آخر الأخبار

أبو ردينة: وقف الحرب أولوية.. وخطة ترامب أمام الاختبار

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

السلطة الفلسطينية ترحب بجهود ترامب لإنهاء حرب غزة

في مواجهة تصاعد الأزمة الإنسانية والسياسية في قطاع غزة، شددت الرئاسة الفلسطينية، ممثلة بالمتحدث باسمها نبيل أبو ردينة، على أن الأولوية المطلقة في هذه المرحلة هي وقف الحرب وإنقاذ المدنيين من التهجير والمجازر اليومية.

جاء ذلك خلال حديثه لبرنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية، في تصريح يعكس موقف السلطة الفلسطينية تجاه خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في غزة، التي طرحت كحل لإنهاء النزاع المستمر بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال أبو ردينة إن التنسيق الفلسطيني العربي كان واضحا ومكثفا منذ البداية، وقد أدى هذا الجهد إلى نتائج ملموسة، منها اعترافات دولية بالدولة الفلسطينية من بينها بريطانيا و فرنسا.

وأضاف أن هذا التنسيق سمح بالضغط على الإدارة الأميركية لتبني خطوات تؤدي إلى وقف الحرب ومنع تهجير السكان، وحماية المدنيين في غزة.

خطة ترامب.. تحول من المواجهة العسكرية إلى التنمية الاقتصادية

أوضح المتحدث الفلسطيني أن خطة ترامب للسلام في غزة تمثل تحولا جذريا في مقاربة الصراع، من الاعتماد على السلاح والمقاومة المسلحة إلى التركيز على البنية التحتية والمشاريع الاقتصادية والتنمية الحقيقية.

وأكد أن الخطة تضع حماس أمام خيارين: قبول المبادرة والمشاركة في إعادة الإعمار، أو مواجهة تصاعد الخطر على الشعب الفلسطيني.

وبحسب المصادر الفلسطينية التي تحدثت لسكاي نيوز عربية، تدرس حماس الخطة بجدية، لكنها أبدت تحفظات تتعلق بضمانات وقف الحرب وحماية قياداتها في الخارج.

كما طلبت الحركة من الوسيط القطري إجراء مشاورات مع الفصائل الفلسطينية الأخرى قبل اتخاذ أي قرار.

من جهتها، دعت حركة فتح حماس إلى قبول الخطة لتجنب المزيد من المعاناة في غزة.

وأبرز أبو ردينة أن خطة ترامب تنص على تشكيل لجنة انتقالية للإشراف على غزة، يترأسها ترامب شخصيا ويشارك فيها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، في حين لم يوافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على فكرة إقامة دولة فلسطينية ضمن الخطة، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في معظم مناطق القطاع مع استعادة جميع الرهائن.

موقف الرئاسة الفلسطينية: حماية غزة أولوية وطنية

شدد أبو ردينة على أن وقف الحرب هو الهدف الأسمى للسلطة الفلسطينية، وأن أي خطوات لاحقة ستأتي بعد تحقيق هذا الهدف الأساسي.

وأضاف أن الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية منذ اليوم الأول كانوا يطالبون بوقف الحرب، مشيرا إلى أن استمرار النزاع يعني دمارا واسعا لغزة وسقوط الضحايا بالآلاف.

وأشار إلى أن أي خطة أو مبادرة لا تحظى بموافقة منظمة التحرير الفلسطينية لن تكون ذات شرعية، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن يقهر ولن يعطي شرعية لأي طرف ينتهك حقوقه.

وأوضح أن القدس هي العنوان الأساسي للقضية الفلسطينية، وأن أي حل لا يشمل حماية المدينة ومقدساتها لن يكون مقبولا على الإطلاق، مضيفًا: "القدس أكبر منا ومنهم جميعا، وهي جوهرة حرب الشعب الفلسطيني والأمة العربية للحفاظ عليها".

التنسيق العربي الدولي: دعم حاسم لوقف الحرب

أوضح أبو ردينة أن الجهد الفلسطيني العربي، بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، أدى إلى نتائج إيجابية ملموسة، سواء في نيويورك أو في الخطابات الدولية الأخيرة، والتي أسفرت عن اعترافات مهمة بالدولة الفلسطينية.

وأضاف أن الدول الكبرى، بما فيها بريطانيا وفرنسا، اقتنعت بأن الحجج الإسرائيلية المدعومة أميركيا لا وجود لها، وأن الحل لا يمكن أن يتحقق دون احترام إرادة الشعب الفلسطيني ومؤسساته الشرعية.

وأكد أن هذه الخطوات ساهمت في إيقاف الحرب و منع التهجير وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، معربا عن أمله في أن تستمر هذه الجهود نحو الوصول إلى نتائج أكثر استقرارا على المدى الطويل.

كما أكد أن السلطة الفلسطينية والأشقاء العرب يمارسون ضغطا مستمرا على الحركة لقبول ما وصفه بـ "المبادرة الضرورية لوقف الحرب"، مشددا على أن أي تأخير في الاستجابة سيؤدي إلى عواقب سلبية على المدنيين.

وأضاف أبو ردينة أن المرحلة الحالية تتطلب تحمل حماس لمسؤولياتها الوطنية، وأن توقف الحرب يجب أن يكون الأولوية القصوى قبل أي محادثات مستقبلية حول القضايا السياسية أو الاقتصادية الأخرى.

الشرعية الفلسطينية شرط الحل

أوضح أبو ردينة أن أي خطوة أو اتفاقية لا تحظى بموافقة منظمة التحرير الفلسطينية تعتبر غير شرعية، وأن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأية حلول تفرض عليه بالقوة.

وأضاف أن هذه الشرعية الفلسطينية تحظى بدعم عربي ودولي واسع، مشددا على أن أي سلام مستدام أو استقرار لن يتحقق إلا من خلال مشاركة الشعب الفلسطيني ومؤسساته الوطنية.

وأشار إلى أن التضحيات الفلسطينية الطويلة، منذ وعد بلفور، لم تمنع الشعب الفلسطيني من المطالبة بحقوقه والتمسك بمشروعه الوطني، وأن جهود السلطة الفلسطينية بالتعاون مع الأشقاء العرب بدأت تؤتي ثمارًا إيجابية في الساحة الدولية.

الأولوية.. حماية المدنيين ومنع التهجير

كرر أبو ردينة التأكيد على أن الهدف الأسمى للمرحلة الحالية هو وقف الحرب وحماية المدنيين ومنع التهجير الجماعي في غزة.

وأوضح أن أي تأخير أو تعطيل من قبل حماس في هذا السياق سيكون له عواقب مباشرة على سكان القطاع، مضيفًا أن السلطة الفلسطينية ملتزمة بالتنسيق العربي والدولي لضمان إدخال المساعدات الإنسانية وإنقاذ الناس من المجاعة والموت اليومي.

كما شدد على أن أي مشاريع وهمية أو مبادرات تتجاوز الحقوق الفلسطينية لن تكون مقبولة، وأن القدس الشرقية وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة هي خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها.

وأكد أبو ردينة أن الجهود العربية المشتركة مع المجتمع الدولي هي الوسيلة الفعلية لتحقيق وقف الحرب وحماية غزة، وأن أي خطوة دون التنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني ستكون غير مجدية ولن تؤدي إلى أي نتيجة حقيقية.

وأضاف أن الدول الكبرى باتت تدرك أن الحل العادل للقضية الفلسطينية لا يمكن أن يتحقق إلا عبر الشرعية الفلسطينية والتنسيق العربي الدولي.

وأشار إلى أن المرحلة الحالية تمثل مفترق طرق تاريخي، حيث يجب على الجميع تحمل مسؤولياته للحفاظ على القضية الفلسطينية ومنع أي تهديد لمشروعها الوطني.

رسائل واضحة لحماس وإسرائيل

وجّه أبو ردينة رسائل واضحة إلى حماس، مفادها أن الالتزام بوقف الحرب وعدم وضع العراقيل هو واجب وطني، وأن أي تعطيل سيؤثر سلبًا على المدنيين.

كما شدد على إسرائيل بأن استمرار الاحتلال والتهجير لن يؤدي إلى استقرار أو أمن، وأن الحل المستدام يعتمد على الشراكة مع الفلسطينيين ومؤسساتهم الشرعية.

وأشار إلى أن تجربة السنوات الطويلة أثبتت أن الشعب الفلسطيني صامد ولن يقهر، وأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الشرعية الوحيدة التي يمكن أن تحقق السلام العادل.

في ظل التصعيد الأخير في غزة، تؤكد الرئاسة الفلسطينية أن وقف الحرب وحماية المدنيين هو الهدف الأسمى والملح، وأن أي جهود دولية أو عربية يجب أن تمر عبر مؤسسات الشرعية الفلسطينية، وعلى رأسها منظمة التحرير.

وتعتبر خطة ترامب اختبارًا حقيقيًا لحماس، فيما يبقى الرهان الأكبر على الجهود العربية الدولية المنسقة لإيجاد حل يحفظ حقوق الفلسطينيين ويضمن استقرار المنطقة.

المرحلة الحالية تشكل مفترق طرق حاسم: إما وقف الحرب والتوجه نحو إعادة الإعمار والتنمية، أو استمرار النزاع والمخاطر المتصاعدة على المدنيين. الرئاسة الفلسطينية تؤكد أن أي خطوة لا تراعي الشرعية الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني لن تحقق الأمن أو الاستقرار أو السلام في غزة أو المنطقة بأسرها.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا