( CNN ) – دعا رئيس الوزراء القطري الأسبق، الشيخ حمد بن جاسم، إلى مراجعة ما حدث في غزة منذ السابع من أكتوبر ورأى أن على إسرائيل أن تتحمل "جزءًا كبيرًا" من تكاليف إعادة إعمار القطاع.
وكتب حمد بن جاسم عبر صفحته على "إكس"، تويتر سابقا: "الآن، وقد توقف القتال في غزة بعد سنتين الحرب المدمرة، وبدء مرحلة جديدة يجب القيام بمراجعة ما جرى بداية ونهاية منذ السابع من أكتوبر، ليس لجلد الذات بل من أجل استخلاص العبر مما حدث ومن التداعيات التي ترتبت على ما حدث، مع أني لا أريد ان أؤيد أو أعارض هذا أو ذاك، ولكن من المفيد أن نعرف الخسائر والأضرار التي لحقت ببعض دول المنطقة. فإيران قُصِفت وهي أيضا قَصَفت إسرائيل وكسرت هيبتها، وكذلك في لبنان ضرب حزب الله وقصفت سوريا في عهد بشار قبل ان ينتهي نظامه. كل ذلك كان نتيجة للسابع من أكتوبر".
وتابع رئيس الوزراء القطري الأسبق قائلا: "الآن علينا أن نقوم بتحليل واضح يحدد الإيجابيات والسلبيات والأرباح والخسائر الإنسانية، والمادية والسياسية والمعنوية. والهدف من هذا ليس فتح باب للجدال لأن التاريخ هو من سيحكم على ذلك. وعلينا كذلك أن ننظر إلى ما طرأ في الشوارع الأميركية والأوروبية من تأييد للقضية الفلسطينية بعدالتها التاريخية. فهذه القضية لم تنته كما كان يتمنى البعض. وما هو مطلوب الآن بإلحاح هو ان يقوم الوسيط الأميركي ومعه الوسطاء الآخرون بوضع خريطة طريق للوصول إلى حل الدولتين، وليس لإعادة الإعمار فقط".
وأردف حمد بن جاسم قائلا: "وأنا اعتقد أنه يجب ان تتحمل إسرائيل جزءا كبيرا من تكاليف إعادة الإعمار لأنها هي من قامت بتدمير القطاع ومبانيه وبنيته التحتية كما حدث في المرات السابقة، والتي كانت دول الخليج والاتحاد الأوروبي هي من يتحمل تكاليفها".
وأضاف رئيس الوزراء القطري الأسبق قائلا: "نتنياهو لا يريد حل الدولتين ولا يريد أي خطة لبلوغه، وإن لم نصل إلى السلام فسنجد أنفسنا في خضم أزمة أخرى بعد سنوات قليلة وقد تخرج الأمور عن السيطرة. ما نحتاجه بعد كل ما حدث من دمار وخسائر بشرية ومادية ومعنوية هو خطة عملية للسلام، وليس ما يسمونه peace process من أجل إضاعة الوقت في اجتماعات ليس لها لزوم. وقد كنت أتوقع أن يحضر طرفا الاتفاق حماس وإسرائيل في هذا الحشد العالمي لتوقيع الاتفاق. حماس تستطيع أن تنيب عنها من يوقع إن لم يكن مرغوبا حضورها، ونتنياهو لا يضير حضوره لا ليغسل الجرائم التي ارتكبها، بل ليثبت للعالم أنه يريد السلام ويحدد خطواته التالية".
وتابع حمد بن جاسم: "على كل حال يجب أن يقوم الوسيط الأميركي بدور كبير لما له من ثقل في إسرائيل والعالم العربي يتيح للرئيس ترمب الوصول إلى حل الدولتين الذي لم يستطع أي رئيس أميركي آخر أن يقوم به طبقا لمرجعيات السلام في الأمم المتحدة. وأنا أقول ذلك باعتباري مواطنا عربيا تابع القضية الفلسطينية من موقع المسؤولية سابقا، وما زال يتابعها من موقعه الشخصي الآن".
وختم رئيس الوزراء القطري الأسبق قائلا: "أخيرا أقول إن ما قام به نتنياهو من مماطلة على مدى العامين الماضيين دمر البنية المدنية في قطاع غزة ولم يستطع تدمير الإنسان الفلسطيني ولا تهجيره فهو باقٍ في أرضه التي لن تكون مشروعا عقاريا، بل ستكون مشروعا إنسانيا أبديا للفلسطينيين يعيشون فيه بسلام جنبا إلى جنب مع الإسرائيليين".