حماس: "عامان من طوفان الأقصى وشعبنا متجذر في أرضه وملتف حول مقاومته ومتمسك بحقوقه المشروعة ضد مخططات التصفية والتهجير القسري"، وإسرائيليون يتجمعون في فعاليات تذكارية لإحياء ذكرى مرور عامين على هجوم حماس في 7 أكتوبر
شهدت مدينة القدس مشاركة عشرات الأشخاص في مسيرة للمطالبة بإعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023.
وتحدثت مراسلة بي بي سي، أليس كودي، مع بار وأتاليا ريجيف، اللذين عبّرا عن شعورهما بعدم القدرة على البقاء في المنزل، مشيرين إلى تجاربهما الصعبة خلال الهجوم على كيبوتس بئيري قرب حدود غزة، حيث كانا ينتظران بفارغ الصبر رسائل الأصدقاء لمعرفة سلامتهم.
وقالت بار: "كان الوضع مرعباً، صديقنا كان في خطر كبير، كنا نريد فقط مساعدته".
وأضافت أتاليا: "سمعنا ما يحدث – الجميع يصرخ وهناك صواريخ، وكانوا يخافون من الخروج. وضعت سماعات على أطفالها وبقوا في الغرفة الآمنة لمدة 12 ساعة".
وأضاف الزوجان أن تصعيد النزاع تواصل في اليوم التالي مع إطلاق حزب الله صواريخ على شمال إسرائيل، ما أدى إلى حملة جوية إسرائيلية على لبنان وغزو بري للجنوب، قبل أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في نوفمبر تشرين الأول 2024.
وأكدت أتاليا: "لم نعد نعيش حياة طبيعية لفترة طويلة، كان الأمر صعباً جداً"، مشيرة إلى أن لديهم مخاوف من انسحاب إسرائيل من غزة. وأضافت: "نحتاج إلى القيام بكل التنازلات اللازمة لإعادة الرهائن إلى ديارهم، لكننا نريد ضمانات بأننا سنكون في أمان، خاصة نحن الذين نعيش على حدود إسرائيل".
لم يتخيل معظم سكان غزة، بمن فيهم أنا، أن الحرب ستستمر عامين كاملين.
ومع ذلك، منذ الساعات الأولى لهجوم حماس غير المسبوق في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أدرك العديد من السكان أن إسرائيل ستشن حملة انتقامية لم يسبق لها مثيل.
في كل حديث تقريباً في غزة، يتردد سؤالٌ مؤلمٌ دون إجابة واضحة: "متى ستنتهي الحرب؟"، على الرغم من المؤشرات الحذرة على التقدم في المحادثات الجارية بين حماس وإسرائيل في مصر، إلا أن قلة من الناس يجرؤون على الأمل.
وحالياً يصف كثيرون المفاوضات بأنها ربما الأكثر أهمية حتى الآن، وهي لحظة نادرة قد يكون فيها إنهاء القتال في متناول اليد.
ومنذ أن كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مقترحه الأخير لوقف إطلاق النار، تحول المزاج السائد في غزة من الغضب إلى الإرهاق.
تحث غالبية الأصوات الصادرة من القطاع المدمر، حركة حماس الآن على قبول الصفقة، فهم ببساطة سئموا الموت والتشرد والجوع. في وقت تزايد فيه التصور بأن حماس أعطت الأولوية لبقائها على بقاء شعبها. وعمّق هذا الشعور الانقسام الفلسطيني الذي بدأ مباشرةً بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، عندما تصاعدت الانتقادات للحركة، وحمّلها الكثيرون مسؤولية الدمار غير المسبوق الذي أعقبه.
وبعد عامين، أصبح الانقسام أشدّ من أي وقت مضى بين أنصار حماس الذين ما زالوا يدافعون عن الحركة حتى النخاع، وبين أغلبية غزّية منهكة من الحرب، نفد صبرها إزاء الدمار واليأس المستمرين.
اجتمعت عائلات الضحايا والناجون عند موقع مهرجان نوفا الموسيقي السابق في صحراء النقب قرب كيبوتس ريم، لإحياء ذكرى الضحايا الذين سقطوا جرّاء الهجوم الدموي الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.
خلال الهجوم، قتل مسلحو حماس 360 شخصاً وخطفوا العشرات من الموقع الذي كان يحتفل فيه حوالي 3,500 مشارك.
ومنذ ذلك الحين، تحول الموقع إلى نصب تذكاري للضحايا، حيث تجمع الناس صباح اليوم لتقديم التقدير والوفاء لذكراهم.
أدت الحرب وتبعاتها إلى أن تشهد الضفة الغربية، ما يُوصف من جانب الفلسطينيين بتصعيد غير مسبوق في وتيرة العنف ضدهم، ما قاد وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية، إلى مقتل أكثر من ألف فلسطيني في الضفة برصاص الجيش الإسرائيلي، على مدار العامين الماضيين.
وتفيد تقديرات نادي "الأسير الفلسطيني"، بأن الضفة شهدت خلال تلك الفترة، اعتقال نحو 19 ألف فلسطيني، وسط عمليات عسكرية واقتحامات شبه يومية للمدن والمخيمات، ما جعل العامين الماضيين، من أكثر الفترات دموية منذ سنوات الانتفاضة الثانية، بحسب مصادر فلسطينية.
تشير المصادر إلى أن مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس في شمالي الضفة الغربية، لا تزال تشهد منذ قرابة تسعة أشهر، عملية عسكرية إسرائيلية واسعة تحت اسم "السور الحديدي"، أدت إلى تدمير جانب كبير من البنية التحتية لهذه المخيمات، وإلى نزوح أكثر من 45 ألف فلسطيني من سكانها، في واحدة من أكبر موجات النزوح الداخلي منذ سنوات في الضفة.
وتقول المصادر الفلسطينية إن العامين الماضيين شهدا أيضاً تصاعد اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين وممتلكاتهم في مختلف أنحاء الضفة الغربية، بشكل يومي.
ووفقاً لهيئة "مقاومة الجدار والاستيطان" التابعة للسلطة الفلسطينية، أسفرت الاعتداءات التي نُفِذَت من جانب المستوطنين منذ بدء الحرب في غزة، عن مقتل 33 فلسطينياً، إلى جانب تدمير واسع للأراضي الزراعية ومنازل المواطنين.
كما قالت الهيئة في تقرير عنونته بـ"عامان على الحرب"، إن عدد ما وصفته بالاعتداءات التي نفّذها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون، منذ اندلاع الحرب في غزة بلغ 38 ألفاً و359 اعتداءً.
حذّر مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين من استمرار استهداف الصحفيين ووسائل الإعلام في قطاع غزة، مع دخول الحرب عامها الثالث، واصفاً ما يجري بأنه "مذبحة متواصلة" بحق الصحافة والعاملين في المجال الإعلامي.
وقال المركز في بيان اليوم الثلاثاء إن الأوضاع في غزة "تعكس فشل المجتمع الدولي في القيام بمسؤولياته تجاه حماية الصحفيين"، مشيراً إلى أن عشرات المؤسسات الإعلامية دمّرت بالكامل، فيما قُتل وأُصيب مئات الصحفيين منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وطالب المركز بتوفير حماية عاجلة للصحفيين وضمان حرية التغطية الإعلامية في ظل ما وصفه بـ"الظروف القاسية وغير الإنسانية" التي يعيشها القطاع منذ عامين من الحرب المتواصلة.
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان لها، اليوم الثلاثاء، إن المعركة التي اندلعت قبل عامين مع إسرائيل تحت اسم "طوفان الأقصى" ما زالت متواصلة، وإن تداعياتها السياسية والعسكرية ما زالت واضحة على المنطقة.
وأضافت الحركة أن "العدو يمعن في حربه الوحشية ضد شعبنا الصامد وسط تواطؤ دولي وخذلان عربي"، مؤكدة أن الفلسطينيين "متجذرون في أرضهم ومتمسكون بحقوقهم المشروعة في مواجهة مخططات التصفية والتهجير القسري".
وشددت حماس على أن الشعب الفلسطيني "ما زال ملتفاً حول مقاومته ومتمسكاً بثوابته الوطنية، بعيداً عن مشاريع الوصاية غير المشروعة".
بعد عامين من هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي استهدفت مهرجان "نوفا" قرب حدود غزة، تحوّل الموقع الذي كان مسرحاً لأحد أكثر فصول العنف دمويةً إلى نصبٍ تذكاريٍ لضحايا الهجوم.
ففي المكان الذي دوّت فيه الانفجارات ونيران الرشاشات الثقيلة، تصطف اليوم صفوفٌ من النصب التذكارية المزينة بالزهور والشموع والهدايا، تخليداً لذكرى كل ضحية.
عند زيارة الموقع اليوم، يختلف المشهد تماماً عمّا كان عليه بعد أيام من الهجوم، حين كانت الحقول تغصّ بالخيام الممزقة، والحطام، والسيارات المحترقة، وجثث مقاتلي حماس الملقاة على طول الطريق.
لكن آثار تلك الهجمات لم تقتصر على المكان فحسب، بل تركت بصمتها على المجتمع الإسرائيلي بأسره، إذ تحوّلت لحظة الوحدة الوطنية التي أعقبتها إلى انقساماتٍ سياسيةٍ عميقة، بينما يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انتقاداتٍ متصاعدة من الإسرائيليين الذين يرون أنه فشل في حمايتهم في ذلك اليوم.
تحل اليوم الذكرى الثانية لاندلاع الحرب في قطاع غزة، عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، وما زالت تداعياتها الإنسانية والسياسية والعسكرية مستمرة حتى اليوم.
وخلال العامين الماضيين، شهد القطاع دماراً واسعاً في البنية التحتية وموجات نزوح متكررة، وسط استمرار الحصار ونقص حاد في المواد الأساسية. كما امتدت آثار الحرب إلى الضفة الغربية، التي شهدت تصعيداً غير مسبوق في وتيرة العنف والاعتقالات، بحسب مصادر فلسطينية.
ويأتي إحياء الذكرى وسط محاولات دبلوماسية متعثرة للتوصل إلى اتفاق يضع حداً للحرب، في ظل استمرار الخلافات بين إسرائيل وحركة حماس حول شروط الهدنة وإعادة الإعمار.