آخر الأخبار

حرب غزة: دولٌ من بينها السعودية وقطر ومصر تؤكد ضرورة نزع سلاح حماس وتسليمه للسلطة الفلسطينية، والمملكة المتحدة تقول إنها قد تعترف بـ "الدولة الفلسطينية" في سبتمبر

شارك
مصدر الصورة

حضّت 17 دولة، بينها السعودية وقطر ومصر، حركة حماس على تسليم سلاحها إلى السلطة الفلسطينية، وذلك خلال مؤتمر في الأمم المتحدة يهدف إلى إحياء حل الدولتين لتسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.

ودعا "إعلان نيويورك" الذي أعدته فرنسا والسعودية اللتان تولتا رئاسة المؤتمر وأيّدته 15 دولة أخرى (بينها البرازيل وكندا وتركيا والأردن وقطر ومصر والمملكة المتحدة) وأيضاً الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، إلى وضع حد للحرب الدائرة في قطاع غزة، من أجل إيجاد "حل عادل وسلمي ودائم للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني استناداً إلى حل الدولتين".

وأكد الإعلان التزام الدول باتخاذ خطوات ملموسة ومحددة زمنياً وغير قابلة للإلغاء من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين.

في هذا السياق، شدّدت هذه الدول على أن "الحكم وحفظ النظام والأمن في كل الأراضي الفلسطينية يجب أن يكون من اختصاص السلطة الفلسطينية حصراً، مع الدعم المناسب"، وأنه "يجب انسحاب إسرائيل من قطاع غزة... وعلى حماس إنهاء سيطرتها على غزة وتسليم أسلحتها للسلطة الفلسطينية".

من جهة أخرى، دعت الدول الـ17 إلى دخول بلا عوائق للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي تهدّده المجاعة، رافضةً "استخدام الجوع وسيلة للحرب"، كما عبّرت عن دعمها لـ"نشر بعثة دولية موقتة لإرساء الاستقرار" في غزة.

وستكون هذه البعثة مكلّفة خصوصا حماية السكان المدنيين، و"دعم عملية نقل المسؤوليات الأمنية" إلى السلطة الفلسطينية وتوفير "ضمانات أمنية لفلسطين وإسرائيل، بما في ذلك مراقبة" وقف إطلاق نار مستقبلي.

وبينما أدان الإعلان هجمات إسرائيل "ضد المدنيين في غزة والبنية التحتية المدنية والحصار والتجويع"، فقد أدان أيضاً الهجمات التي ارتكبتها حماس "ضد المدنيين" في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.

المملكة المتحدة تكشف عن شرطها لعدم الاعتراف بفلسطين كدولة

مصدر الصورة

أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن المملكة المتحدة ستعترف بفلسطين كدولة بحلول اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، ما لم تتخذ إسرائيل ما وصفه بـ "إجراءات ملموسة" لإنهاء "الوضع المروع" في قطاع غزة.

وأضاف ستارمر أنه على إسرائيل القبول بوقف إطلاق النار والتأكد على أنه لن يكون هناك ضم لأراض في الضفة الغربية، وأن تلتزم كذلك بـ "عملية سلام طويلة الأمد تتمخض عن تنفيذ حل الدولتين".

وصرح ستارمر بأن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات على قطاع غزة بدأت اليوم، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه يرغب في دخول ما لا يقل عن 500 شاحنة مساعدات يومياً إلى القطاع.

بعد البيان، تلقى ستارمر أسئلة حول توقيت هذا الإعلان وتأثير الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فقال إن إعلان اليوم مدفوع بعاملين: "الوضع غير المُحتمل" في غزة، والقلق من "تضاؤل" "إمكان" حل الدولتين.

وفيما يتعلق بالإعلان الذي يُؤطّر حول الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال ستارمر إنه أراد ضمان أن "تلعب هذه الخطوة دوراً في تغيير الأوضاع على الأرض"، بما في ذلك وصول المساعدات إلى غزة.

وأضاف أن هذا الإعلان جزء من خطة سلام من ثمانية أجزاء، تعمل الحكومة البريطانية عليها منذ فترة.

وفيما يتعلق بربط الاعتراف بالدولة الفلسطينية بشروط محددة، قال ستارمر إن الهدف الرئيسي للحكومة البريطانية هو تغيير الوضع على الأرض، مؤكداً مجدداً على ضرورة إطلاق سراح الرهائن وتمكين المساعدات من الدخول.

وأكد أن توقيت هذا الإعلان جاء لأنه يشعر "بقلق بالغ إزاء تراجع فكرة حل الدولتين، وتراجعها اليوم عما كانت عليه لسنوات عديدة".

وعقب الإعلان، ألقى وزير خارجيته ديفيد لامي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة معلناً نفس الموقف.

وقال لامي إن الوضع في غزة، منذ 660 يوماً، أي منذ أن استهدفت حماس التجمعات الحدودية الإسرائيلية واحتجزت رهائن، قد تفاقم، وإن "حل الدولتين في خطر".

وأضاف "دعوني أكون واضحاً: رفض حكومة نتنياهو لحل الدولتين خطأ، خطأ أخلاقي واستراتيجي. ولذا، وبحكم التاريخ، تعتزم حكومة جلالته الاعتراف بدولة فلسطين عند انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول".

وكما فعل ستارمر سابقاً، أشار لامي إلى أن هذا سيحدث ما لم تبذل الحكومة الإسرائيلية المزيد من الجهود لإنهاء "الوضع المروع" في غزة.

وفي أول رد فعل إسرائيلي، أعلنت إسرائيل رفضها للموقف البريطاني. ونشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية على منصة إكس أن إسرائيل تعرب عن رفضها بيان رئيس وزراء المملكة المتحدة، مضيفةً أن هذه الخطوة "تُمثل مكافأة لحماس وتضر بجهود التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن ستارمر كافأ "إرهاب حماس الوحشي وعاقب ضحاياه"، مضيفاً أن "دولة جهادية على حدود إسرائيل اليوم ستهدد بريطانيا غداً".

في المقابل، ثمّن رئيس السلطة الفلسطينية الموقف البريطاني، ودعا الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية إلى القيام بذلك، دعمًا لما وصفه بـ "جهود تحقيق السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وشدد عباس على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات إلى هناك، "ورفع الحصار، والإفراج عن الأسرى والرهائن، ومنع التهجير، وتمكين السلطة الفلسطينية من القيام بمهامها في غزة، مع انسحاب إسرائيلي كامل".

قبل أيام، وقّع 221 نائباً من تسعة أحزاب سياسية، رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر ووزير خارجيته ديفيد لامي، يطالبون فيها بالاعتراف بدولة فلسطينية.

وأكد النواب في رسالتهم أن الاعتراف البريطاني سيكون "مؤثراً"، مشيرين إلى أن دعم لندن المتواصل لحل الدولتين يجعل من الاعتراف خطوة تضيف "قيمة حقيقية" لهذا الموقف.

وأشارت النائبة العمالية سارة تشامبيون، رئيسة لجنة التنمية الدولية والتي نظمت الرسالة، أن حل الدولتين "يبقى الحل الوحيد القابل للتنفيذ لضمان سلام مستدام في المنطقة".

ترامب: "مكافأة لحماس"

مصدر الصورة

وفي تصريح مشابه للتصريح الإسرائيلي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يرى أن الاعتراف بدولة فلسطينية يمثل "مكافأة لحماس"، مضيفاً: "ولا أظن أنه ينبغي مكافأتهم".

جاء ذلك خلال تصريحاته وهو في طريقه عودته إلى الولايات المتحدة على متن طائرة "إير فورس وان"، حيث نفى ترامب مناقشته موضوع إقامة دولة فلسطينية مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، باستثناء بعض التعليقات الموجزة خلال جلسة أسئلة وأجوبة غير رسمية جرت بينهما يوم الإثنين.

وأضاف ترامب: "ليس لدينا في الولايات المتحدة أي موقف محدد بشأن هذا الأمر. سنوجه الكثير من الأموال إلى المنطقة لتوفير الغذاء للسكان".

وتابع: "وسيسهم ستارمر أيضاً في ذلك. وأعتقد أن الاتحاد الأوروبي سيخصص أموالاً لدعم الغذاء، ونأمل أن يتم توزيعها بشكل مناسب".

في المقابل، رحّب وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الثلاثاء بإعلان بريطانيا، قائلاً: "سويا، سنوقف حلقة العنف التي لا تنتهي ونعيد فتح آفاق السلام" في المنطقة.

وجاء في منشور الوزير الفرنسي "تنضمّ المملكة المتحدة اليوم إلى الزخم الذي أوجدته فرنسا للاعتراف بدولة فلسطين".

وجاء في إعلان ستارمر "قلت دائما إننا سنعترف بدولة فلسطينية كمساهمة في عملية سلام فعلية، في لحظة يكون لحل الدولتين أكبر تأثير ممكن"، لافتاً إلى أنه "مع تعرض هذا الحل راهنا للخطر، حان وقت التحرك".

وجاءت الخطوة البريطانية بعد بضعة أيام من إعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن باريس ستعترف بدولة فلسطين في أيلول/سبتمبر.

من ناحية أخرى، غادر وفد حماس المفاوض الثلاثاء العاصمة القطرية الدوحة، متوجهاً إلى تركيا بهدف بحث "آخر التطورات" بعد تعثر المفاوضات مع إسرائيل حول وقف لإطلاق النار في غزة، بحسب ما أفاد مسؤول في الحركة وكالة فرانس برس.

وقال المسؤول إن "وفداً قيادياً من حركة حماس برئاسة محمد درويش رئيس المجلس القيادي للحركة غادر الدوحة متجهاً إلى اسطنبول؛ حيث يجري الوفد الذي يضم أيضا أعضاء وفد حماس المفاوض برئاسة خليل الحية، لقاءات عدة مع المسؤولين الأتراك حول آخر تطورات مفاوضات الهدنة التي توقفت الأسبوع الماضي".

"تحول كبير في السياسة البريطانية"

مصدر الصورة

في رؤية تحليلية للموقف البريطاني، قال جيريمي بوين، محرر الشؤون الدولية في القدس، إن التلويح باعتراف بريطانيا بدولة فلسطينية يعد "تحولاً كبيراً في سياستها الخارجية".

ويرجح بوين تضاؤل فرص قبول إسرائيل بالشروط التي طرحتها الحكومة البريطانية، في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تعارض بشدة أي خطوات نحو حل الدولتين.

ولا يقتصر الأمر على مجرد رفض فكرة حل الدولتين، بل إن بعض المسؤولين داخل الحكومة الإسرائيلية، ممن يشكّلون ركيزة أساسية في الدعم السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعربوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عن تطلعاتهم لضم أراض يطالب بها الفلسطينيون كجزء من من أي حل يقوم على مبدأ حل الدولتين.

فتصريحات وزير المالية الإسرائيلي نفسه، وهو شخصية مدفوعة بمزيج من القومية والدوافع الدينية، تعني أن الأمر تخطى التقارير الصحفية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث صرح بأن بقاءه في الحكومة مرتبط بحدوث "أمور جيدة" منتظرة، في إشارة إلى الاستيلاء على الأراضي التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها، وضمها إلى الدولة اليهودية.

لذا، يستبعد جيريمي بوين قبول الحكومة الإسرائيلية، بتشكيلها الحالي، شروط المملكة المتحدة، كما يستبعد أن يقرر نتنياهو إعادة تشكيل حكومته بما يسمح لها بقبول ما تطرحه الحكومة البريطانية.

ماذا يعني الاعتراف بدولة فلسطينية، وما هي الدول التي تعترف بها حالياً؟

مصدر الصورة

تعترف حوالي 140 دولة رسمياً بدولة فلسطينية، في حين تقول العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة إنها لن تفعل ذلك، إلّا كجزء من جهود التوصل إلى حل طويل الأمد للصراع مع إسرائيل.

وقد اتخذت إسبانيا وأيرلندا والنرويج هذه الخطوة رسمياً العام الماضي، على أمل ممارسة ضغط دبلوماسي لضمان وقف إطلاق النار في غزة.

أمّا فرنسا، فلم تعترف بعد بدولة فلسطينية، بل أكدت أنها ستفعل ذلك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل، وفق ما صرّح الرئيس إيمانويل ماكرون. وما صرّح به رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الآن، هو أن المملكة ستحذو حذو فرنسا، ما لم تستوفِ إسرائيل مجموعة من الشروط.

ويتمتع ممثلو فلسطين في الأمم المتحدة حالياً بحقوق محدودة للمشاركة في أنشطتها، كما أن فلسطين معترف بها أيضاً من قِبل العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك جامعة الدول العربية.

ويرى نُقاد أن الاعتراف بدولة فلسطينية سيشكل خطوة رمزية إلى حد كبير، على أن تُعالج أولاً قضايا قيادة الدولة الفلسطينية وحدودها.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل أمريكا حماس فلسطين

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا