في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تواجه إسرائيل عزلة متزايدة في العالم بسبب حرب الإبادة والتجويع التي تشنها على قطاع غزة ، مما دفع دولا أوروبية وغربية للاعتراف بدولة فلسطينية، الأمر الذي أثار تساؤلات بشأن حدود تصعيد القارة العجوز مع تل أبيب.
وفي هذا السياق، يقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس زياد ماجد إن قرارات الحكومات الأوروبية جاءت نتيجة تصاعد ضغط الرأي العام والأوساط الأكاديمية والحزبية والنقابية والشعبية، فضلا عن الصلف الإسرائيلي في التعامل مع الأوروبيين.
ووفق حديث ماجد لبرنامج "ما وراء الخبر"، فإن تضحيات الفلسطينيين غيرت الموقف الشعبي الأوروبي، مما انعكس على تغيير في المسار السياسي، مؤكدا أن الجيل الجديد في أوروبا واعٍ، إذ لا يطالب بمسار سياسي فقط بل بفرض إجراءات عقابية تشمل عقوبات على إسرائيل.
كما أن الملاحقة في أوروبا قد تشمل تفعيل مسار قانوني ضد مستوطنين وجنود إسرائيليين مزدوجي الجنسية، لكن ماجد أعرب عن قناعته بأن الموضوع الاقتصادي سيبقى معلقا، مستبعدا أن تفرض أوروبا عقوبات اقتصادية.
ومع ذلك، يؤكد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس أن مقاطعة إسرائيل تتطور، إذ تبنتها جمعيات ونقابات أوروبية، في مواجهة موقف ألماني يعرقل فرض عقوبات أوروبية على إسرائيل.
كما تتجه الأنظار إلى إيطاليا من أجل إقناعها بالموافقة على حزمة عقوبات على إسرائيل، مما يصعب موقف ألمانيا ويجعله أكثر مرونة، وفق ماجد، وسط تقديرات أوروبية بأن يغلق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعض القنصليات الأوروبية في القدس الشرقية.
وكانت وكالة "بلومبيرغ" كشفت أن الاتحاد الأوروبي يستعد لإطلاق أقصى حزم عقوبات اقتصادية وسياسية منذ عقود ضد إسرائيل، وذلك على خلفية ما يصفه الأوروبيون بالتدهور الكارثي للوضع الإنساني في غزة.
أما الكاتب المختص بالشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين فيرى أن الاعترافات الأوروبية بداية منحى لكن "مفترق الطرق سيكون بعد عام من الآن"، انتظارا لما ستفرزه الانتخابات الإسرائيلية وشكل الحكومة المقبلة.
وتراهن أوروبا على رحيل حكومة نتنياهو، مما يجعل المواجهة "أقل وطأة وتكلفة" للتعامل مع إسرائيل، حسب جبارين، الذي قال إن "إسرائيل لم ترَ أنيابا أوروبية حتى الآن".
ووفق هذا التقدير، فإن أوروبا تتعامل مع إسرائيل كـ"وصي يريد تصحيح المسار حيث تخطئ، وليس معاقبتها والتخلي عنها"، مستدلا بعدم فرض عقوبات اقتصادية ووقف إمدادات الأسلحة.
وما لم تتحول الاعترافات إلى شروط نافذة -يضيف جبارين- فإنها ستبقى في دائرة رمزية دون أي كلفة إستراتيجية على إسرائيل، مشيرا إلى تلاعب نتنياهو واستغلاله الشرخ الموجود بين الأوروبيين والأميركيين.
في سياق متصل، أعرب الأمين العام للمبادرة العربية الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي عن قناعته بأن سيناريو جنوب أفريقيا سيتكرر في فلسطين، إذ تتغير الشعوب في البداية ثم تضغط على برلماناتها ومن ثم حكوماتها وصولا إلى تغيير في الولايات المتحدة.
وحسب البرغوثي، لم يكن لهذا التحول أن يتحقق لولا الصمود الأسطوري لسكان قطاع غزة، إذ لم تذهب التضحيات هدرا، لكنه شدد على ضرورة أن تترجم إلى عقوبات على إسرائيل تبدأها الدول العربية والإسلامية.
كما رفض الشروط المفروضة من الأوروبيين بشأن الدولة الفلسطينية واعتبرها غير مقبولة، وطالب في الوقت ذاته بضرورة وجود قيادة فلسطينية موحدة تتولى مشروعا نضاليا تحرريا لإنهاء نظام الفصل العنصري ومنظومة الاستعمار الاستيطاني الإحلالي.
وكانت عدة بلديات في فرنسا قد رفعت العلم الفلسطيني على واجهات مبانيها، ووصل عددها إلى 52 بلدية، تأكيدا للموقف الفرنسي بالاعتراف بدولة فلسطين.
كما خرجت في العاصمة الإيطالية روما ومدن عدة مظاهرات دعت إليها النقابات العمالية احتجاجا على الحرب الإسرائيلية على غزة ورفضا لسياسات الحكومة الإيطالية تجاه استمرار اعتداءات الاحتلال.