مصدر بالكرملين: روسيا تسعى لإدخال تعديلات جوهرية على خطة السلام

كشف مصدر في الكرملين، اليوم الأربعاء، أن روسيا تعتزم السعي لإدخال تعديلات جوهرية على خطة السلام الأميركية، الهادفة إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك فرض قيود إضافية على القدرات العسكرية لكييف.

وقال المصدر لـ "بلومبيرغ"، إن موسكو تنظر إلى الخطة المكونة من 20 نقطة، التي جرى إعدادها بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، على أنها "نقطة انطلاق لمفاوضات إضافية"، مشيراً إلى أنها تفتقر إلى بنود تعتبرها روسيا أساسية ولا تجيب عن العديد من الأسئلة العالقة.

كما أضاف أن الوثيقة الحالية تبدو "خطة أوكرانية تقليدية"، إلا أن موسكو ستدرسها "بعقلانية".

مطالب روسيا

وبحسب المصدر المقرب من الكرملين، تشمل مطالب روسيا الحصول على ضمانات تمنع أي توسع مستقبلي لحلف شمال الأطلسي شرقاً، إضافة إلى تثبيت حياد أوكرانيا حتى في حال انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.

كما تطالب موسكو بفرض قيود على حجم وتسليح الجيش الأوكراني بعد الحرب، وبضمانات واضحة بشأن وضع اللغة الروسية داخل أوكرانيا.

كذلك، تسعى روسيا إلى توضيحات تتعلق برفع العقوبات الغربية، وبمصير مئات المليارات من الدولارات من الأصول الروسية المجمدة في الغرب.

وتريد موسكو أن تتخلى أوكرانيا عن أراضٍ في شرق إقليم دونيتسك، وهو ما ترفضه كييف خشية أن يؤدي ذلك إلى تعريضها لهجوم روسي جديد.

ملامح خطة ترمب المحدثة للسلام في أوكرانيا

"خلافات قائمة"

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن خلافات لا تزال قائمة بين كييف وواشنطن بشأن القضايا الإقليمية. ومع ذلك، أعرب عن تفاؤله، مشيراً إلى أن المفاوضات "اقتربت بشكل كبير من وضع اللمسات النهائية على الوثائق".

وقال زيلينسكي إن أوكرانيا تحاول إقناع ترامب باقتراح وقف الحرب عند خطوط التماس الحالية. وأضاف أن روسيا تلمّح إلى إمكانية سحب قواتها من مناطق دنيبروبيتروفسك وميكولايف وسومي وخاركيف، لكنها في الوقت نفسه تطالب بانسحاب أوكرانيا من المناطق التي لا تزال تسيطر عليها في دونيتسك.

كما أوضح أن الولايات المتحدة تقترح تصنيف تلك المناطق كـ"منطقة منزوعة السلاح"، مشيراً إلى أن التخلي عن أية أراض سيكون صعباً على الحكومة الأوكرانية، لأنه يتعارض مع القانون ويتطلب إجراء استفتاء، وفق "بلومبيرغ".

"انتخابات في أقرب وقت ممكن"

وفي إطار أية تسوية محتملة، تعهد زيلينسكي بإجراء انتخابات رئاسية "في أقرب وقت ممكن" بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار، على أن يدخل الاتفاق حيّز التنفيذ في يوم توقيعه، مع وجود رقابة من وسطاء دوليين.

وأشار إلى أن أوكرانيا ستحتفظ بجيش قوامه ما يصل إلى 800 ألف جندي في زمن السلم، وأن أي خرق روسي للهدنة سيقابل بضمانات أمنية أميركية.

كما أكد حصول بلاده على دعم أميركي لتحديد موعد واضح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتأمين مئات المليارات من الدولارات لإعادة الإعمار بعد الحرب، إلى جانب اتفاق جديد مع روسيا لضمان سلامة التجارة النهرية والبحرية.

وأوضح زيلينسكي أن توقيت انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي لا يزال محل نقاش ثنائي مع الولايات المتحدة، دون تأكيد رسمي من الجانب الأوروبي.

وكان الوفد الأميركي أجرى على مدى الأيام الماضية عدة جولات من المحادثات مع الجانب الأوكراني، والروسي على السواء، فيما أبدت كييف وواشنطن تفاؤلهما بتحقيق نتائج قريباً.