آخر الأخبار

بعد 7 أكتوبر.. الإقليم يعيد رسم توازناته وحماس تخسر رهانها

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

عامان من الحرب.. حماس تحصد خسائر عسكرية وسياسية وداخلية

بعد مرور عامين على هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، تتضح ملامح مرحلة جديدة في الشرق الأوسط، حيث تحوّل الهجوم الذي كان يهدف إلى تعطيل مسار التطبيع بين السعودية وإسرائيل إلى نقطة انعطاف إقليمي، أعادت رسم التوازنات لصالح خيار السلام.

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، التي استندت إلى محاضر اجتماعات قيادة حماس التي عُثر عليها في أنفاق غزة، فإن الحركة كانت تراهن على إشعال حرب إقليمية بمشاركة ما يسمى بمحور المقاومة، لكن النتيجة جاءت معاكسة تماما. فبدل أن تحقق حماس مكاسب سياسية، زادت من عزلتها الإقليمية، وأضعفت نفسها أمام تصاعد الحراك الدولي والعربي نحو حل الدولتين.

المديرة السابقة للمبادرة الفلسطينية الإسرائيلية في معهد السلام الأميركي، لوسي كورتزر، أكدت في حديثها للتاسعة على "سكاي نيوز عربية"، أن "عملية السلام كانت مجمدة لفترة طويلة، خصوصا بعد هجوم 7 أكتوبر"، مشيرة إلى أن "التركيز الدولي الآن ينصب على إعادة الرهائن وتيسير المساعدات الإنسانية لغزة، وهو ما قد يقود تدريجيا إلى عملية دبلوماسية جدية بمشاركة الولايات المتحدة والدول العربية والأوروبية".

وأضافت كورتزر أن "ما نراه الآن لم يحدث منذ أشهر، هناك تدخل أميركي جاد لتحقيق نتائج دبلوماسية بالتنسيق مع الدول العربية والأوروبيين، واستغلال الزخم السياسي بعد الحرب".

وتابعت موضحة أن إدارة الرئيس دونالد ترامب وضعت "خطة من 20 نقطة لتعزيز السلام في المنطقة"، معتبرة أن تنفيذ هذه الخطة يتطلب تجاوز "الانتكاسات الجيلية" التي خلفها السابع من أكتوبر، وتعاونا دوليا لتذليل العقبات أمام مسار دبلوماسي طويل الأمد.

وكشفت كورتزر أن "الولايات المتحدة كانت على وشك إتمام اتفاق بين الرياض وتل أبيب قبل هجوم حماس، وأن الاعتراف بدولة فلسطين أصبح الآن محور النقاشات الدولية، خاصة بعد دعم الجمعية العامة للأمم المتحدة لهذا الاتجاه"، لكنها لفتت إلى أن واشنطن "ما زالت تتخذ موقفا متحفظا من الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية".

وأكدت المسؤولة السابقة أن نجاح أي مبادرة سلام يتطلب الحفاظ على المبادئ العامة لخطة العشرين نقطة، وتجاوز العراقيل التي تفرزها التفاعلات الإقليمية والمحلية، مع ضمان توافق دولي واسع حول الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

وأشارت إلى أن "من بين أسباب هجوم حماس على إسرائيل كان محاولة إفشال خطة التطبيع بين السعودية وإسرائيل، لكن بعد كل ما جرى، بات واضحًا أن توسيع الاتفاقات الإبراهيمية يجب أن يترافق مع تقدم حقيقي في مسار حل الدولتين".

وفي هذا السياق، لعبت الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، دورا محوريا في إعادة الزخم لمسار السلام، مدعومة من فرنسا وعدد من القوى الدولية، بينما يعتبر ترامب أن ما تحقق حتى الآن يمثل "إنجازًا في السياسة الخارجية"، مع احتمال أن يشمل التوسع المستقبلي للاتفاقات الإبراهيمية إيران نفسها.

وتختتم كورتزر حديثها بالتأكيد على أن "الرهان على الحرب أثبت فشله، وأن الحوار والمبادرات الدبلوماسية باتت الطريق الأكثر واقعية لتحقيق الاستقرار".

فبعد 7 أكتوبر، تغير المشهد الإقليمي جذريا: من منطق الصراع إلى منطق التسويات، ومن الانقسام إلى تنسيق متزايد بين واشنطن والعواصم العربية.

وبينما تخسر حماس رهانها على الحرب، تبدو المنطقة مقبلة على مرحلة إعادة توازن، عنوانها الأبرز السلام خيار لا مفر منه.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا