آخر الأخبار

غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي

شارك

تنطلق الدورة الـ82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في الفترة من 27 أغسطس/آب الجاري، وتستمر حتى 6 سبتمبر/أيلول المقبل 2025، وسط مشهد سينمائي دولي يتأرجح بين الأسئلة الأخلاقية والتقلبات السياسية والانشغالات البيئية. تشمل المسابقة الرسمية لهذا العام 21 فيلما من مختلف دول العالم، بينها 4 أفلام، تعكس الهم الفلسطيني والعربي.

وصرح ألبرتو باربيرا مدير المهرجان للموقع الرسمي للمهرجان أن هذه الدورة "تتحدى الشكل السينمائي المعتاد، وتحتفي بالصوت المختلف الذي يأتي من أماكن غير متوقعة"، وأضاف أن لجنة الاختيار حرصت على "تنويع الخلفيات والأساليب والتجارب التي يتبناها السينمائيون اليوم".

هند رجب.. صوت غزة

يسجل صناع السينما العرب حضورا مميزا هذا العام في فينيسيا، وذلك من خلال 4 أفلام، فلسطيني وتونسي ومغربي، وسعودي. المخرجة التونسية كوثر بن هنية تشارك في المسابقة الرسمية بفيلم "صوت هند رجب"، والذي يأتي بعد فيلمها "أربع بنات" الذي رشح لجائزة الأوسكار. ترصد كوثر جريمة قتل الطفلة الغزاوية هند رجب، البالغة من العمر 6 سنوات، والتي اغتالها الجيش الإسرائيلي في يناير/كانون الثاني 2024.

تعيد بن هنية بناء الواقعة عبر مزيج هجين من التوثيق والسرد الذي يرفض السماح باختزال موضوعه إلى إحصائيات أو مقاطع صوتية. ومن فلسطين، يشارك المخرج سعيد زاغة بفيلم "ذئاب البراري"، ليصبح أول فيلم فلسطيني قصير يُختار لمسابقة "أوريزونتي" للأفلام القصيرة في الدورة الـ82 لمهرجان البندقية السينمائي.

مصدر الصورة (من اليمين) المخرجة التونسية كوثر بن هنية والطفلة الفلسطينية هند رجب (وكالات)

وتواصل المغربية مريم توزاني نجاحها بعد فيلميها "آدم" و"القفطان الأزرق"، بعمل جديد هو "شارع مالقة"، وهو فيلم درامي تدور أحداثه في مدينة طنجة، حيث تكافح إسبانية مسنة للحفاظ على منزل طفولتها في المغرب بعد أن قررت ابنتها بيعه، وتعيش ماريا إنخيليس، الأرملة الإسبانية التي تبلغ 74 من العمر، منذ وفاة زوجها بمفردها في مسقط رأسها طنجة. تقاوم ماريا قرار ابنتها ببيع شقتها التي عاشت فيها 40 عاما. وبينما تستعيد ممتلكاتها، تكتشف من جديد مشاعر لم تتوقعها. وتشارك السعودية شهد أمين بفيلم "هجرة" الذي يعد ثاني أعمالها الطويلة في قسم "تسليط الضوء" بالمهرجان، وكانت أمين قد لفتت الأنظار إليها بفيلمها الأول "سيدة البحر".

إعلان

ويدور "هجرة" حول جدة تُدعى خِيرية (تؤدي دورها الممثلة خِيرية نظمي)، تنطلق في رحلة عبر الصحراء السعودية بحثًا عن حفيدتها المفقودة، بصحبة حفيدتها الصغرى جانا (تؤدي دورها لامار فدّان). تتحول الرحلة من تنقّل جغرافي بين مدن مثل الطائف ومكة والمدينة والعُلا إلى رحلة داخلية تسعى فيها الشخصيات إلى استعادة الصوت والجذور والسلطة الرمزية.

الافتتاح والمسابقة الرسمية

تضم المسابقة الرسمية للدورة 82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي 23 فيلما تعد من أبرز الأعمال العالمية التي أنتجت في العام الماضي، وتنسب لكبار صناع السينما في العالم، ويُعرض فيلم "النعمة" (La Grazia) للمخرج باولو سورينتينو في ليلة الافتتاح، بالإضافة إلى مشاركة الولايات المتحدة بعدد من الأفلام اللافتة، من بينها "أب وأم وأخت وأخ" (Father Mother Sister Brother) للمخرج جيم غارموش، و"بيت الديناميت" (A House of Dynamite) لكاثرين بيغلو، و"جاي كيلي" (Jay Kelly) لنوح بومباخ، و"آلة التدمير" (The Smashing Machine) لبيني صفدي.

ومن فرنسا جاء فيلم "الغريب" (L’Étranger) من توقيع فرانسوا أوزون، إلى جانب "على أعتاب العمل" (À Pied d’Oeuvre) من إخراج فاليري دونزيلي. وقدمت إيطاليا حضورا قويا بـ4 أفلام: "دوسي" (Duse) لبييترو مارسيلو، و"إليزا" (Elisa) لليوناردو دي كوستانزو، و"فيلم صُنع بشكل جيد" (Un Film Fatto Per Bene) لفرانكو ماريسكو.

أما كوريا الجنوبية، فشاركت بفيلم "لا خيار آخر" (No Other Choice) للمخرج بارك تشان ووك، فيما قدّمت الصين فيلم "الشمس تشرق علينا جميعًا" (The Sun Rises on Us All) من إخراج كاي شانغجون.

وحضرت المجر بفيلم "اليتيم" (Orphan) للمخرج لازلو نيميس، وألمانيا بفيلم "الصديق الصامت" (Silent Friend) لإيلديكو إنيدي، بينما مثّلت النرويج بفيلم "شهادة آن لي" (The Testament of Ann Lee) من توقيع منى فاستفولد، وسويسرا بفيلم "تحت الغيوم" (Sotto le Nuvole) لجيانفرانكو روسي. وشاركت تونس بفيلم "صوت هند رجب" من إخراج كوثر بن هنية، فيما مثّلت اليونان بفيلم "بوغونيا" (Bugonia) ليورجوس لانثيموس.

أما المكسيك، فشاركت بفيلم "فرانكشتاين" (Frankenstein) لغييرمو ديل تورو، وقدّمت إيطاليا أيضًا فيلمًا آخر بالتعاون مع سويسرا بعنوان "ساحر الكرملين" (The Wizard of the Kremlin) للمخرج أوليفييه أساياس، ومثّلت الصين في إنتاج مشترك مع تايوان مرة أخرى بفيلم "فتاة" (Girl) للمخرجة شو تشي.

ويرأس المخرج الأميركي ألكسندر باين لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، فيما تضم اللجنة في عضويتها 7 أسماء لامعة من مختلف أنحاء العالم، سيشرفون على اختيار الفيلم الفائز بجائزة الأسد الذهبي، ويُعتبر باين، الحائز على جائزتي أوسكار عن فئة أفضل سيناريو مقتبس لفيلميه "طرق جانبية" (Sideways) و"الأحفاد" (The Descendants)، أحد أبرز المخرجين الأميركيين. يشتهر بأسلوبه الذي يمزج بين الكوميديا السوداء والدراما الإنسانية العميقة، كما يتجلى في أحدث أعماله "المتبقون" (The Holdover) الذي فاز مؤخرا بجائزة أوسكار.

مصدر الصورة عرض تقديمي للدورة الـ82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، في 22 يوليو 2025 (غيتي إيميجز)

أما الأعضاء السبعة للجنة، فهم المخرج والسيناريست الفرنسي ستيفان بريزيه، الذي عُرف بأفلامه التي تتناول الواقع الاجتماعي وتأثير العولمة على الأفراد، وحصل على العديد من الجوائز في مهرجانات دولية مرموقة مثل كان وفينيسيا.

إعلان

ومن إيطاليا اختيرت المخرجة ماورا ديل بيرو، التي حصد فيلمها "القرمزي" (Vermiglio) جائزة الأسد الفضي والجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان فينيسيا، لتصبح بذلك أول امرأة تفوز بجائزة "دافيد دي دوناتيلو" لأفضل إخراج. واختارت إدارة المهرجان لعضوية لجنة تحكيم المسابقة الرسمية الروماني كريستيان مونغيو الذي يعد من أبرز صناع السينما الأوروبية المعاصرة، وقد فاز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان عن فيلمه الشهير "4 أشهر، 3 أسابيع ويومان" عام 2007.

واختار المهرجان من إيران المخرج محمد رسولوف، الذي حصل على جائزة في مهرجان "كان" عن فيلمه الأخير "بذرة التين المقدس" (The Seed of the Sacred Fig)، ومن البرازيل تأتي الممثلة والكاتبة المخضرمة فيرناندا توريس، والتي حازت جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان عام 1986، كما رُشحت مؤخرا للأوسكار عن فيلم "ما زلت هنا" (I’m Still Here)، كما تشارك في اللجنة الممثلة الصينية تشاو تاو، والتي اشتهرت بتعاونها مع المخرج جيا زانغ كي، وفازت بالعديد من الجوائز في مهرجانات عالمية منها شيكاغو وتورونتو.

مكرمون وضيوف شرف

يكرم المهرجان هذا العام مجموعة من الأسماء التي تركت بصمة واضحة في تاريخ السينما، من خلال منحهم جوائز فخرية، وبينهم الممثلة الأميركية الأسطورية كيم نوفاك التي تمنح جائزة الأسد الذهبي لإنجاز العمر، تُعرف نوفاك بأدوارها الكلاسيكية، خاصة في فيلمي "فيرتيغو" (Vertigo) و"رحلة" (Picnic)، وتعتبر أيقونة من أيقونات هوليود.

ويحصل المخرج الأميركي المخضرم غوس فان سانت على جائزة "كامباري شغف السينما" تقديرا لشغفه وتجربته السينمائية الجريئة، كما يُعرض فيلمه الجديد "مفتاح الرجل الميت" (Dead Man’s Wire) خارج المسابقة، وهو من بطولة بيل سكارسغارد وآل باتشينو.

ومن الولايات المتحدة أيضا، يكرم المخرج جوليان شنابل، ويُمنح جائزة "كارتييه المجد لصانع الأفلام" (Cartier Glory to the Filmmaker) تقديرا لمساهماته الأصلية في الفن السابع. ويعرض فيلمه "بين يدي دانتي" (In the Hand of Dante) الذي يجمع نجوما مثل آل باتشينو، وجيرارد بتلر، وجون مالكوفيتش.

يضم مهرجان فينيسيا العديد من الأقسام الموازية التي تتيح عرضا واسعا للأنماط السينمائية المختلفة، من بينها "فينيسيا كلاسيك"، وهو مخصص لعرض الأفلام الكلاسيكية التي تم ترميمها مؤخرا، ويعد بمثابة احتفاء بتاريخ السينما، ويفتتح هذا العام بعرض نسخة مرممة من فيلم "كيلي الملكة" 1929 (Queen Kelly) للمخرج إريك فون شترونهايم.

ويسلط برنامج "فينيسيا سبوت لايت" الضوء على أعمال سينمائية من مختلف أنحاء العالم، ويهتم بالاكتشافات الفنية الجديدة. يختص برنامج "فينيسيا إميرسيف" بالأعمال التفاعلية، في تجربة سينمائية فريدة، بالإضافة إلى مسابقة "أوريزونتي" الدولية التي تهدف إلى إبراز التوجهات الجديدة في عالم السينما.

ويضم المهرجان فعاليتين مستقلتين تقامان بالتوازي هما "أسبوع النقاد الدولي" و"يوميات المؤلفين"، وتوفران مساحة لصناع الأفلام المستقلين لعرض تجاربهم السينمائية المبتكرة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل نتنياهو حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا