قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الثلاثاء إنه دعا الحكومة للاستماع إلى "المطالب المشروعة" للمتظاهرين، وذلك بعد عدة أيام من الاحتجاجات التي نفذها أصحاب المتاجر في طهران بسبب انهيار التومان الإيراني مقابل العملات الصعبة، وارتفاع أسعار الوقود، إلى جانب أزمات حديثة تتعلق بإمدادات المياه على مستوى البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن بزشكيان قوله: "لقد طلبت من وزير الداخلية الاستماع إلى المطالب المشروعة للمتظاهرين من خلال الحوار مع ممثليهم، حتى تتمكن الحكومة من بذل كل ما في وسعها لحل المشكلات والتصرف بمسؤولية".
وأشارت الوكالة إلى أن المتظاهرين "يطالبون بتدخل فوري من الحكومة لكبح تقلبات أسعار الصرف ووضع استراتيجية اقتصادية واضحة"، لافتة إلى أن تقلبات الأسعار تشل مبيعات بعض السلع المستوردة، ما جعل ممارسة التجارة في ظل هذه الظروف صعبة جدًا.
ونشرت وكالة أنباء "فارس" صورًا تظهر حشودًا من المتظاهرين يحتلون شارعًا رئيسيًا في وسط طهران، المعروف بكثرة محلاته التجارية، فيما أظهرت صورة أخرى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وأوضحت الوكالة حدوث "اشتباكات جسدية طفيفة أُبلغ عنها ... بين بعض المتظاهرين وقوات الأمن"، محذرة من أن مثل هذه التجمعات قد تؤدي إلى عدم استقرار.
وفي وقت سابق، دعا رئيس السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين محسني إجئي إلى "العقاب السريع للمسؤولين عن تقلبات العملة"، فيما أعلنت الحكومة استبدال محافظ البنك المركزي.
ونشر مسؤول الاتصالات في الرئاسة مهدي طباطبائي على منصة "إكس": "بقرار من الرئيس، سيتم تعيين عبد الناصر همّتي محافظًا للبنك المركزي".
وكان بزشكيان قد قدّم يوم الأحد ميزانية السنة المقبلة للبرلمان، متعهدًا بمحاربة التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، وقد بلغ معدل التضخم 52 بالمئة على أساس سنوي في ديسمبر، وفقًا للإحصاءات الرسمية، إلا أن هذه النسبة لا تعكس الارتفاع الكبير في أسعار العديد من السلع، خاصة الأساسية منها.
في غضون ذلك، ينشط الموساد الإسرائيلي عبر منصة "إكس" لحث المتظاهرين الإيرانيين على الاستمرار في النزول إلى الشوارع، مؤكداً دعمه لهم خلال الاحتجاجات، وكتب الموساد باللغة الفارسية: "اخرجوا معاً إلى الشوارع. لقد حان الوقت"، مضيفًا: "نحن معكم، ليس فقط من بعيد وبالكلام، بل نحن معكم ميدانيًا".
ويُعد هذا التصريح اعترافًا من جهاز الأمن الإسرائيلي بعملياته في إيران، بعد أن أكدت تل أبيب أن هدفها الرئيسي في عملية "الأسد الصاعد" في يونيو الماضي كان الإطاحة بالنظام الإيراني.
وكان مدير الموساد دافيد برنياع قد أصدر بيانًا في أعقاب وقف إطلاق النار، ألمح فيه إلى أنشطة الجهاز في طهران، قائلاً للرأي العام إن إسرائيل "ستواصل التواجد هناك، كما كانت دائمًا".
وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست"، لم يتضح ما إذا كان الموساد يكشف مزيدًا من أوراقه لأنه يعتقد فعلاً أن بإمكانه المساعدة في إسقاط النظام عبر الاحتجاجات الحالية، أم أن هذه التصريحات تندرج ضمن إطار حرب نفسية أوسع وطويلة الأمد.
المصدر:
يورو نيوز