في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تواجه قوات الاحتلال الإسرائيلي أزمة عسكرية تجلت في لجوئها لاستخدام وحدات النخبة والكوماندوز في تنفيذ مهام المشاة التقليدية، في خطوة تكتيكية تكشف عمق النقص العددي الذي تعانيه هذه القوات، حسب المحلل العسكري والإستراتيجي العقيد الركن المتقاعد نضال أبو زيد.
وتفتقر وحدات النخبة المتخصصة -مثل وحدات التابعة للواء الكوماندوز في الفرقة 98 مظليين- للتدريب اللازم على مهام المشاة التقليدية، مما يجعل استخدامها في هذا السياق غير فعال.
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية شهادات لجنود قالوا إن قيادتهم تتفاوض معهم بشأن تمديد فترة الخدمة العسكرية لعام إضافي، كما اشترك جنود إسرائيليون في نشاطات عسكرية تستغرق أحيانا 12 ساعة.
وقالت القناة إن الجيش حاول تفعيل كتائب الاحتياط في قطاعات مختلفة وملء الشواغر بكل السبل، ومن ذلك استخدام وحدات النخبة في مهام غير مناسبة لها.
وتختص هذه الوحدات في العمليات الانتقائية والتوغلات خلف خطوط العدو وعمليات البحث والتفتيش في المناطق المبنية، لكنها لا تتقن مهام التقدم والاحتلال التي تتطلبها عمليات المشاة، وفقا لما أوضحه أبو زيد.
وتعكس هذه الخطوة -حسب أبو زيد- إدراك الاحتلال أهمية إمساك الأرض بالقوات، وليس بالنيران فقط، لكن قيادة الاحتلال تواجه مقاومة من وحدات النخبة التي بدأت تتذمر من تكليفها بمهام خارج نطاق تخصصها.
وشهدت الساعات الماضية تطورا لافتا تمثّل في سحب لواء غفعاتي من المحور الشمالي الغربي الذي تقوده الفرقة المدرعة 162، ونقله لتنفيذ عمليات في بيت حانون .
وخلّف هذا الانسحاب -وفقا للخبير- فراغا أمنيا واضحا في المنطقة الممتدة من العطاطرة إلى شارع "صلاح خلَف" والشارع المحاذي لحي الزيتون وحي الرضوان، حيث لم ترصد أي عمليات عسكرية لقوات الاحتلال منذ استئناف القتال.
وتتحمل الفرقة 162 مسؤولية المنطقة الممتدة من بيت لاهيا إلى العطاطرة وشارع صلاح خلف، وهي منطقة لم تشهد عمليات عسكرية منذ استئناف القتال، مما يشير إلى تراجع القدرة على السيطرة الفعلية على هذه المناطق الإستراتيجية.
ويدرك الاحتلال أن ثغرة أمنية تتشكل في هذه المنطقة، ولذلك يحاول تغطيتها بالقصف الجوي، كما حدث في قصف حي الشيخ عجلان رغم عدم وجود عمليات عسكرية فيه.
وتركز عمليات المقاومة في جنوب القطاع على استهداف ناقلات الجند والدبابات، في إستراتيجية واضحة تهدف لبناء نقاط قوة المقاومة على نقاط ضعف الاحتلال.
وتستغل المقاومة أزمة القوة البشرية لدى الاحتلال بتكثيفها استهداف العناصر والجنود، بالإضافة إلى اتباع سياسة إعلامية تهدف للضغط على معنويات قوات الاحتلال.
كما تسعى المقاومة لتعزيز حالة الإرهاق والتذمر في صفوف قوات الاحتلال من خلال الترويج لعمليات الأسر، مما يخلق خللا في توازن هذه القوات ويقلل من قدرتها على تنفيذ مهامها بفعالية.
وتؤكد هذه الإستراتيجية -حسب أبو زيد- فهم المقاومة العميق لطبيعة التحديات التي تواجه الجيش الإسرائيلي واستغلالها بشكل تكتيكي محكم.
كما كشف تصريح صادر عن هيئة البث الإسرائيلية -نقلا عن جيش الاحتلال- عن حقيقة الوضع العسكري المأزوم، إذ أعلن الجيش انتظاره القرار السياسي وإدراكه التام أنه "بعد عملية عربات جدعون لا توجد أهداف يمكن تحقيقها".
ويشير هذا الإقرار إلى أن جيش الاحتلال يدرك حجم الأزمة التي تورط فيها في قطاع غزة ، ويسعى للخروج منها عبر دفع المستوى السياسي للذهاب إلى مسار دبلوماسي.
وتنعكس أزمة القوة البشرية على محاولات إطالة فترات التجنيد وتمديد الخدمة، مما يزيد من حالة التذمر والإرهاق في صفوف الجنود.
ولا يستطيع الاحتلال تحقيق السيطرة الفعلية على الأرض بالقوة في ظل هذا النقص العددي، خاصة مع اتساع المنطقة المطلوب السيطرة عليها والحاجة إلى قطاعات برية كبيرة لضمان هذه السيطرة.
وتشير المؤشرات -وفقا للخبير العسكري- إلى أن هذه التحديات ليست مؤقتة بل هيكلية، مما يعني أن تأثيرها سيمتد لفترة طويلة على قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق أهدافه العسكرية.