وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اليوم الأربعاء، الأوضاع بغزة بأنها "مروعة"، مؤكدا أن تصرفات إسرائيل "لا تُحتمل"، كما دعا النائب البريطاني جيرمي كوربن إلى التحقيق في تورط لندن بالإبادة الجماعية في القطاع.
وشدد ستارمر على ضرورة السماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية بكميات كافية وبسرعة.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني في تصريحات نقلتها قناة الجزيرة، أن لندن تعمل مع حلفائها لتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المجوّع والمحاصر.
وجدد ستارمر معارضة حكومته "للعملية العسكرية" الإسرائيلية في غزة، وكذلك لأعمال عنف المستوطنين في الضفة الغربية، داعيا إلى العودة إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن الولايات المتحدة الأميركية حذرت كلا من فرنسا وبريطانيا من مغبة الاعتراف بقيام دولة فلسطينية خلال المؤتمر المزمع انعقاده في الفترة من 17- 20 يونيو/حزيران الجاري في الأمم المتحدة .
وجاء التهديد الأميركي بعد إعلان فرنسا وبريطانيا عزمهما على الاعتراف بدولة فلسطينية.
من جهته، دعا النائب البريطاني ورئيس حزب العمال البريطاني السابق جيرمي كوربن إلى التحقيق في تورط بريطانيا في الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
وقال كوربن، إنه سيقدم اليوم مشروع قانون يدعو إلى فتح تحقيق في دور بريطانيا المحتمل في العمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة.
وأضاف النائب البريطاني أنه على النواب أن يقرروا، إن كانوا سيدعمون التحقيق في تورط بريطانيا في الإبادة الجماعية أو سيعيقونه.
وكشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن عددا من نواب حزب "العمال" سعوا لإقناع رئيس الوزراء ستارمر بالانضمام إلى مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
كما يطالب آلاف المحتجين في لندن بشكل متواصل الحكومة البريطانية بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل، التي ترتكب إبادة جماعية في غزة.
وصعّد الاحتلال من عدوانه على المدنيين في غزة، مستهدفا المستشفيات وخيام النازحين وتدمير الأحياء السكنية، تزامنا مع منع الغذاء والماء والدواء عن 2.4 مليون فلسطيني في القطاع المحاصر.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وقد أصبح معظم سكان القطاع بلا مأوى بعدما دمرت حرب الإبادة، المستمرة منذ قرابة 20 شهرا، منازلهم.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 179 ألف فلسطيني شهداء وجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين منهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.