قالت صحيفة لوموند إن مؤثرين من جنوب أفريقيا متهمون بتشجيع شابات أفريقيات على السفر إلى تتارستان لبناء طائرات مسيرة من خلال الترويج لبرنامج "ألابوغا ستارت" للمتخصصين الشباب للحصول على فرص في روسيا.
وانطلقت الصحيفة -في تقرير بقلم ماتيلد بوسيون- من قول آيا لانغا "أنا في حالة صدمة صدقوني.. لم أكن على علم بهذه المخططات"، وذلك في حديث لمتابعيها على تيك توك البالغ عددهم 1.7 مليون متابع، وشرحت لانغا بحزن كيف خُدعت للترويج لبرنامج تجنيد لشابات أرسلن لبناء طائرات مسيرة في تتارستان بروسيا.
ومثل آيا لانغا حذف أكثر من 10 منشئي محتوى في جنوب أفريقيا مقاطع فيديو حول حملة التجنيد الروسية هذه منذ أن أعلنت السلطات في بلادهم أنها "تجري تحقيقات نشطة" في "برامج أجنبية" متهمة بتجنيد شابات جنوب أفريقيات "بحجج واهية".
تشير الشهادات التي لدينا إلى أن جوازات سفر الفتيات تصادر عند وصولهن، ويعشن في ظروف أشبه بالعبودية
بواسطة كلايسون مونييلا
وقالت الصحيفة إن جنوب أفريقيا تحقق في برنامج "ألابوغا ستارت" الذي أطلق في منطقة ألابوغا الاقتصادية الخاصة في تتارستان، وهو مجمع عسكري صناعي، يتهم بتجنيد عمال، معظمهم أفارقة، لتصنيع طائرات مسيرة يستخدمها الجيش الروسي في أوكرانيا.
وقد وُعد جميع المؤثرين الذين روجوا للبرنامج بتذكرة طائرة إلى روسيا وتدريب مهني ودروس في اللغة الروسية وسكن، ووظيفة في مجال المطاعم والبناء والإنتاج والخدمات، بشرط أن تكون المرأة بين 18 و22 عاما.
وقد أرسلت بعض المؤثرات إلى تتارستان، مثل سيان بوجي التي طمأنت في فيديو حذف لاحقا قائلة "يبدو أن الفتيات يعاملن معاملة حسنة"، ووعدت فيه بزيادة رواتبهن كل 6 أشهر "تحت المراقبة المستمرة".
غير أن المتحدث باسم وزارة العلاقات الخارجية في جنوب أفريقيا كلايسون مونييلا حذر من أن "الواقع يظهر عكس ما وُعدنا به"، وأعرب عن "قلقه البالغ" من هذه الحملة، مشيرا إلى حالة امرأة على اتصال بسفارة جنوب أفريقيا في موسكو "تتوسل للسماح لها بالمغادرة".
وأضاف "تشير الشهادات التي لدينا إلى أن جوازات سفر الفتيات تصادر عند وصولهن، ويعشن في ظروف أشبه بالعبودية، ولا يسمح لهن بالاتصال بأسرهن إلا مرة واحدة شهريا في مكالمة مراقبة، لتهدئة الأسرة وإيهامها بأن كل شيء على ما يرام".
وتعمل معظم هذه الفتيات -حسب تحقيق نشرته المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة، المنظمة العابرة للحدود الوطنية- في إنتاج الطائرات المسيرة، حيث يتعرضن لمواد كيميائية سامة، وكذلك لضربات الطائرات المسيرة الأوكرانية التي وصلت بالفعل إلى المنطقة.
وتشير الدراسة أيضا إلى سوء المعاملة والعنصرية والمراقبة المستمرة، مؤكدة أن "الطبيعة الخادعة للتجنيد وظروف العمل القمعية تبدو شكلا من أشكال الاستغلال الاحتيالي".
وصرح كلايسون مونييلا بأن هذا الأمر "تقنيا اتجار بالبشر "، كما أعلنت السلطات الجنوب أفريقية أنها تحقق في مقطع فيديو يروّج للبرنامج، مما أدى إلى موجة من الذعر اجتاحت شبكة الإنترنت، ويقول المؤثرون الذين شاركوا في حملة "ألابوغا ستارت" إنهم تلقوا سيلا من التعليقات التي تطالب بتفسيرات، وإنهم امتثلوا لها خوفا من الارتباط بالاتجار بالبشر.
وذكرت الصحيفة أن وزارة شؤون المرأة والشباب والإعاقة في جنوب أفريقيا أعربت مؤخرا عن "قلقها البالغ" من العروض الروسية التي تستهدف الشابات الجنوب أفريقيات، ونفت أن تكون "فرص العمل المزعومة في روسيا سهلها أي تدخل حكومي".