اندلعت اشتباكات عنيفة، اليوم الاثنين، بين قوات الأمن الداخلي والجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) في مدينة حلب شمال غرب البلاد، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى ونزوح عشرات العائلات.
وقعت الاشتباكات في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب بين عناصر من قوات "قسد" وقوى الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية السورية المنتشرة على الحواجز المحيطة، وطال رصاص القنص دوار الليرمون والشيحان ووصلت قذائف الهاون أحياء السريان والجميلية داخل حلب.
والحيّان يخضعان لاتفاق أبرم في أبريل/نيسان الماضي بين الحكومة السورية و"قسد" يهدف إلى تعزيز السلم الأهلي والتعايش المشترك، إضافة إلى تنظيم الوضع الإداري والأمني فيهما، وينص على اعتبار حيي الشيخ مقصود والأشرفية جزءا إداريا من مدينة حلب.
وجاء الاتفاق بعد أقل من شهر على إتفاق 10 مارس / آذار بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي الذي يقضي باندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الدولة.
وزارة الداخلية السورية اتهمت قوات قسد، المتمركزة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، بالغدر بقوات الأمن الداخلي المتمركزة في الحواجز المشتركة عقب انسحابها المفاجئ، وإطلاق النار على الحواجز رغم الاتفاقات المبرمة.
بدورها، إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع رفضت ما تروّجه قسد عن هجوم لقوات الجيش على مواقعها، بحيي الشيخ مقصود والأشرفية، ونقلت قناة الإخبارية السورية عنها أن قسد هاجمت بشكل مفاجئ نقاط انتشار قوى الأمن الداخلي.
في المقابل، قال المركز الإعلامي لقوات قسد إن فصائل مرتبطة بوزارة الدفاع السورية هاجمت حاجزا في دوار الشيحان بحلب.
وأضاف المركز أن تلك الفصائل شنت هجوما عنيفا بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، بعد استهداف حاجز قوى الأمن الداخلي.
الاشتباكات بدأت باستخدام الأسلحة الخفيفة والقناصات، وتطورت إلى استخدام الأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة بما فيها قذائف الهاون وراجمات الصواريخ، ما أجبر عددا كبيرا من الأهالي على النزوح من بيوتهم في المناطق القريبة.
قتل مدنيان وأصيب آخرون، بحسب قناة الإخبارية السورية، جراء نيران مصدرها مواقع قسد، كما أصيب عنصران أحدهما من وزارة الداخلية والآخر من قوات الجيش السوري إضافة إلى عدد من عناصر الدفاع المدني، بحسب وزارة الداخلية، في حين تحدث مستشفى الرازي بحلب عن استقبال 4 إصابات جراء إصابتهم بنيران مصدرها عناصر قسد.
بدوره، أفاد المركز الإعلامي لقسد بإصابة عنصرين من قوات الأمن التابعة لقسد بالرصاص و5 مدنيين بينهم طفلة.
يرى المحللون أن انفجار الاشتباكات المفاجئ في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، يأتي في توقيت ضاغط على قسد مع قرب انتهاء العام الميلادي دون تنفيذ اتفاق 10 مارس/آذار 2025.
ويضيف المحللون أن ضغط دمشق وأنقرة بدا واضحا خلال المؤتمر الصحفي لوزيري الخارجية السوري أسعد الشيباني والتركي هاكان فيدان، اليوم الاثنين، من أجل تنفيذ الاتفاق.
عوامل قد تضغط على قيادة قسد للدخول فعليا في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، مع وجود حالة من الضغط الشعبي في منطقة شرق الفرات وسوريا عموما، لإنهاء أحد أعقد الملفات الداخلية الموروثة من حقبة النظام السابق.
المصدر:
الجزيرة