قُتل 20 فلسطينياً على الأقل عندما "كانوا ينتظرون استلام مساعدات" في غزة وأصيب أكثر من 200 آخرين بينهم 50 "حالتهم خطيرة" برصاص الجيش الإسرائيلي، منذ فجر الاثنين، بحسب ما أفادت وزارة الصحة في القطاع.
وأوضحت في بيان، أن الفلسطينيين قتلوا قرب مراكز توزيع تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية الأمريكية GHF في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأشارت الوزارة إلى أن هذه "حصيلة أولية"، وأن جميع القتلى والجرحى وصلوا إلى مستشفى الصليب الأحمر الميداني في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس في جنوب القطاع.
وقالت إن المستشفى "يتعرض لإطلاق نار من قبل آليات عسكرية إسرائيلية، مما يعرض حياة المرضى والطواقم العاملة للخطر".
وفي المقابل، قال الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس إنه يتحقق من التقارير.
والأحد، قالت وزارة الصحة في القطاع إن 17 من منتظري المساعدات قتلوا وجرح قرابة مئة، قرب مناطق لتوزيع المساعدات في مناطق مختلفة في القطاع.
وفي بيانها الاثنين، طالبت الوزارة بـ "ضرورة العمل على إعادة تشغيل مستشفى غزة الأوروبي الذي يقع شرق مدينة غزة، حيث خرج عن الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي المباشر له، ومن جراء عمليات التوغل البري في مكانه، في ظل امتلاء كافة المستشفيات العاملة بالمصابين والمرضى".
كما طالبت بـ "العمل على إيجاد آليات أخرى لتوزيع المساعدات دون التسبب في قتل الجوعى وإصابتهم إصابات بالغة بهذه الأعداد الكبيرة"، على حد تعبير الوزارة.
وقطعت إسرائيل الإمدادات الغذائية والحيوية منذ شهرين عن القطاع المحاصر الذي دمرته في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي ظل تفاقم الأزمة الإنسانية، حذرت الأمم المتحدة، الشهر الماضي، من أن "100 بالمئة من السكان معرضون لخطر المجاعة".
وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية في توزيع المساعدات الغذائية في غزة في نهاية مايو/أيار الماضي بعد أن رفعت إسرائيل جزئياً حصاراً كاملا استمر قرابة ثلاثة أشهر، ولكن الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة رئيسية قالت إن المؤسسة تنتهك المبادئ الإنسانية الأساسية.
وقُتل عشرات الفلسطينيين في عمليات إطلاق نار شبه يومية خلال محاولاتهم الوصول إلى الطعام، حسب السلطات الصحية في غزة.
المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، قال إن "المآسي" لا تزال تتواصل في غزة بلا هوادة، بينما يتحول الانتباه إلى أماكن أخرى، وإن العشرات قتلوا أو أصيبوا في القطاع "خلال الأيام الماضية، من بينهم جائعون حاولوا الحصول على الطعام ضمن نظام توزيع مُميت"، على حد وصفه.
وأضاف لازاريني، في تصريح نشره المكتب الإعلامي للوكالة في غزة، أن القيود المفروضة على إدخال المساعدات من خلال الأمم المتحدة إلى القطاع، بما في ذلك تلك التي تدخلها "أونروا" لا تزال مفروضة "رغم توفر كميات كبيرة من المساعدات الجاهزة لدخول غزة".
ومضى قائلا "علاوة على ذلك، فإن النقص الحاد في الوقود يعوق الآن تقديم الخدمات الأساسية خصوصاً الصحة والمياه".
وفي غضون ذلك، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد لها خلال مكالمة هاتفية الأحد، ببذل المزيد من الجهود لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة الذي يعاني سكانه من نقص الغذاء.
وقالت فون دير لاين لصحفيين في مؤتمر صحفي في كاناناسكيس في كندا حيث تشارك في قمة مجموعة السبع، "أصررت وحضضت على أن المساعدات الإنسانية التي لا تصل إلى غزة يجب أن تدخل غزة. وقد وعد بأن هذه هي القضية، وستظل كذلك".
وأضافت فون دير لاين أنها ستتابع هذا الوعد بعد القمة التي تستمر ثلاثة أيام. وأشارت إلى أنها ستسعى لمعرفة "كيف تصل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وما إذا كانت تصل إلى غزة، وما يمكننا فعله لضمان وصول ذروة المساعدات الإنسانية إلى غزة".
أفادت محافظة القدس التابعة للسلطة الفلسطينية بأن "السلطات الإسرائيلية تواصل لليوم الرابع إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وسط إصرار الأهالي على أداء الصلاة أمام الأبواب المغلقة للمسجد".
من جهة أخرى، قالت مصادر فلسطينية إن القوات الإسرائيلية اقتحمت بلدة عناتا إلى الشمال الشرقي من القدس، وكذلك عدة أحياء في القدس ذاتها، من بينها العيسوية ورأس العمود ووادي الجوز ومخيم شعفاط.
وأشارت المصادر إلى أن الجنود الإسرائيليين نفذوا عمليات اعتقال وأُطلقوا قنابل صوت وغاز، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بالاختناق.