آخر الأخبار

نفوذ لا يستغله ترامب على نتنياهو

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

واشنطن- قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الاثنين، من داخل المكتب البيضاوي بالبيت الأول، إن إسرائيل لن تضرب قطر مجددا، وذلك كرد مباشر على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- الذي رفض استبعاد شن مزيد من الضربات على قطر.

وجاءت تصريحات نتنياهو خلال اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في القدس المحتلة أول أمس الأحد.

وسبق أن قال ترامب في تغريدة على منصة تروث سوشيال إن الهجوم على قطر "كان قرارا اتخذه رئيس الوزراء نتنياهو، ولم يكن قرارا اتخذته أنا".

واعتبر أن الهجوم على "دولة ذات سيادة وحليف مقرب للولايات المتحدة، لا يعزز أهداف إسرائيل أو أميركا"، مشددا على أن الدوحة "تعمل بجد وبشجاعة وتخاطر معنا للتوصل إلى السلام".

ووجد الرئيس ترامب نفسه في موقف لا يحسد عليه، بعد أن قامت إسرائيل، التي تجمعها ببلاده علاقات تحالف خاصة واستثنائية بما تتضمنه من دعم عسكري ومالي واستخباراتي ودبلوماسي، بالعدوان على دولة تتمتع بوضعية الدولة الحليف من خارج حلف شمال الأطلسي " الناتو ".

نفوذ غير مستغل

وفي حديث مع الإذاعة الوطنية، قال المفاوض والدبلوماسي السابق آرون ديفيد ميللر، والخبير حاليا بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن هناك عاملين فقط يمكنهما التأثير على سلوك وقرارات نتنياهو، وهما التيار المتطرف في حكومته، الذي لا يملك نتنياهو اتخاذ قرارات قد تدفعه لإسقاط التحالف الحكومي بما يهدد مستقبله السياسي، والثاني هو نفوذ الرئيس ترامب.

وعدد الخبير ميللر 3 نقاط يملكها ترامب، ويمكن من خلالها التحكم والتأثير في قرارات مواقف حكومة نتنياهو، وهي:


* وقف المساعدات ووقف شحن الأسلحة لإسرائيل، أو حتى التهديد بالقيام بذلك.
* رفض قرارات إسرائيل علنا، ومواجهتها في الساحة الدولية دبلوماسيا، والتخلي عن دعمها أمام مجلس الأمن وبقية المحافل الدولية.
* التهديد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية مثل بقية الدول الأوروبية، وهو ما يسبب الهلع في إسرائيل.
إعلان

إلا أن ميللر أكد أن نتنياهو يدرك بقوة أن ترامب لن يقدم على اتخاذ أي من هذه المواقف الثلاثة، وهو ما يمنحه حرية التصرف وصولا للاعتداء على أحد أقرب حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط.

مصدر الصورة إسرائيل استقبلت مئات من شحنات الأسلحة الأميركية منذ بدء العدوان على غزة (أسوشيتد برس)

تنصّل

وأثار العدوان على قطر غضبا في الشرق الأوسط ليس على إسرائيل فقط، بل على الولايات المتحدة كذلك.

واعتبر إعلان نتنياهو بسرعة مسؤوليته عن العدوان، وقوله إن تل أبيب تصرفت "بشكل مستقل تماما"، غير كاف لإبعاد شبهة تواطؤ واشنطن في العدوان.

وخرجت الكثير من التقارير المتضاربة بشأن معرفة الرئيس ترامب شخصيا بالضربة قبل وقوعها عن طريق محادثة هاتفية عاجلة أجراها مع نتنياهو، في حين أكد البيت الأبيض على عدم وجود معرفة أميركية مسبقة بالهجوم على الدوحة.

كما حاول البيت الأبيض أيضا الابتعاد عن الموقف الإسرائيلي بالقول في بيانه عن الهجمات إن "البيت الأبيض علم بالهجوم من الجيش الأميركي".

ويرى معلقون أميركيون أن ترامب لم يفعل شيئا لتبديد الفكرة التي يحملها الشركاء في الشرق الأوسط بأن الإدارة، التي دعمت بشدة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تتحمل على الأقل جزءا من المسؤولية عن العدوان، وأنها زادت من التوترات في العلاقة بين الولايات المتحدة وحلفائها العرب.

وأظهرت السعودية والإمارات مواقف من الهجوم قد تحبط آمال ترامب المعلنة في تأمين اتفاق سلام أوسع في الشرق الأوسط ضمن إطار اتفاقيات أبراهام .

استياء أميركي

وعمق العدوان الانقسامات داخل الإدارة بين المحافظين المتشددين الذين يقفون بقوة خلف إسرائيل، وأولئك الذين يشعرون أن دعم الولايات المتحدة لها يقوض نهج ترامب "أميركا أولا".

ويقول معلقون إن الهجوم يهدد كلا من آفاق السلام على المدى القصير فيما يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار ب قطاع غزة ، وكذلك رؤية إدارة ترامب الأوسع للشرق الأوسط، التي تعتمد بشكل أساسي على تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ودول أخرى في المنطقة.

وأكد العدوان الشكوك الإقليمية بأن إسرائيل غير مهتمة بوقف إطلاق النار في غزة، وبالتبعية الولايات المتحدة، ولا يمكن الوثوق بها للانخراط في مفاوضات حسن النية من أجل إنهاء الأعمال العدائية بشكل سلمي.

من جهتها، أشارت الباحثة بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إليزابيث دنت إلى أنه "من شبه المؤكد أن الضربة الإسرائيلية ستقوض ثقة الدوحة في العلاقة العسكرية مع الولايات المتحدة، خاصة وأنها حدثت وسط مفاوضات وقف إطلاق النار المدعومة أميركيا".

ورجحت الخبيرة دنت -في حديثها للجزيرة نت- أن تضعف الضربة الإسرائيلية أحد الجسور الدبلوماسية الرئيسية لإدارة ترامب لوقف الحرب على غزة، مشيرة إلى أن التحدي "يكمن الآن في إقناع الدوحة بالحفاظ على دورها كوسيط حاسم".

صفعة نتنياهو

من جانبه، يقول رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة سميث بولاية ماساتشوستس الأميركية البروفيسور ستيفن هايدمان، في حديث للجزيرة نت، إنه "إذا لم نتمكن من ضمان مضي مفاوضات السلام قدما دون أن يقصف أحد الطرفين مفاوضي الطرف الآخر، فأي نوع من الوسيط نحن؟ الحقيقة غير المريحة هي أن دور إسرائيل المدمر في المنطقة سيستمر حتى يتم كبح جماحه، وهناك دولة واحدة فقط يمكنها كبح جماحه: الولايات المتحدة".

إعلان

وقال "نحن نوفر الأسلحة والغطاء الدبلوماسي والدعم المالي الذي يجعل هيمنة إسرائيل الإقليمية ممكنة، مع هذا الدعم تأتي المسؤولية، ليس فقط عن أمن إسرائيل، ولكن عن عواقب أفعالها".

وتابع إلى أن تصبح الولايات المتحدة مستعدة لأخذ هذه المسؤولية على محمل الجد، ستستمر مشاهد مثل ضربة الدوحة في التكرار. "وفي كل مرة، سيتآكل موقعنا كوسيط موثوق به، وعلاقاتنا مع الحلفاء الآخرين".

وشدد على أنه "في مرحلة ما، علينا أن نقرر: هل نحن قوة عظمى عالمية تحمل جميع الأطراف المسؤولية، أم أننا ببساطة عامل تمكين لإسرائيل؟".

واعتبر هايدمان -وهو الخبير غير المقيم بمركز سياسات الشرق الأوسط في معهد "بروكينغز" بواشنطن- أن الهجوم يعد "صفعة كبيرة على وجه الولايات المتحدة وترامب شخصيا من قبل نتنياهو".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا