آخر الأخبار

السودان.. 4 حروب دموية تجسد إدمان الإخوان "ثقافة العنف"

شارك
أرشيفية لقصف على بورتسودان

أثارت الاتهامات المتصاعدة لتنظيم الإخوان بإشعال الحرب الحالية المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023، ورفضهم 10 مبادرات إقليمية ودولية تم طرحها منذ الأشهر الأولى لاندلاع القتال وحتى الآن، جدلا كبيرا حول استراتيجية العنف التي يتبناها التنظيم والتي كانت سببا في تأجيج 4 حروب مدمرة أدت إلى مقتل نحو مليوني شخص وأفقدت البلاد ثلث مساحتها.

العنف كأداة سياسية

وفقا للباحث والخبير القانوني إسماعيل مضوي، فإن "الحرب الحالية تجسد بوضوح استراتيجية تنظيم الإخوان لاستخدام العنف كأداة سياسية".

ويشير مضوي إلى أن "مشهد الحروب الذي يعيشه السودان منذ عقود من الزمان هو نتاج تناقضات مشروع سياسي ظل يراهن على العنف كأداة للهيمنة، وعلى مؤسسات الدولة كسلاح للاستحواذ".

ويقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "أدمن الإخوان لعبة التخفي خلف الواجهات العسكرية وتبني استراتيجية استخدام الحروب لتحقيق غاياتهم".

ويوضح: "أشعل التنظيم الحرب الحالية كجسر يعبر من خلاله للوصول مجدداً إلى قلب الخرطوم ليعيد إنتاج نفسه، لا كلاعب سياسي فقط، بل كوصي على الدولة برمتها".

وأَضاف: "الوضع الحالي يعكس التركيبة النفسية لتنظيم الإخوان التي تقوم على مزيج من الإنكار والخوف والإدراك بالفشل، هم يدركون في دواخلهم أن مخططهم لن ينجح، وأن أدواتهم القديمة لم تعد صالحة في واقع تغير جذريا، لكنهم بدلا من الاعتراف يترجمون ذلك الشعور إلى عنف وهذيان سياسي، وتصعيد لغوي، وتضليل إعلامي".

ويصف مضوي حالة الإنكار التي يعيشها التنظيم حاليا والرفض الهستيري لأي حلول سلمية بأنها تعبير عن الإدراك بأن الحرب التي أشعلها لم تعد أداة لاستعادة السيطرة، بل تحولت إلى مرآة تكشف ضعفها وتآكل مشروعها.

ويعزي مضوي معارضة الإخوان للتحول المدني لشعورهم بأن أي وجود لحكومة مدنية سيفقدهم سيطرتهم على مؤسسات الدولة الصلبة مثل الجيش وأجهزة الأمن الأخرى والقضاء والنيابة العامة وتوابعها.

حروب دموية

على الرغم من أن السودان كان منذ استقلاله في عام 1956 مسرحا لنزاعات وخلافات سياسية تارة، ودينية أو عرقية تارة أخرى، إلا أن الإخوان رفعوا بعد سيطرتهم على السلطة في العام 1989، شعارات متشددة صريحة أججت 4 حروب مدمرة بعضها كان قائما أصلا لكن في نطاق عسكري محدود وبعضها اندلع بسبب سياسات نظام الإخوان.

والقاسم المشترك بين تلك النزاعات هو أنها أدت جميعها إلى مقتل وتشريد ملايين السودانيين على مرّ العقود الثلاث الأخيرة.

وبعد أقل من عامين على سيطرة الإخوان على السلطة، تحولت الحرب في جنوب السودان إلى حرب جهادية أدت الى مقتل أكثر من مليوني شخص وانتهت بفصل الجنوب في العام 2011.

وفي العام 2003 اندلعت حرب أهلية في دارفور وأدت إلى مقتل نحو 300 ألف شخص وتشريد أكثر من مليونين.

وتلاحق المحكمة الجنائية الدولية قيادات بارزة في حزب المؤتمر الوطني - الجناح السياسي لتنظيم الإخوان - من بينهم عمر البشير ومساعداه احمد هارون وعبدالرحيم حسين بتهم ارتكاب جرائم حرب هناك.

وعلى غرار حرب الجنوب رفع تنظيم الإخوان شعارات جهادية في الحرب التي اندلعت في النيل الأزرق وكردفان في نهاية تسعينيات القرن الماضي.

ويربط عبد المنعم همت، الأكاديمي المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة بين نهج العنف الذي يتبناه الإخوان وما حدث في تلك الحروب من انتهاكات وجرائم.

ويشير همت الى أن ما فعله التنظيم طوال العقود الماضية يستند إلى "ثقافة إراقة الدماء واستئصال كل من يتصدى لممارساتهم البعيدة عن أي بعد أخلاقي".

ويوضح "عنف الإخوان في السودان له جذور تأريخية محملة بأفكار تتناقض مع مبادئ التسامح وتشجع على نهج القوة".

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا