في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
سلط تقرير نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية الضوء على تدهور الوضع الإنساني في مدينة الفاشر السودانية بسبب الحصار الذي تعيشه منذ أكثر من 500 يوم وانعدام الغذاء والماء، مما دفع منظمات إنسانية لوصفها بأنها "غير صالحة للحياة".
وقال كاتب التقرير مارك تاونسند إن قوات الدعم السريع تفرض حصارا خانقا على المدينة منذ 549 يوما، وتمنع دخول أي مساعدات إنسانية في محاولة للسيطرة على آخر معقل ل لجيش السوداني في غرب البلاد، مما دفع 250 ألف نسمة إلى التجمع في منطقة صغيرة تنعدم فيها سبل الحياة.
وأورد الكاتب أن منظمة "ميد غلوبال" الطبية الإنسانية (مقرها الولايات المتحدة ) أعدّت أول تقييم مفصل للحياة داخل المدينة المحاصرة من خلال شهادات ما يقرب من 900 شخص فروا مؤخرا من المدينة، ووصفت السكان المحاصرين في الفاشر بأنهم على "حافة البقاء على قيد الحياة".
وحسب المنظمة، أفاد أكثر من 90% من الفارّين بأن منازلهم قد دُمّرت أو تضررت أو نُهبت قبل فرارهم، بينما فقدت ربع العائلات أحد أفرادها خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وأكد 75% من الفارين للمنظمة أنهم اضطروا إلى الانتقال من منازلهم 3 مرات على الأقل، بينما قال 81% منهم إنهم "لم يشعروا بالأمان أبدا" أثناء تنقلهم داخل المدينة.
وقال 50% من المستجوبين إنهم كانوا ضحايا للعنف، بينما أكد 71% أنهم شاهدوا أعمال عنف ضد جيرانهم وسكان آخرين في المدينة.
وحسب المنظمة، فإن الفاشر أصبحت معزولة عن العالم بسبب انقطاع الاتصالات، حيث أكد 86% من السكان "عدم إمكانية الوصول الهواتف أو الإنترنت، أو صعوبة الوصول إليها".
وأظهرت الفحوصات الطبية التي أجرتها المنظمة على الفارين الذين وصلوا إلى مدينة الدبة في الولاية الشمالية، بعد مسيرة استمرت عدة أيام من الفاشر، مستويات حادة وواسعة النطاق من سوء التغذية .
وأوضحت المنظمة أن 75% من السكان لا يحصلون على الطعام بانتظام، وأن نصف السكان تقريبا لا يجدون الماء.
وكشفت الفحوصات التي قامت بها المنظمة أن واحدا من كل 5 أطفال دون سن الخامسة يعاني من سوء تغذية حاد، وبلغت النسبة 27.5% بين الأطفال دون 18 شهرا.
وأظهرت البيانات أيضا أن 38% من النساء الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية، وبلغت النسبة 60% بين الفتيات المراهقات من عمر 15 إلى 19 عاما.
ونقل الكاتب عن المدير التنفيذي لمنظمة "ميدغلوبال" جوزيف بليفو، قوله إن بعض الذين وصلوا مؤخرا إلى الولاية الشمالية أكدوا أن الحياة في الفاشر تحولت إلى عنف في كل مكان، ومنازل مدمرة، ونقص حاد في الغذاء والماء، وانعدام شبه تام للرعاية الصحية.
وذكر الكاتب أن الآمال في إنهاء الحصار تصاعدت الشهر الماضي عندما أكد مسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية أنه توصل إلى اتفاق مع الإمارات العربية المتحدة -التي اتُهمت مرارا بدعم قوات الدعم السريع- للسماح بدخول المساعدات إلى المدينة.
لكن تلك الجهود باءت بالفشل -وفقا للكاتب- حيث شددت قوات الدعم السريع الخناق على المدينة، وأصبحت الفاشر محاصرة بالكامل بسواتر ترابية ضخمة، مما جعل هروب المدنيين أكثر صعوبة.
وقد نفذ الجيش السوداني عمليات إنزال جوي لإمداد المحاصرين داخل المدينة بالمؤن، لكن الطعام لا يزال نادرا.
وقد أدان المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ، فولكر تورك، الأسبوع الماضي استمرار عمليات قتل المدنيين في الفاشر.
وقال الكاتب إن الجيش السوداني يُتهم أيضا بارتكاب جرائم حرب، كان آخرها مقتل 16 شخصا على الأقل في إحدى هجماته بطائرات مسيرة على إحدى البلدات بلدة شرق الفاشر قبل عدة أيام.
ويوم الثلاثاء، وصف مركز راؤول والينبرغ لحقوق الإنسان الصراع في السودان بأنه "حرب على الأطفال". وقال محامون من المركز إن الأطفال يتعرضون لتجويع جماعي و تهجير قسري وهجمات متعمدة.
وأضاف المركز أن دولا مثل الإمارات العربية المتحدة -التي تنفي دعمها لقوات الدعم السريع- تنتهك التزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية .
وتحاصر قوات الدعم السريع الفاشر منذ مايو/أيار 2024، ورغم هجماتها المتكررة فإنها فشلت في كسر دفاعات الفرقة السادسة من المشاة في الجيش السوداني التي تدافع عن المدينة.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية.