آخر الأخبار

قداس الميلاد في كاتدرائية واشنطن الوطنية | الحرة

شارك

في الرابع والعشرين من ديسمبر من كلّ عام، يحتفل المسيحيون حول العالم بعيد الميلاد وفق تقويم الكنيسة الكاثوليكية. تضاء الشموع في البيوت والكنائس، تجتمع العائلات حول الموائد، وتتبادل الهدايا بوصفه تقليداً مرتبطا بالمناسبة. وفي الوقت نفسه، يتجه كثيرون إلى الكنائس للمشاركة في الصلوات والقداديس، واستعادة قصة الميلاد بنصوصها وتراتيلها وطقوسها الخاصة، وسط آمال بأن يحلّ السلام والاستقرار العالم.

وفي واشنطن العاصمة، يقام قداس الميلاد في كاتدرائية واشنطن الوطنية، المعروفة أيضاً باسم كنيسة القديسيْن بطرس وبولس، وهي ثاني أكبر كنيسة في الولايات المتحدة.

مراسلة الحرة في واشنطن هدي البوكيلي ارتادت الكنيسة لرصد الأجواء في ليلة الميلاد، ونقلت مشاهداتها حول طقوس الاحتفال.

عند الساعة الثامنة مساء بدأ الناس يتجمّعون أمام الكنيسة ذات الواجهة الحجرية. في البداية، كان العدد محدوداً، ثم ازداد تدريجيّاً. بعد أقل من نصف ساعة، تشكل صف طويل امتد على الرصيف المحاذي للكنيسة، ثم تلوّى عند إحدى الزوايا، ليعود ويستقيم على الجانب الآخر من المبنى.

الحراس والمنظّمون توزّعوا على طول المسار، يوجّهون الناس وينظّمون حركتهم، حيث وجرى تقسيمهم إلى صفين واضحين: واحد لأصحاب التذاكر، وآخر جانبي لمن حضروا من دون حجز مسبق.

عند الساعة التاسعة، بدأ إدخال من يمتلكون التذاكر. الدخول جرى على دفعات صغيرة. كلّ شخص مرّ عبر نقطة تفتيش مؤقتة، نصبت عند المدخل: فحص حقائب وإرشادات سريعة قبل السماح له بالدخول.

داخل الكاتدرائية، كانت التعليمات معلنة بوضوح: لا تصوير، لا تسجيل صوتيّ، ولا استخدام للهواتف. الهدف، هو الحفاظ على هدوء المكان ومنع التشويش خلال الخدمة الدينية.

وخلال فترة الانتظار، تحدّثت مراسلة “الحرة” مع عدد من الحاضرين حول المناسبة.

كاترين إلسور، سيدة في عقدها الخامس، قالت لـ”الحرة” أنها ستقضي ليلة عيد الميلاد في الطبخ والخبز محاطة بأحبائها في الكنيسة.

أما إيريكا تيلمان فتؤكّد لـ”الحرة”، أنها تأتي إلى الكاتدرائية في ليلة الميلاد كلّ عام، لأن لها أهمية خاصة بالنسبة لها. تضيف تيلمان: “هذا المكان لا يمثل كنيسة حي فقط، بل كنيسة المدينة كلها. في ليلة الميلاد نريد أن نكون هنا، حيث نشعر أن الصلاة تقام في مكان يحمل رمزية خاصة”.

بعد اجتياز حاجز التفتيش، يتغيّر الإيقاع بالكامل. يدخل المصلون إلى قاعة واسعة بسقف مرتفع. هنا تحضر الزينة والشموع ورائحة البخور.

بحلول الساعة العاشرة مساء، كانت المقاعد قد امتلأت. عدد المصلين تجاوز، بحسب أنجيلا ويلسون، مسؤولة التواصل في الكاتدرائية، الـ500، وهو أكثر بقليل من عدد الحضور في السنوات السابقة.

وبعد جلوس الحاضرين وفق توجيه المنظّمين، تبدأ الخدمة الدينية الخاصة بليلة الميلاد. تقف الجوقة في موقعها المرتفع وتفتتح الخدمة بترنيمة ميلادية معروفة.

القداس يسير وفق ترتيب ثابت: افتتاح قصير، تراتيل، ثم قراءات من الكتاب المقدّس تليها العظ. الطرح في الأخيرة مباشر، يركّز على معاني الميلاد من دون أيّ حضور للغة السياسة وشعاراتها.

خلال القداس، تبارك مغارة الميلاد بالماء المقدس والبخور، في طقس يعود إلى تقليد كنسيّ قديم. الصلوات تقدّم باللغتين الإنجليزية والإسبانية، بما يعكس تنوّع الحضور هنا. كما ترفع نوايا صلاة من أجل السلام في مناطق النزاعات حول العالم.

الموسيقى عنصر أساسي في هذه الليلة. الفرقة تؤدي مقاطع من أعمال كلاسيكية دينية خلال التقدمة، ثم تقود تراتيل معروفة أثناء المناولة. الأداء منضبط، بلا تصفيق ولا تفاعل خارج إطار الطقس.

ومع اقتراب نهاية الخدمة، يتحرك المصلّون بهدوء وفق توجيهات المنظّمين، قبل أن تُختتم الليلة ببركة نهائية. يغادر الحضور على دفعات كما دخلوا، بهدوء وانضباط.

الحرة المصدر: الحرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا