الدول المحيطة بالاحتلال الإسرائيلي. وأضاف أن ترامب يعتقد أن حل القضية الفلسطينية يكمن في تهجير الفلسطينيين، وهو موقف يتعارض مع سيادة الدول مثل مصر والأردن، كما يتنافى مع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

تحركات أردنية لمواجهة المخطط الأمريكي الإسرائيلي

وأشار الحوارات إلى أن الأردن يدرك تمامًا خطورة هذا المخطط، ويتعامل معه بوعي استراتيجي من خلال عدة محاور، منها التوجه نحو المنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي لضمان دعم قوي، وتعزيز التواصل مع الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لدعم الموقف الأردني والفلسطيني. وأكد أيضًا على أن الأردن يمتلك أدوات ضغط داخل الولايات المتحدة من خلال علاقاته الوثيقة مع الكونغرس ووزارة الخارجية والدفاع، مما قد يساعد في دفع ترامب إلى التراجع عن قراراته الاقتصادية والسياسية الضاغطة.

موقف ملكي ثابت ورفض شعبي واسع

وختم الحوارات حديثه بالتأكيد على أن موقف جلالة الملك عبدالله الثاني واضح وحاسم، إذ يرفض تمامًا فكرة التهجير أو اختزال القضية الفلسطينية في بعدها الإنساني، ويشدد على أن الحل الوحيد هو حل الدولتين لضمان الاستقرار الإقليمي وتحقيق السلام العادل والشامل. كما أكد على أهمية تعزيز اللحمة الوطنية في الداخل الأردني وإظهار موقف شعبي موحد لمواجهة هذا المشروع الذي وصفه بـ”الاستراتيجي والخبيث” لإسرائيل، محذرًا من خطورته على الأمن القومي الأردني والفلسطيني على حد سواء.

ورغم ذلك، فإن موقف جلالة الملك عبدالله الثاني من خطة تهجير أهل غزة إلى الأردن يبقى رافضًا بشكل قاطع لأي محاولات تهدف إلى تغيير الواقع الجيوسياسي في المنطقة على حساب حقوق الفلسطينيين. فقد أكد جلالته مرارًا وتكرارًا أن الأردن يرفض تمامًا أي مشاريع تهجير قسري للفلسطينيين، مشددًا على أن الحل الوحيد الذي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة هو حل الدولتين وفقًا للقرارات الدولية.

وفي ظل الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد جلالة الملك أن الأردن لن يكون جزءًا من أي خطة تهدف إلى إخلاء غزة وتهجير سكانها، وأن الأردن سيظل دائمًا داعمًا للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه


سرايا المصدر: سرايا
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا