تحظى أفريقيا باهتمام متزايد من الولايات المتحدة، لكن ما تواجهه واشنطن من أزمات داخلية يمنح منافستها الرئيسية، الصين، أفضلية إستراتيجية.
وتقضي واشنطن معظم الأسبوع المقبل في مراجعة سبل استعادة نفوذها المتراجع لصالح الصين في القارة الأفريقية، وذلك في ظل استمرار إغلاق الحكومة الفدرالية للأسبوع الثاني، وتعليق العمل باتفاقية التجارة الحرة "قانون النمو والفرص الأفريقية" (أغوا).
في الكونغرس الأميركي، تتجه الأنظار شرقا اليوم الثلاثاء 7 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث تعقد لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جلسة استماع بعنوان مباشر وصريح: "مكافحة السلوك غير القانوني والقسري والعدواني والمخادع لجمهورية الصين الشعبية في منطقة المحيطين الهندي والهادي".
ورغم أن أنشطة الصين حول تايوان وبحر جنوب الصين تحظى بمعظم الاهتمام، فإن بكين توسّع أيضا حضورها الإقليمي على الساحل الشرقي لأفريقيا.
وتطل 9 دول أفريقية من أصل 54 على المحيط الهندي، بما في ذلك 4 دول جزرية مستقلة: جزر القمر، ومدغشقر، وموريشيوس، وسيشل، إضافة إلى 5 دول ساحلية تمتد من الصومال إلى جنوب أفريقيا.
وتُعد الصين مستثمرًا رئيسيًا في مشاريع البنية التحتية والطاقة، حيث تموّل وتدير موانئ على طول الساحل، وافتتحت أول قاعدة بحرية خارجية لها في جيبوتي عام 2017.
وتقع شرق أفريقيا في موقع إستراتيجي بين آسيا والشرق الأوسط، وتضم نقطتي اختناق بحريتين في المحيط الهندي: مضيق باب المندب بين اليمن وجيبوتي وإريتريا، وقناة موزمبيق قبالة الساحل الغربي لمدغشقر.
تأتي هذه الجلسة في وقت يسعى فيه القطاع الخاص الأميركي إلى تعزيز التجارة والاستثمار في المنطقة، حيث ينظم "مجلس الشركات من أجل أفريقيا" قمته السنوية للأعمال بين الولايات المتحدة وأفريقيا العام المقبل في المحيط الهندي، وتحديدا في موريشيوس.
وتُعد موريشيوس من الدول القليلة في أفريقيا التي لم تنضم إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وقد أثارت مطالبة موريشيوس بالسيادة على أرخبيل شاغوس، الذي تحتله بريطانيا، مخاوف في واشنطن من احتمال أن تحل الصين محل الوجود العسكري الأميركي في جزيرة دييغو غارسيا.
في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، ألقت الباحثة أوجي أونوبوغو، كبيرة الزملاء في برنامج أفريقيا، أمس الاثنين بعنوان "الرد على النموذج الجديد للسياسة الخارجية لترامب".
وفي اليوم ذاته، استضاف "المجلس الأطلسي" بالتعاون مع مركز الصين العالمي التابع له، ومدرسة كيو التابعة لجامعة نوتردام، مؤتمرا ليوم كامل حول إستراتيجيات مواجهة النفوذ الصيني المتزايد في أفريقيا وأميركا اللاتينية.
وبرزت في المؤتمر جلسة حول تأثير الصين على الموارد الطبيعية والبيئة في أفريقيا، بمشاركة متحدثين من جامعة غانا، وجامعة نانغوي أبروغوا في كوت ديفوار، وجامعة هوارد في واشنطن.
وغدا الأربعاء، يستضيف مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بالتعاون مع مركز دراسة العمليات المدنية العسكرية في أكاديمية ويست بوينت العسكرية، النسخة الثانية من مؤتمر "المعادن الحرجة والأمن القومي".
وتُخصص إحدى الجلسات لموضوع "عصر جديد من دبلوماسية المعادن"، ويشارك فيها توم هاسليت، مدير سياسات الطاقة والمعادن الحرجة في مؤسسة التمويل الأميركية للتنمية الدولية.
وغدا الأربعاء، تلقي المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا الكلمة الافتتاحية لاجتماعات 2025 السنوية، في مركز ميلكن الجديد لتعزيز "الحلم الأميركي" في واشنطن العاصمة.