سرايا - قال مندوب الأردن لدى جامعة الدول العربية السفير أمجد العضايلة، الخميس، إن الأردن يدعو إلى تحرك عربي جماعي للتصدي للمشاريع التي تهدد قانونية أونروا.
وأكد العضايلة خلال اجتماع غير عادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، برئاسة اليمن، أن المس بحصانة أونروا ودورها يمثل اغتيالا سياسيا، وأن التشكيك بعملها واتهامها بالإرهاب والسعي لإغلاق مقرات لها لا يمكن مقابلته بالصمت.
وقال العضايلة إن ما تواجهه أونروا اليوم من مخططات "إسرائيلية" تستهدف ليس دورها الإنساني والإغاثي، بل وجودها وكيانها وحصانتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبما يعني حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه الأساسية والخدمات الحيوية التي تقدمها الوكالة، لا سيما في ظل العدوان الجائر والمستمر الذي يتعرض له الإنسان الفلسطيني من قوةٍ قائمةٍ بالاحتلال.
وأشار العضايلة إلى أن الاجتماع يأتي في ظل خطوات "إسرائيلية" تمثّل انتهاكا واضحاً للقانون الدولي وتمس حقوق الفلسطينيين والخدمات المقدمة لهم، بإصدار الكنيست "الإسرائيلي"، القوة القائمة بالاحتلال، مشاريع قوانين تحظر أنشطة وكالة أونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومنع موظفيها من الحصول على الامتيازات والحصانات الممنوحة لمنظمات الأمم المتحدة العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.
وأكد العضايلة أن الأردن دعا لعقد الاجتماع وتقدم بمشروع قرار لمجلس جامعة الدول العربية يدعو إلى تحركٍ عربيٍ جماعي، يقود جهداً دبلوماسياً مع الدول الشقيقة والصديقة بهدف التصدي لهذه المشاريع التي تمثل تهديداً لقانونية عمل أونروا، والتي تمثّل إرادةً دوليةً وإنسانيةً جامعة، ما يجعل المساس بها وبحصانتها ودورها يمثّل اغتيالاً سياسياً لوكالةٍ تحظى بشرعيةٍ أممية.
وشدد العضايلة على أن التشكيك بعمل وكالة أونروا ومحاولة المس بكينونتها واتهامها بالإرهاب والتضيق على عمل طواقمها والسعي لإغلاق مقراتٍ لها، لا يمكن أن يتم مقابلته بالصمت، ولا يجدي مع مسؤولية الدول والمجتمع الدولي والمؤسسات الأممية ومبادىء القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني أن يتم تجاوزه، لافتا النظر إلى أن وجود الوكالة وعملها هو حق للاجئين، الذين يتم تعريفهم من قبل الأمم المتحدة لا من قبل قواميس دولة الاحتلال، التي تخلو من كل ما هو إنساني، وليس في صفحات تاريخها سوى الاعتداءات والحروب والقتل والتشريد.
وأوضح العضايلة أن المجتمع الدولي يدرك أنّ من يحفظ للاجئين الأطفال في فلسطين حقهم في الغذاء، والمأوى، والتعليم، والأمل على مدار 70 عاماً من الحرمان، هو أونروا، وأن من قدّم التضحيات وفقد 237 من موظفيها على يد "إسرائيل"، القوة القائمة بالاحتلال، في الحرب على غزّة هي الوكالة، وعلى الرغم من كل هذه الاعتداءات "الإسرائيلية" على أونروا إلا أنها لم تتقاعس عن دورها واستضافت ملاجئها كل من فقدوا منازلهم وأحيائهم جراء العدوان "الإسرائيلي" الغاشم والمستمر على قطاع غزة.
وبين أن الاستهداف "الإسرائيلي" لـ أنروا، لا يقف عند محاولات تصفية دورها الإنساني ولا يكتفي بقطع الدعم المالي عنها، بل إن وراءه سعي لقتل أمل الشعب الفلسطيني في معالجة قضية اللاجئين، لأن أونروا مرتبطة بالحق غير القابل للتصرف للاجئين الفلسطينيين المنصوص عليه في القانون الدولي، وفي قرارات الجمعية العامة، لتحقيق العدالة لهم من خلال تنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي تتحدث عن حقهم في العودة والتعويض.
وقال العضايلة إن جلالة الملك عبدالله الثاني نبه في خطابه في الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة، من أن ما يحدث يجعل الأمم المتحدة ومنظماتها ووكالاتها تواجه أزمةً غير مسبوقة تضرب في صميم شرعيتها، عبر تعرضها لهجوم معنوي وفعلي، فمنذ قرابة العام، وعلم الأمم المتحدة الأزرق المرفوع فوق الملاجئ والمدارس في غزة يعجز عن حماية المدنيين الأبرياء من القصف العسكري "الإسرائيلي"، وتقف شاحنات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بلا حراك، على بعد أميال فقط من فلسطينيين يتضورون جوعا، كما يتم استهداف ومهاجمة عمال الإغاثة الإنسانية الذين يحملون شعار هذه المؤسسة بكل فخر، ويتم تحدي قرارات محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة، وتجاهل آرائها".