سرايا - بعد مرور عام على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفي ظل الأزمة الإنسانية "الكارثية" التي شهدها القطاع؛ برز الدور المحوري للمملكة الأردنية الهاشمية في تقديم الدعم والإغاثة للشعب الفلسطيني، إنسانيا وطبيا وإغاثيا.
القوات المسلحة الأردنية، أدت دورًا بارزًا في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة خلال الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، إذ كثفت جهودها لتوفير الإغاثة والدعم للفلسطينيين المتضررين جراء الحرب، سواء عبر إيصال المساعدات الغذائية في ظل حرب التجويع التي عانى منها سكان القطاع، أو تقديم الخدمات الطبية للمرضى والجرحى.
وعملت القوات المسلحة بالتعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية، على إرسال المئات من قوافل المساعدات الطبية والغذائية الضرورية "برا وجوا" للقطاع المحاصر، وذلك استجابةً للأوضاع الإنسانية المتدهورة هناك.
جيشنا ما كان يوما إلا جيشا أردنيا، عربيا، مصطفويا، درعا للعروبة وسيفا للحق، وسيظل كذلك على الدوام بسواعد جنده وعزائم الأردنيينجلالة الملك عبد الله الثاني (1 آذار 2018)
أحد أبرز جهود القوات المسلحة الأردنية تمثلت في إنشاء وتفعيل جسر بري وجوي لنقل المساعدات، حيث كانت المستشفيات الميدانية الأردنية في غزة على الخطوط الأمامية؛ لتقديم العلاج والإسعافات الأولية للمصابين.
كما أرسلت العديد من الطواقم الطبية والتمريضية المتخصصة لتقديم الرعاية الطبية للجرحى والمصابين نتيجة التصعيد العسكري، مع التركيز على الأطفال والنساء الذين يشكلون الفئة الأكثر تأثرًا.
وعملت القوات المسلحة الأردنية بتنسيق وثيق مع الجهات الدولية والمحلية، لضمان وصول المساعدات بشكل آمن إلى داخل غزة، بالرغم من التعقيدات الأمنية والقيود المفروضة على المعابر من الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى الدور المحوري في الإنزالات الجوية على القطاع المحاصر.
ساهمت القوات المسلحة الأردنية أيضًا في توفير الإمدادات الحيوية، مثل المياه والأدوية والأغطية، وذلك بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الهاشمية، التي ساعدت في تنظيم وتوزيع المساعدات؛ لضمان وصولها إلى أكبر عدد ممكن من المتضررين.
"مستمرون في حشد الجهود الدولية لإرسال المساعدات إلى قطاع غزة عبر الإنزالات الجوية" رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي (16 آذار 2024)
وجاءت هذه المساعدات والإنزالات الجوية والمبادرات، بناءً على توجيهات سامية من جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي أبدى حرصه على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني دوليا وإقليميا وفي مختلف المحافل.
وتعتبر هذه المساعدات جزءًا من دور الأردن الإنساني والإقليمي، الذي يسعى دائمًا إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، والتخفيف من معاناة المدنيين المتضررين من النزاعات، إذ أظهرت هذه الجهود التزام الأردن بدعمه الدائم للشعب الفلسطيني في مختلف الظروف.
إن جهود القوات المسلحة الأردنية في إيصال المساعدات إلى غزة تسلط الضوء على الجانب الإنساني الذي تقوم به المؤسسة العسكرية،ويتجاوز الدور الدفاعي؛ ليشمل الدعم والمساندة في مواجهة الكوارث والأزمات الإنسانية، مما يعزز صورة الأردن كمساهم إيجابي في تحقيق الاستقرار والدعم الإنساني على المستوى الإقليمي.
- المستشفيات الميدانية -
المستشفيات الميدانية الأردنية في غزة هي مبادرات إنسانية أطلقت بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني، بهدف تقديم الدعم الطبي والإغاثي لسكان القطاع، وخاصة في ظل الحرب الأخيرة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة من عام كامل.
وبدأ نشر هذه المستشفيات منذ عام 2009، بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث كانت تُقدم الرعاية الصحية للجرحى والمرضى في القطاع، ولا يزال المستشفى الميداني الأردني شمالي القطاع يعمل حتى اليوم رغم كل الظروف.
هذه المستشفيات مجهزة بأطقم طبية متخصصة، بما في ذلك أطباء في مختلف التخصصات، وممرضون، وفنيون، كما تحتوي على أقسام للطوارئ والجراحة وغرف عمليات، وهي مجهزة لتقديم الخدمات الطبية الأساسية وحتى بعض الخدمات المتقدمة، وتعمل على مدار الساعة؛ لتلبية احتياجات السكان المتضررين من الأوضاع الصعبة في غزة.
وبلغ مجموع الحالات المرضية التي استقبلتها مختلف المستشفيات الميدانية منذ بدء الحرب على القطاع والضفة الغربية في السابع من تشرين الأول من العام الماضي نحو 494000 حالة، بمشاركة 193 طبيباً و361 ممرضاً في مهام المستشفيات الميدانية منذ بدء الحرب على قطاع غزة، وهو ما يشير إلى حجم التحديات الإنسانية التي يواجهها الشعب الفلسطيني، وضرورة الاستجابة العاجلة لتلبية احتياجاته الصحية والإغاثية.
وتمكنت الطواقم الطبية في المستشفيات الميدانية الأردنية في قطاع غزة ومدينة نابلس خلال هذه الفترة، من إجراء ما يزيد عن 2950 عملية جراحية كبرى وصغرى، شملت العشرات النوعية المعقدة التي تجرى لأول مرة؛ الأمر الذي يعكس حرص الأردن على إرسال الخبرات والمؤهلات الطبية لتقديم مستوى متقدم من الرعاية الصحية للمصابين.
المستشفيات الميدانية الأردنية، تُعتبر رمزًا للتضامن العربي والدعم الإنساني؛ إذ تستمر المملكة في إرسال دفعات متتالية من المستشفيات الميدانية مع تطور الحرب الإسرائيلية على القطاع.
- ثلاثة مستشفيات -
في العام 2009، تأسس المستشفى الميداني الأردني – شمال غزة، من القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني.
واستقبل المستشفى أكثر من مليوني مريض منذ بدء مهامه عام 2009.
وفي أواخر شهر تشرين الثاني 2023، وبتوجيهات ملكية سامية؛ أرسلت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، مستشفىً ميدانيا إلى جنوب قطاع غزة، وتحديدا إلى مدينة خان يونس، وذلك استجابة للوضع الصحي المتدهور في القطاع.
وتعامل المستشفى الميداني الأردني مع عشرات الآلاف من الحالات، منذ بدء مهامه في 20 تشرين الثاني 2023.
كما أرسل الأردن، مستشفى ميدانيا إلى الضفة الغربية، وتحديدا في