سرايا - كشف الوزير الأسبق الدكتور صبري الربيحات عن تفاصيل خروجه من حكومة الدكتور معروف البخيت، وذلك في منشور له عبر منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وتاليًا ما كتبه الوزير الأسبق صبري الربيحات:-
كنت اعرف ان الرئيس سيجري تعديلا على حكومته فقد كنت معه في مساء اليوم السابق على التعديل وقال لي في إجابته على التقرير الذي قدم له حول العلاقة بين الحكومة والبرلمان في العام الاول والذي اعددناه في وزارة الشؤون البرلمانية اننا سنجلس بعد التعديل لمناقشة التقرير
لذا فلم يكن في حسابي اني سأكون خارج الحكومة ومع ذلك كانت عقيدتي ان العمل العام مثل سباق التتابع فواجب من يدخل هذا السباق ان يركض المسافة التي تخصص له بسرعة وقوة واخلاص وان لا ينظر إلى الخلف بل يسلم راية السباق لمن خلفه دون تململ او تردد ويتمنى للفريق الفوز .
لقد كان هذا هو شعوري الفعلي عندما بلغت وانا أدير ورشة ميدانية لمحافظة اربد كان معي فيها بعض أمناء عامي الاحزاب والصحافة والاذاعة ومحافظ اربد ومندوبين عن البلديات والجمعيات والشباب والنساء والشخصيات المؤثرة ضمن برنامج الإعلام والاتصال والتنمية الذي تنفذه الوزارة وابلغت ان التحق بالرئاسه لمقابله الرئيس لانني من ضمن الخارجين في التعديل المقبل ..
وصلت إلى مبنى الرئاسة حوالي الساعة الثانية وقد كان دولة ابو سليمان في انتظاري فقد قابل كل الوزراء الخارجية في التعديل قبل وصولي ويبدو انني اخر من سيقابله من الذين سيغادروا الحكومة اليوم كان من ضمن الخارجين في التعديل الاول على حكومة البخيت الاول معالي المهندس سعيد دروزة و والدكتور عبد شخانبة ووالدكتور عاكف الزعبي والمهندس عزمي خريسات والمهندس عمر الكردي و والسيد منير نصار وانا .
صافحت دولته الذي نظر لي باخوة وتقدير كعادته وقد باشر الحديث ليشرح لي الخلفيات والمبررات لما حدث فقاطعته وانا ابتسم بحماس وصدق ومحبة قائلا :-
" دولة ابو سليمان انا بدي اشكرك واشكر جلالة الملك على الفرصة العظيمة التي منحت لي فقد اعدت اكتشاف الاردن مرة اخرى واعطيت لبلدي واهلي افضل ما لدي واستمتعت بعملي وحاولت ان انجز شيئا في الملفات التي تحملت امانتها واتمنى ان اكون قد وفقت..."
فاجاب الله يعطيك العافية لقد أديت عملك على أحسن وجه ولا ملاحظات لي لكن التغيير ضروري وستبقى رجل دولة يحترم وهذه استراحة محارب وانت اخ وصديق احب واحترم واكن لك كل تقدير
"دولتك انا اعرف ان التغيير حتمي وربما لا يرتبط بقدرة وكفاءة الافراد اكثر ما يرتبط بالمرحلة والفريق والمعطيات التي تمليها المرحلة ومن كل قلبي اتمنى لك وللحكومة التوفيق في خدمة هذا البلد واهله وقيادته " .. قال يومها كلاما طيبا كله اشادة وأطراء.
ورجوته ان يشرفني على عشاء خلال الأسبوع القادم فلا اريد لأحد ان يعتقد بان علاقتنا ستتأثر بأني خرجت وانا لست غاضبا ولا عاتبا...وقال بكل سرور . وخرجت من مكتبه متوجها للديوان الملكي حيث بقي عن لقائنا مع جلالة الملك وقت قليل.
قابلنا جلالة الملك كمجموعة وشكرا وأثنى على جهودنا وغادرت المكان لالملم أوراقي واودع طاقم الوزارة الذين انتظر غالبيتهم قدومي وسلمت عليهم وشكرتهم وتمنيت ان يحافظوا على الروح والحماس الذين سادا خلال الفترة التي امضيناها معا.
في المساء حضر اقاربي وعدد من الأصدقاء الغاضبين وحاولت ان افسر لهم اني مرتاح وغير منزعج وان على كل منا ان يشكر الله انه بخير وانه اكرمنا بان منحنا الفرصة ان نكون قريبين من الناس ونخدمهم وعلينا ان نسأل الله أن ييسر لهم من يهتمون بشؤونهم وشؤون البلاد بشكل أفضل .
مرت الايام وانا احاول ترتيب شؤوني فقد كان لدي مكتب دراسات " مركز الجنوب والشمال للحوار والتنمية" ولم اكن قد دخلته منذ ان التحقت بالوزارة وفيه سكرتيرة وباحث . عدت للمكتب وبدأت العمل على الأبحاث التي توقف العمل عليها منذ عام .
خلال الأسبوع الأول اتصل بي مرافق دولة الرئيس وقال لي دولته بحب يحكي معاك فقلت اهلا وسهلا سألني ابو سليمان اذا كان مساء يوم بعد غد مناسب فقلت اكيد . كنت لا زلت اسكن العالوك وحدي ولا يقوم على مساعدتي الا ابن شقيقتي الذي يقيم في بيت صغير مجاور لبيت المزرعة الذي اسكنه .
كانت ليلة ماطرة وكان الجو عاصفا وبحدود الساعة الثامنة حضر دولة ابو سليمان وبصحبته معالي عيد الفايز ومعالي ناصر جودة وقد اعددت لهم عشاء تقشفيا بنفسي . كان تعليق عيد الفايز وهو داخل " والله اول مرة تحصل انه واحد طالع من الحكومة وبعدها يزوره رئيسها" فقلت ابو سداد العلاقة مع أخي أبو سليمان علاقة صداقة واخوة كانت قبل تشرفي بدخول الحكومة وتستمر بعدها . تحدثنا في كل القضايا العامة وكأن شيئا لم يكن وعرف الجميع أن لا خلاف بين دولة معروف البخيت وصبري الربيحات.
استأنفت حياتي الطبيعية فقد زرت سورية في اوائل ديسمبر من نفس العام والتقيت بالشيخة حصة لاستئناف العمل على مشروع دمج قضايا الاعاقة في الدراما العربية وتجولت في عدد من البلدان فقد سافرت مرارا الى مصر ونيويورك وبيروت ومع كل رحلة كنت اشعر باني افتقد الطعم الحقيقي للحياة فالحياة بالنسبة لي لا تكتمل بلا زوجة واطفال وضجيج صباحي وطلبات ومسؤوليات وارتباط بعالم الصغار .
لقد تمنيت لو كان لي ولدا او بنتا او دزينة من الاولاد والبنات فالجنس لا يهم ؟ كنت افكر مليا في الزواج وبدأت اقلب الفكرة يمينا وشمالا واسأل نفسي هل تأخرت ؟ وهل يمكن لي ان اقود حياة اسرية ناجحة بعد تجربة لم يكتب لها الاستمرار؟