آخر الأخبار

أميركا وفنزويلا.. حرب جديدة "تطبخ على نار هادئة"

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

مادورو: الخلافات مع واشنطن لا ينبغي أن تؤدي إلى صراع عسكري

وسط تصاعد التوترات الدولية، أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسم خرائط السياسات الدفاعية لبلاده بطريقة غير تقليدية، عبر قرار تغيير اسم وزارة الدفاع الأميركية إلى وزارة الحرب، في خطوة أثارت جدلا واسعا حول توجهات واشنطن المستقبلية، خصوصا في منطقة الكاريبي وفنزويلا.

القرار الذي وقع ترامب على تنفيذه عبر أمر تنفيذي، الذي يتزامن مع استعداد الكونغرس لدعمه من خلال مشروع قانون، يأتي في سياق ما وصفه الرئيس الأميركي بالتحولات العالمية الخطيرة، حيث يرى أن العالم يقترب من "مرحلة مواجهة كبرى بين المعسكر الشرقي والغربي".

وفي تصريحات سابقة، قال ترامب: "لماذا الدفاع بينما يمكننا الهجوم؟"، مما يعكس فلسفته في اعتماد لغة القوة كأداة أساسية في السياسة الخارجية.

الحشد العسكري في الكاريبي

تقرير صحيفة " بوليتيكو" الأميركية كشف أن مسودة الاستراتيجية الدفاعية الجديدة تشير إلى تحول في السياسة الأميركية، حيث تولي الأولوية للمهام المحلية والإقليمية على حساب مواجهة خصوم مثل الصين و روسيا مباشرة، مما يعكس إمكانية فصل جبهات إقليمية، وتحديدا في فنزويلا، التي تعتبرها واشنطن جزءا من "الحديقة الخلفية".

وفي إطار التحشيد العسكري، أرسلت واشنطن قوة بحرية ضخمة إلى جنوب الكاريبي، تشمل مدمرات صواريخ وغواصة نووية وطائرات استطلاع، مع نية نشر 10 مقاتلات من طراز "إف 35" في بورتوريكو شمال فنزويلا.

وتوعد ترامب بإسقاط أي طائرات فنزويلية تشكل تهديدا للقوات الأميركية، مع التأكيد على أن هذه الخطوة تأتي في سياق الحرب على شبكات المخدرات، بعد مقتل 11 شخصا إثر استهداف قارب قالت واشنطن إنه كان يهرب المخدرات.

لكن حدة التوتر تتجاوز قضية المخدرات، إذ تشير التحليلات إلى أن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة هو تغيير النظام في كراكاس.

وفي هذا السياق، وصف وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث العملية بأنها تعكس استعداد الجيش الأميركي لدعم هذا التحول، في حين اعتبر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو التحشيد الأميركي ذريعة لإطاحة نظامه، وأعلن التعبئة العامة للجيش الفنزويلي استعدادا للحرب.

وأكد أستاذ الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية حسان القبي، في حديثه لبرنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية"، أن تغيير اسم وزارة الدفاع الأميركية إلى وزارة حرب يعكس مناخا عالميا مشحونا بالتصعيد، مضيفا: "العالم يذهب نحو مواجهة بين المعسكر الشرقي والغربي، وكل نظام عالمي جديد يولد من رحم حرب كبرى".

وأوضح القبي أن التحركات الأميركية في فنزويلا تهدف إلى استعادة النفوذ في المحيط الإقليمي ومنع النظام الفنزويلي من تعزيز علاقاته مع الصين وروسيا، مشيرا إلى أن "الغاية ليست مواجهة المخدرات فقط، بل تغيير النظام الموالي للمعسكر الشرقي".

وأضاف: "ترامب يسعى لفرض سيطرة أميركا على صادرات النفط الفنزويلي، منعا لوصولها للصين، المنافس المباشر".

وفيما يتعلق بالمواجهة العسكرية المحتملة، أوضح القبي أن العالم قد يشهد صراعا بالوكالة بين القوى الكبرى، مشيرا إلى أن "كل طرف يريد اختبار قوة الآخر دون اللجوء للتصادم النووي المباشر، مع استخدام الوكلاء والجبهات الإقليمية لاختبار مدى قوة الطرف المقابل".

ويشير المحللون إلى أن التجربة التاريخية للولايات المتحدة في "أزمة خليج الخنازير" وكوبا خلال الحرب الباردة، تلعب دورا في تشكيل استراتيجية واشنطن الحالية تجاه فنزويلا.

وفي الوقت نفسه، يلاحظ أن أوروبا لن تكون مسرحا مباشرا للصراع، كما حصل في الحرب العالمية الثانية، ما يجعل أوكرانيا وفنزويلا جبهتين محتملتين للمواجهة بالوكالة.

وتابع القبي: " روسيا تمتلك قوة عسكرية كبيرة، ولا أحد يمكنه إنكارها، وكذلك الصين، التي أظهرت قدرتها في النزاعات الإقليمية. لذلك، العالم يتحرك بحذر شديد، وكل طرف يسعى لإحراج الآخر واختبار قوته العسكرية والاقتصادية".

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا