قال موقع آي بيبر إن الأنظار تتركز الآن في حرب أوكرانيا على مدينة بوكروفسك، التي تبدو على وشك السقوط في أيدي القوات الروسية، وهو ما سيعد أكبر مكسب روسي منذ استيلائهم على أفدييفكا العام الماضي.
وعلى الرغم من الغارة المفاجئة التي شنها الكوماندوز الأوكرانيون على المدينة، فإن التوقعات تشير إلى أن سقوطها أصبح أمرا وشيكا، مما قد يفتح الطريق لمزيد من التقدم الروسي في منطقة دونيتسك المتنازع عليها، حسب الموقع.
لكن هذه المعركة -حسب تحليل مارك غاليتي في مقاله بالموقع- ليست مجرد قتال ميداني، بل هي أيضا جزء من لعبة التفاوض الغريبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين .
وذكر الكاتب بأن موقف ترامب من أوكرانيا كان متذبذبا خلال الأشهر الأخيرة، إذ أبدى استعداده لتقديم صواريخ توماهوك طويلة المدى لكييف، لكن الفكرة تم إلغاؤها بعد اتصال هاتفي من بوتين، وجاء الحديث عن قمة محتملة في بودابست، تم إلغاؤها هي الأخرى بعد أن أصبح من الواضح أن بوتين غير مستعد لتخفيف مطالبه القصوى.
وتغيرت المواقف مرة أخرى، ففرض ترامب أولى العقوبات في رئاسته على روسيا، مستهدفا شركات النفط الروسية، ثم عاد ليتحدث عن إمكانية إرسال الأسلحة مجددا إلى كييف، كما يقول الكاتب.
وتساءل مارك غالوتي هل كان ترامب يقترب من دعم قضية أوكرانيا؟ ليجيب نفسه بالنفي المؤكد، مشيرا إلى أن الحقيقة المؤلمة بالنسبة لكييف هي أنه لا يوجد دليل على أن ترامب يهتم حقا بأوكرانيا.
وخلص الكاتب إلى أن ترامب يبدو من خلال سلوكه، أكثر اهتماما بإنهاء الحرب سريعا ليروج لنفسه كصانع للسلام، بدلا من أن يكون له اهتمام حقيقي بقضية أوكرانيا، كما أنه يسعى لاستغلال الحرب لإظهار قدراته التفاوضية أمام بوتين وتحقيق تنازلات ولو كانت رمزية، لإثبات قوته.
من ناحية أخرى، يظهر بوتين أنه عازم على مواصلة الضغط على ترامب، مستعرضا الأسلحة الإستراتيجية الروسية الجديدة مثل الصواريخ النووية والطائرات البحرية، في محاولة لإقناع ترامب بأن روسيا لا يمكن إخضاعها.
ورغم التحولات المستمرة في المواقف، لا تزال ملامح الاتفاق بعيدة المنال -حسب الكاتب- لأن ترامب ما زال بحاجة إلى بعض التنازلات ليحافظ على مصداقيته، في حين يرفض بوتين تقديم أي تنازلات تذكر، مما يعني أن مستقبل الحرب يتعلق أكثر بتوجهات الرجلين من كونه نتيجة عسكرية أو دبلوماسية تقليدية.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة