دبي، الإمارات العربية المتحدة ( CNN )-- انتشرت مقاطع فيديو مُنتجة عن طريق الذكاء الاصطناعي على هامش التطورات المأساوية الأخيرة للحرب في السودان.
سحب فتاة مٌقيدة بسيارة وسيدة تبكي جوع أطفالها وأخرى تحمل طفلا وتغمس طعامها بماء عكر، من بين مشاهد عديدة حظيت بحالة من الرواج الفيروسي عبر شبكة الإنترنت.
ولّدت المقاطع المتداولة ملايين المشاهدات والتفاعلات، مدفوعة بمشاهد وتعليقات عاطفية وموسيقى مثيرة للمشاعر.
وتحمل المقاطع الثلاثة موضع التدقيق، مؤشرات على أنها ليست حقيقية أو أصيلة، منها اختلاف لهجة نطق الكلام عن اللهجة السودانية وظهور مشاهد غير منطقية، واقتطاع أعضاء الجسم على نحو غير طبيعي، وأخطاء في السياق والكلام المرافق للفيديو.
على سبيل المثال، عند تأمل الثوان الأخيرة من لفيديو الفتاة المقيدة التي يجرها شخص في سيارة، يمكن ملاحظة أن الفتاة تبدو وكأنها تجري في مكانها في تصرف مغاير للمنطق بينما بدت السيارة كما لو أنها تتحرك إلى الخلف بدلا من الأمام. إلى جانب تغير سمات الطريق، وظهور شخص بملامح غير سودانية.
أما في فيديو الأم التي كانت تجلس على أرض رطبة وتغمس الطعام في بركة مياه ضحلة، كانت أطراف السيدة وطفلها مقتطعة.
وكانت السيدة في المقطع الثالث تبكي قائلة: "يا عالم، شوفوا قدامكم أربعة أطفال بيموتوا قدام عينيكم"، بينما ظهر ثلاثة أطفال فقط.
كما بيّنت نتائج أدوات تقنية متخصصة في تدقيق المواد المصورة، منها اداة Hive Moderation ، أن المقاطع مُنتجة بالذكاء الاصطناعي.
وكان حساب notu.sudan @ في موقع تيك توك، من أوائل الحسابات الناشرة لفيديو الفتاة، وذلك في تمام الساعة 01:51 من ظهر الأحد 9 نوفمبر/تشرين الثاني (بتوقيت غرينتش).
وحصد المقطع 7 ملايين مشاهدة في هذا الحساب وحده، الذي يضم الحساب العديد من مقاطع الفيديو المُنتجة عبر الذكاء الاصطناعي. وتحتوي الصورة التعريفية للحساب على رقم هاتف مفتاحه يعود إلى دولة باكستان، وعبارات تقول: " Tiktok account seller " و" Team Bishni ".
منذ سيطرة قوات الدعم السريع شبه العسكرية على مدينة الفاشر، عاصمة إقليم شمال دافور، في نهايات أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شهد فضاء الإنترنت موجة متصاعدة من المعلومات المُضللة، بعضها من جانب أنصار طرفي الحرب، وذلك بالتزامن مع تحذيرات للأمم المتحدة وتقارير دولية حول انتهاكات واسعة النطاق.
ونفت قوات الدعم السريع، التي حاصرت المدينة 18 شهرًا، ارتكاب فظائع بعد الاستيلاء عليها من الجيش السوداني، لكن شهادات الفارين، ومقاطع فيديو عبر الإنترنت، وصور الأقمار الصناعية، قدمت رؤية كارثية لتداعيات هجومها. ولا يزال النطاق الكامل للعنف غير واضح نظرًا لضعف الاتصالات في المنطقة .
مزّقت الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، السودان منذ أبريل/نيسان 2023. قُتل أكثر من 40 ألف شخص، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة، لكن منظمات الإغاثة تقول إن العدد الحقيقي للقتلى قد يكون أعلى بكثير.
وشرّد القتال أكثر من 14 مليون شخص من ديارهم وفاقم تفشي الأمراض، وتعاني مناطق في البلاد بينها دارفور من المجاعة.
المصدر:
سي ان ان