آخر الأخبار

بين التدريب والدعم.. هل تعيد تركيا رسم دورها في سوريا؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

وزارة الدفاع التركية تصعِّد خطابها تجاه إسرائيل

في خطوة مفصلية تحمل أبعادًا عسكرية وسياسية، أعلنت وزارة الدفاع التركية بدء عمليات تدريب الجيش السوري وتقديم الاستشارات والدعم الفني بموجب اتفاقية وُقّعت الشهر الماضي مع دمشق.

خطوة وصفتها أنقرة بأنها تأتي في إطار القانون الدولي وحق الدفاع عن النفس، في وقت نفت فيه تقارير عن استهداف إسرائيلي لمواقع قواتها داخل الأراضي السورية.

التحرك التركي يعكس تحولا كبيرا في المشهد الإقليمي، إذ يتزامن مع تصاعد النقاش حول موازين القوى في سوريا، وتزايد الحضور الإسرائيلي على تخوم المنطقة العازلة جنوبا، ومع ما جرى مؤخرا في السويداء من أحداث أثارت تساؤلات حول شكل التوازنات المقبلة.

أنقرة ودمشق.. بداية مسار جديد

وزارة الدفاع التركية أكدت أن جهود إعادة هيكلة الجيش السوري دخلت مرحلة متسارعة، مشيرة إلى أن العلاقة العسكرية بين البلدين تجاوزت الطابع النظري إلى التنفيذ العملي من خلال تدريبات مشتركة، مع توقع إدخال أسلحة وخبراء ومستشارين في الفترة المقبلة.

الباحث السياسي ومدير مركز إسطنبول للفكر بكير أتاجان، أوضح خلال حديثه إلى غرفة الأخبار أن هذه التطورات تعكس بداية علاقة رسمية جديدة بين أنقرة ودمشق، مضيفًا: "اليوم ابتدأت رسمياً العلاقة التركية السورية. دخلت من أجل التدريبات، وسوف تدخل بالأسلحة والخبراء في الأيام القادمة، لأن هناك اتفاقات متبادلة بين الطرفين."

الموقف الإسرائيلي.. معارضة علنية وقلق متصاعد

الموقف الإسرائيلي من الوجود التركي في سوريا كان واضحا منذ البداية، إذ عبرت تل أبيب مرارا عن رفضها لأي تمدد لأنقرة في الساحة السورية، معتبرة أن ذلك يحد من هامش المناورة الاستراتيجية لإسرائيل في الجولان ومحيطه.

لكن أتاجان شدد على أن المصالح التركية في سوريا أعمق بكثير من تلك الإسرائيلية، موضحا: "كما لإسرائيل مصالح هناك، لنا مصالح حتى أقدم من إسرائيل بكثير، وأهم من إسرائيل لأسباب عديدة، أولها الحدود المشتركة التي تبلغ 911 كيلومترا، إلى جانب الروابط التاريخية والجيرة والعقيدة والمصالح الاقتصادية والاجتماعية".

تضارب المصالح.. من الماضي إلى الحاضر

أقرّ أتاجان بوجود تضارب مصالح بين أنقرة وتل أبيب في سوريا، لكنه وصفه بالقديم والمستمر، مضيفًا أن هذا التضارب قد يصل إلى مواجهات مباشرة في حال استمرار التصعيد.

في المقابل، أكد أن تركيا لا تبحث عن صدام مباشر مع إسرائيل، بل تفضّل الحفاظ على مساعٍ دبلوماسية لتفادي أي مواجهة واسعة قد تزيد من تعقيد المشهد السوري والإقليمي.

تركيا بين دور الوسيط وحسابات القوة

أتاجان ذكر بأن أنقرة لطالما لعبت أدوارا وساطية في المنطقة، حتى في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، حيث حاولت تقريب وجهات النظر بين دمشق وتل أبيب.

وبعد وصول أحمد الشرع إلى رئاسة الحكومة الانتقالية السورية، عادت تركيا لتبدي استعدادها لدعم أي مسار يمكن أن يؤدي إلى إحلال السلام. “تركيا لا تريد أن تكون هناك مشكلة بين سوريا وإسرائيل أو بينها وبين إسرائيل أو بين إسرائيل وفلسطين أو حتى قطر. بالعكس، تركيا داعمة للسلام وتريد الاستقرار، بينما هدف إسرائيل هو التوسع والقتل والتهجير”، يقول أتاجان بلهجة حادة.

دمشق والخيارات الممكنة

بالنسبة لدمشق، فإن بدء التعاون العسكري مع أنقرة يفتح أمامها خيارات جديدة، سواء في إعادة بناء مؤسساتها العسكرية أو في موازنة نفوذ القوى الأخرى الفاعلة على الأرض، من روسيا إلى إيران، ومن إسرائيل إلى الولايات المتحدة. لكن التحدي الأكبر يبقى في كيفية إدارة هذا الملف بما لا يفتح جبهة جديدة مع تل أبيب، التي تراقب بقلق أي تحوّل قد يحد من حرية تحركها في سوريا.

المعادلة اليوم تبدو أكثر تعقيدا: تركيا بدأت رسميا في إعادة هيكلة الجيش السوري، معتبرة أن مصالحها في سوريا جزء من أمنها القومي وامتداد طبيعي لحدودها وتاريخها.

في المقابل، ترى إسرائيل في هذا الوجود تهديدا مباشرا لتوازن القوى في المنطقة. وبين أنقرة وتل أبيب، تجد دمشق نفسها أمام معادلة دقيقة، تحاول من خلالها الاستفادة من الدعم التركي دون الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل.

الأسابيع المقبلة كفيلة بالكشف عن اتجاه هذا المسار، وما إذا كانت التحركات التركية ستظل في إطار التدريب والدعم الفني، أم أنها ستتطور إلى حضور أوسع يعيد رسم خريطة النفوذ في سوريا.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا