في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في مقابلة أجرتها معه صحيفة تايمز البريطانية، قدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت رؤية حادة لمستقبل الصراع في غزة وفلسطين ، مؤكداً أن التحول التاريخي نحو حل الدولتين لن يأتي من خليفته بنيامين نتنياهو بل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب .
ويرى أولمرت أن ترامب له نفوذ فريد لا يضاهيه أي زعيم عالمي آخر، وأن خطته للسلام في غزة، التي تبنّاها مجلس الأمن الدولي ، وضعت الولايات المتحدة في موقع غير مسبوق لفرض تسوية شاملة.
وبحسب أولمرت، فإن نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية ) لا يجرؤ على تحدي ترامب خوفاً من تبعات سياسية، رغم أنه بنى مسيرته طوال سنوات على رفض إقامة دولة فلسطينية.
ويشير رئيس الوزراء الأسبق إلى أنه لو طرح الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ما يطرحه ترامب اليوم، لكان نتنياهو هاجمه بشراسة ولكان الحزب الجمهوري قد انتقده أيضا.
ويعتقد أولمرت البالغ من العمر 80 عاما، أن نتنياهو عاجز عن قيادة إسرائيل نحو حل الدولتين وأن سقوطه السياسي مسألة وقت، في ظل محاكمته بتهم فساد وتزايد تمرد الشركاء اليمينيين المتطرفين داخل حكومته.
ويصف أولمرت -الذي شغل رئاسة الحكومة بين عامي 2006 و2009- اللحظة الحالية في غزة بأنها هشة، مع هدنة متوترة تتخللها ضربات إسرائيلية متكررة وتأخر نشر قوة الاستقرار الدولية.
ويعتبر أن الحفاظ على اتفاق غزة شرط أساسي قبل الانتقال إلى معالجة "القضية الفلسطينية"، التي يعدّها مفتاح أي تقدم إقليمي، بما في ذلك توسيع اتفاقات أبراهام لتشمل دولاً عربية إضافية.
أولمرت: قتل المدنيين كان عشوائياً وقاسياً وغير محدود وقد أدى ذلك إلى مواجهة احتجاجات عدائية في أوروبا، مع محاولات للملاحقة قضائياً بتهم جرائم حرب.
ويستعيد أولمرت تجربته التفاوضية الواسعة مع الفلسطينيين، حيث عرض إقامة دولة على أكثر من 94% من الضفة الغربية مع ربطها بغزة، لكنه يعترف بأن الزخم يمكن أن يضيع بسهولة؛ كما حدث عام 2008 عندما فشل اجتماعه الأخير برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بسبب الخلاف على خريطة التقسيم.
ويستذكر أن مبادرته انهارت أيضاً تحت وطأة فضائح الفساد التي أنهت حياته السياسية. ويقول إن مصيراً مشابهاً قد ينتظر نتنياهو، الذي يواجه تحديات شخصية وسياسية، بما فيها محاكمة فساد ومعركة للحفاظ على تماسك العناصر اليهودية المسيانية والقومية المتطرفة في ائتلافه الحاكم.
ويهاجم أولمرت بشدة شركاء نتنياهو اليمينيين المتطرفين، واصفاً إياهم بـ"أعداء الدولة"، ومؤكداً أنهم لن يقبلوا باتجاه سياسي يقود إلى دولة فلسطينية.
ويضيف -في المقابلة التي أجرتها معه مراسلة الصحيفة في تل أبيب ، غابرييل وينغر- أن نتنياهو يفتقر إلى المبادئ وأن مواقفه تتغير وفق مصلحته الذاتية فقط.
وفي حديثه عن الحرب على غزة، لا يتردد أولمرت في توجيه انتقادات لاذعة للجيش والحكومة، معتبراً أن قتل المدنيين كان "عشوائياً وقاسياً وغير محدود". وقد أدى ذلك إلى مواجهة احتجاجات عدائية في أوروبا، مع محاولات للملاحقة قضائياً بتهم جرائم حرب.
ويختتم أولمرت بالتشديد على أن الطريق الوحيد لمستقبل "أقل عداء وعنفاً" هو حل الدولتين، رغم إقراره بأنه ليس حلاً سهلاً.
المصدر:
الجزيرة