آخر الأخبار

روسيا والجزائر تؤكدان ضرورة الحل الداخلي في السودان

شارك

طالب كامل إدريس رئيس الوزراء السوداني مجلس الأمن الدولي بدعم مبادرة حكومية لإنهاء الحرب في بلاده، فيما شددت الجزائر وروسيا على ضرورة التسوية الداخلية في السودان.

وأكد إدريس أن المبادرة "لا تنبع من وهم ولا من منطق النصر، بل من ضرورة ومسؤولية وطنية". جاء ذلك خلال جلسة عقدها المجلس، اليوم، لبحث التدهور السريع للأوضاع الأمنية والإنسانية في السودان، لا سيما مع تصاعد القتال في إقليم كردفان، الذي أدى إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين ونزوح جماعي واسع النطاق.

وشرح إدريس تفاصيل المبادرة، التي وصفها بـ"الداخلية المنشأ، غير المفروضة من الخارج"، مؤكدا أنها تستند إلى المبادئ الدولية وتقدم إطارا واقعيا وقابلا للتطبيق لحماية المدنيين، واستعادة سلطة الدولة، وفتح باب المصالحة الوطنية.

ولفت إلى أن المبادرة لا تهدف إلى "كسب حرب"، بل إلى "إنهاء حلقة العنف التي عانى منها السودان لعقود"، وتشمل بنودا أساسية مثل: وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وانسحاب ميليشيا الدعم السريع من جميع المناطق التي تسيطر عليها، تحت مراقبة قوات سلام مشتركة تضم ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.

كما تضمنت المبادرة تجميع مقاتلي الميليشيا في معسكرات محددة ونزع سلاحهم بشكل منظم، وإعادة دمجهم في المجتمع عبر برامج تأهيل وفرص عمل، إضافة إلى إطلاق حوار سوداني-سوداني شامل يرسخ التحول الديمقراطي، وتحقيق عدالة انتقالية غير انتقائية، وتأسيس مصالحة وطنية جامعة.

من جانبه، جدد المندوب الروسي لدى مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، التأكيد على مبدأ جوهري في أي تسوية مستدامة: "ألا تتخذ أي مبادرة خلف ظهر الشعب السوداني نفسه"، مشددا على "ضرورة احترام حق السودانيين الحصري في تقرير مستقبل دولتهم، دون وصاية خارجية أو فرض حلول من طرف ثالث".

وفي سياق متصل، ألقى السفير عمار بن جامع، المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة ونيابة عن مجموعة "A+3"، كلمة شدد فيها على مرور نحو ألف يوم على اندلاع النزاع، محذرا من أن المدنيين هم الضحايا الأكبر. وأشار إلى تقارير موثقة عن فظائع جماعية في كردفان، واستهداف متعمد للمستشفيات والمدارس بالقصف الجوي، وبقاء مدن تحت الحصار الكامل.

ودعا إلى جعل الاستجابة للأزمة الإنسانية أولوية عاجلة، وحث الأطراف السودانية على الانخراط بجدية في الحوار لوقف النار، وتحذير من تكرار مجازر مشابهة لتلك التي وقعت في الفاشر. كما أكد رفض الجزائر القاطع لأي محاولات إنشاء سلطات موازية قد تضعف الدولة وتعمق الانقسام.

وجاءت المناقشات وسط مخاوف دولية متزايدة من انزلاق الوضع في كردفان نحو كارثة إنسانية وأمنية شاملة، ما يزيد من إلحاح الدعوات إلى تفعيل الجهود الدبلوماسية العاجلة لإنقاذ ما تبقى من النسيج المجتمعي والمؤسساتي في السودان.

المصدر: RT، "النهار"

شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا