آخر الأخبار

رويترز: حماس تعزز سيطرتها على غزة مع تأخر محادثات ما بعد الحرب

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي





الدمار في قطاع غزة في صورة التقطت يوم الثلاثاء الماضي (نقلاً عن وكالة "أ. ب.")

قال سكان في غزة إن حركة حماس تسعى إلى ترسيخ سيطرتها على القطاع من خلال إدارة الأمور، بدءاً من تنظيم أسعار الدجاج إلى فرض الرسوم على السجائر، وذلك في وقت تتبلور فيه ببطء خطط أميركية لمستقبل الجيب الصغير مما يزيد من الشكوك حول ما إذا كانت الحركة ستسلم الإدارة كما تعهدت.

وبعد بدء وقف إطلاق النار الشهر الماضي، استعادت حماس سريعاً سيطرتها على المناطق التي انسحبت منها إسرائيل، وأعدمت عشرات الفلسطينيين الذين اتهمتهم بالتواطؤ مع إسرائيل أو بالسرقة أو جرائم أخرى.

وتطالب القوى الأجنبية الحركة بإلقاء سلاحها والانسحاب من حكم القطاع، لكنها لم تتفق بعد على البديل.

ويقول عشرات من سكان غزة حالياً إنهم يشعرون بشكل متزايد بتولي حماس السيطرة بطرق أخرى. وبحسب وكالة "رويترز"، أكد 10 من السكان، ثلاثة منهم تجار على دراية مباشرة بالأمر، أن السلطات تراقب كل ما يدخل للمناطق الخاضعة لسيطرة حماس، وتفرض رسوماً على بعض السلع التي يستوردها القطاع الخاص مثل الوقود والسجائر، وتفرض غرامات على التجار الذين يبيعون البضائع بأسعار أعلى من ثمنها.

من جهته، اعتبر إسماعيل الثوابتة مدير عام "المكتب الإعلامي الحكومي" في غزة، أن التقارير عن فرض حماس ضرائب على السجائر والوقود غير دقيقة، نافياً رفع الضرائب.

محلل: حماس ترسخ وجودها

وتابع الثوابتة: "لم يتم حتى الآن تشغيل الوزارات والمؤسسات الحكومية بكامل طاقتها، بل يتم فقط تسيير الأعمال في الجوانب الإنسانية والخدماتية العاجلة، مثل الصحة والتعليم والبلديات والخدمات الحياتية الأساسية للمواطنين". وأضاف: "تُبذل جهود حثيثة لضبط الأسعار وتنظيم حركة البيع والشراء بما أمكن".

وأكد استعداد حماس لتسليم السلطة إلى إدارة تكنوقراط جديدة، قائلاً إن ذلك يهدف إلى تجنب الفوضى في غزة.

وتابع: "الحكومة في قطاع غزة جاهزة تماماً لتسليم المهام للإدارة الفنية الجديدة متى ما تم الاتفاق على آليات التنفيذ.. هدفنا أن تتم عملية الانتقال بسلاسة تحفظ المصلحة الوطنية وتضمن استمرار الخدمات العامة دون انقطاع".

من جانبه، قال حاتم أبو دلال صاحب أحد المراكز التجارية في غزة، إن الأسعار مرتفعة بسبب قلة البضائع الواردة إلى غزة. وأضاف أن ممثلي حكومة حماس (غير المعترف بها) "يحاولون إعادة الاستقرار" إلى الاقتصاد من خلال جولات ميدانية وتفقد البضائع وتحديد الأسعار.

أما محمد خليفة، الذي كان يتسوق في مخيم النصيرات بوسط غزة، فأكد أن الأسعار متغيرة باستمرار رغم محاولات تنظيمها. وأضاف: "الأمور أشبه بالبورصة طبعا. كل فترة تتغير. وهناك غلاء، وليس لدينا دخل، والظروف صعبة، والحياة صعبة، ونحن قادمون على فصل الشتاء".

وبموجب المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، بدأ وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر (تشرين الأول) وأطلق سراح آخر الأسرى الإسرائيليين الأحياء.

وتدعو خطة ترامب إلى تأسيس سلطة انتقالية ونشر قوة أمنية متعددة الجنسيات ونزع سلاح حماس وبدء إعادة الإعمار.

لكن مصادر متعددة أخبرت وكالة "رويترز" هذا الأسبوع أن احتمالية تقسيم غزة بحكم الأمر الواقع بين منطقة تسيطر عليها إسرائيل وأخرى تديرها حماس صارت مرجحة بشكل متزايد، مع استمرار انتشار القوات الإسرائيلية في أكثر من نصف مساحة القطاع وتعثر الجهود الرامية إلى دفع خطة ترامب.

ويعيش جميع سكان غزة تقريباً، البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، في مناطق تسيطر عليها حماس التي سيطرت على الحكم بالقطاع في عام 2007.

واعتبر غيث العمري، وهو زميل بارز في "معهد واشنطن للأبحاث"، أن إجراءات حماس هدفها أن تظهر لسكان غزة والقوى الأجنبية على حد سواء أنه لا يمكن تهميشها. وقال: "كلما انتظر المجتمع الدولي، كلما ترسخ وجود حماس".

أميركا: حماس لن تحكم

رداً على ما رواه سكان غزة عن فرض حماس رسوماً على بعض السلع وغير ذلك من إجراءات، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "لهذا السبب لا يمكن لحماس حكم غزة ولن يحدث ذلك".

وأضاف أنه يمكن تشكيل حكومة جديدة في غزة بمجرد موافقة الأمم المتحدة على خطة ترامب، مشيراً إلى إحراز تقدم نحو تشكيل القوة متعددة الجنسيات.

وتضغط السلطة الفلسطينية من أجل دور لها في حكومة غزة الجديدة، لكن إسرائيل ترفض فكرة إدارتها لغزة مجدداً. وتختلف فتح وحماس حول كيفية تشكيل الهيئة الحاكمة الجديدة.

وقال منذر الحايك المتحدث باسم حركة فتح في غزة إن أفعال حماس تعطي إشارة واضحة إلى أنها تريد الاستمرار في الحكم.

وفي المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، تتمتع جماعات فلسطينية معارضة لحماس بموطئ قدم، وهو ما يشكل تحدياً للحركة.

وليس بوسع سكان غزة سوى تحمل الظروف القاسية حتى مع دخول المزيد من المساعدات منذ وقف إطلاق النار.

"يسجلون كل شيء"

وقال أحد كبار مستوردي الأغذية في غزة إن حماس لم تستأنف سياسة فرض الضرائب بشكل كامل، لكنهم "يرون ويسجلون كل شيء".

وأضاف، طالباً عدم الكشف عن هويته، أن مسؤولي حماس يراقبون كل ما يدخل، من خلال نقاط تفتيش على الطرق، ويوقفون الشاحنات ويستجوبون السائقين. ويفرضون غرامات على المتلاعبين بالأسعار مما يُسهم في خفضها لكنها لا تزال أعلى بكثير مما كانت عليه قبل بدء الحرب، بينما يشكو الناس من أنهم لا يملكون المال.

قبل الحرب، عينت حكومة حماس في غزة ما يصل إلى 50 ألفاً، بمن فيهم رجال الشرطة. وفي هذا السياق، قال الثوابتة إن الآلاف من الكوادر والموظفين في القطاع العام قُتلوا خلال الحرب، مضيفاً أن من تبقى منهم "على أتم الاستعداد للتعاون الكامل مع الإدارة الجديدة".

وأكدت مصادر في حماس وخبراء اقتصاد مطلعون على الأمر أن سلطات الحركة واصلت دفع رواتب الموظفين خلال الحرب إلا أنها خفضت الحد الأقصى، ووحدت الأجور عند 1500 شيقل (470 دولاراً) شهرياً. ويعتقد دبلوماسي أن حماس سحبت من مخزونها النقدي لدفع الرواتب.

وأفادت مصادر مقربة من الحركة بأن حكومة حماس عينت بدلاء لأربعة محافظين قُتلوا. كما قال مسؤول في حماس إن الحركة عينت أشخاصاً ليحلوا محل 11 شخصاً لقوا حتفهم من أعضاء مكتبها السياسي في غزة.

من جانبه، قال مصطفى إبراهيم الناشط والمعلق السياسي في مدينة غزة، إن حماس تستغل تأخير خطة ترامب "لتعزيز دورها".

وأضاف: "هل سيسمح لها بالاستمرار في فعل ذلك؟ أعتقد أنها ستستمر إلى أن تتوفر حكومة بديلة".

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا