آخر الأخبار

"وحوش التلال".. جماعة إرهابية ترعب الفلسطينيين وتقلق إسرائيل

شارك





القدس المحتلةـ في الأسابيع الأخيرة، برزت في جبال الضفة الغربية المحتلة جماعة استيطانية متطرفة جديدة تعرف باسم "وحوش التلال"، وتضم عشرات الشبان اليهود الذين حولوا أراضي الفلسطينيين ومزارعهم إلى ساحة رعب.

ولدت هذه المجموعة من رحم ما تُعرف بمجموعة " فتيان التلال "، لكنها أكثر عنفا وتطرفا وتنظيما. وبحسب تحقيق موسع نشره ملحق "7 أيام" التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن عناصر "وحوش التلال" يؤمنون بأحقية "شعب إسرائيل" في "أرض إسرائيل الكبرى"، ويرفضون أية تسوية سياسية أو أمنية قد تقترحها الدولة، حتى لو جاءت من الحكومة الإسرائيلية ذاتها.

ورغم أن العديد من المسؤولين الإسرائيليين التزموا الصمت تجاه الهجمات السابقة التي نفذتها "فتيان التلال" ضد الفلسطينيين، فإنهم باتوا اليوم يواجهون نار هذه العصابات ذاتها من "وحوش التلال" بعد أن بدأ أعضاؤها يهاجمون الجنود والمستوطنين الذين يعارضون سلوكهم أو يحاولون ردعهم.

وتصف التقارير الأمنية الإسرائيلية المجموعة بأنها خلية إجرامية صغيرة مسلحة، تتألف من عشرات الشبان الذين يتنقلون بين البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية، ويقودون موجات من العنف والاعتداءات ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، وضد كل من يقف في طريقهم، بمن فيهم عناصر الجيش الإسرائيلي .

صمت وانتقام

كان المساء قد تأخر عندما عاد أحد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي من موقع بنيامين الاستيطاني إلى منزله بعد حضوره مناسبة عائلية في أغسطس/آب الماضي، يقول مراسل شؤون الضفة و الاستيطان في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إليشع بن كيمون "غير أن مشهدا صادما كان بانتظاره"، سيارته مشتعلة بالنيران أمام المنزل، في حين كانت زوجته وطفله الرضيع في الداخل، وقد راودته على الفور أسوأ الاحتمالات.

وبعد أن هدأ قليلا وأدرك أن الحادث اقتصر على أضرار جسيمة بالممتلكات، تذكر مواجهة حدثت قبل أيام فقط، حين جاءه "فتيان التلال" إلى منزله واتهموه بأنه "يتحالف مع الجيش الإسرائيلي"، بدا له أن الحريق كان عقابا على تمسكه بالقانون العسكري، وهو اليوم يلتزم الصمت حذرا من انتقام قد يكون أشد قسوة.

إعلان

وعلى مقربة من هناك، في المنطقة الاستيطانية "بنيامين" (مقامة على أراضي شمال القدس ورام الله)، وعلى تلة قريبة من مستوطنة "كوخاف هشاحر"، وصل أحد الإسرائيليين المقيمين في الجوار بسيارته إلى منطقة المجلس الاستيطاني، التي استولت عليها عشرات من مجموعة "فتيان التلال".

لكن ما إن اقترب حتى اعترضه عدد منهم، ملثمون وعراة الصدور، يحملون حجارة كبيرة بأيديهم، شعر بالخوف وتوسل إليهم ألا يعتدوا على سيارته، لكن توسلاته ذهبت سدى، إذ انهالوا عليها بالحجارة، وحطموا نوافذها ومزقوا إطاراتها، ثم فروا من المكان دون أن يتفوهوا بكلمة واحدة.

قلق وفوضى

يقول بن كيمون إن عنف هؤلاء المتطرفين "لم يعد موجها ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة فحسب، بل طال أيضا الجنود والمدنيين الإسرائيليين الذين يرفضون الانخراط في نهجهم العنيف".

يقول أحد قادة المستوطنات البارزين في الضفة الغربية، في حديثه لـ"يديعوت أحرونوت"، طالبا عدم ذكر اسمه، إن "الجميع هنا مصدوم. لقد شهدنا في السابق هجمات ضد اليهود، لكن ما يحدث الآن مختلف تماما.. الأمور بدأت تخرج عن السيطرة".

ويضيف أن العنف الموجه ضد الفلسطينيين أو قوات الأمن الإسرائيلية "أمر مؤسف"، لكنه مألوف في الضفة الغربية، أما احتمال استهداف الشبان العنيف للإسرائيليين ففوق المألوف ويثير دهشة اليهود، كما أن "استمرار الوضع بهذه الصورة سيؤدي إلى تفاقم الخطر وانزلاق الأمور إلى وضع أسوأ".



جنون وترهيب

"لقد وصلنا إلى نقطة تحول، لم يعد الصمت ممكنا"، يقول أحد المستوطنين الذين واجهوا قوة مثيري الشغب، مطالبا الحاخامات وقيادة المستوطنات بتحمل المسؤولية ووقف هذا الجنون لـ"وحوش التلال".

ويفيد أن كل مجموعة من "وحوش التلال" تضم نحو 10 إلى 15 شابا، مهيئين للعنف ويفرضون مناخا من الخوف. ويحذر المتحدث قائلا إن على أعضاء الكنيست الذين دعموا "فتيان التلال" أن يرفعوا أصواتهم الآن وألا يلتزموا الصمت، محذرا من أن استمرار الصمت سيقضي على وحدة المجتمع الاستيطاني ويؤدي إلى تفككه من الداخل.

عندما سئل أحد سكان مستوطنة "غيفعوت" عن سبب غياب الأصوات المنددة بالعنف من قبل عصابات المستوطنين حتى الآن، أجاب بصراحة أن كثيرين لم يروا ضرورة لرفع صوتهم عندما كان العنف موجها ضد الفلسطينيين، لكن المشهد تغير اليوم.

إعلان

يقول مصدر أمني إسرائيلي ميداني "في بعض الحالات، نفذنا بالفعل موجة اعتقالات، لكن عندما كان الأمر ضد الفلسطينيين، اكتفى البعض بالإدانات الشكلية، والآن وصل الخطر إلى عتبة بيوت اليهود".

ويضيف "نحن أمام منعطف حاسم في كيفية التعامل مع هذه الحوادث لشبيبة التلال، وإذا أحسنا التصرف، يمكن أن نغير الواقع بأكمله. فقادة المشروع الاستيطاني يدركون اليوم أننا على بعد خطوة واحدة فقط من الفوضى بالمستوطنات".

يشير المسؤول الأمني الإسرائيلي إلى أن غياب الموقف الواضح من القيادة الحاخامية في المستوطنات بالضفة، يعد أحد أسباب تفاقم حالة الفوضى والعنف ضد الفلسطينيين من قبل "فتيان التلال".

ويقول إن تلك القيادة الدينية والاستيطانية، رغم تأثيرها الكبير على الشبان في المستوطنات، لا تبذل الجهد الكافي لردع المتطرفين أو وضع حدود واضحة لسلوكهم.

ويضيف المسؤول "سيكون من المفيد جدا أن يتخذ الحاخامات وكل من يشغل موقعا قياديا بالمستوطنات موقفا حازما، وأن يرسموا خطوطا حمراء لا يجوز تجاوزها. يجب أن يكون واضحا لهؤلاء المشاغبين أن لا يدخلوا القرى الفلسطينية، ولا يحرقوا المركبات والحقول والأشجار، ولا يتسببوا في التصعيد، ولا يعتدوا على جنود الجيش".

بهذا التصريح، يحمّل المسؤول الأمني الإسرائيلي المرجعيات الدينية في المستوطنات مسؤولية أخلاقية ومعنوية عن تهدئة الأوضاع، مشيرا إلى أن صوتهم قد يكون العامل الحاسم في وقف الانفلات من قبل "فتيان التلال" و"وحوش التلال" قبل تحوله إلى أزمة مفتوحة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا