قال مسؤولون إن الجولة الجديدة من المحادثات بين المفاوضين بين إيران والولايات المتحدة لحل الخلافات بشأن برنامج طهران النووي انتهت في سلطنة عمان، الأحد، مع التخطيط لعقد جولات تفاوضية أخرى، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه طهران إصرارها على مواصلة تخصيب اليورانيوم.
ورغم أن طهران وواشنطن قالتا إنهما تفضلان الدبلوماسية لحل النزاع المستمر منذ عقود، فإنهما تظلان منقسمتين بشدة بخصوص عدد من "الخطوط الحمراء" التي سيتعين على المفاوضين تجاوزها للتوصل إلى اتفاق نووي جديد وتجنب العمل العسكري في المستقبل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن أحدث جولة من "المحادثات غير المباشرة كانت صعبة لكن مفيدة لفهم مواقف أحدنا الآخر بصورة أفضل".
وأضاف في منشور على منصة إكس أن مسقط ستعلن عن موعد الجولة المقبلة من المفاوضات ومكانها.
وذكر مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن المناقشات "المباشرة وغير المباشرة" التي جرت، الأحد، استمرت لأكثر من ثلاث ساعات.
وأضاف المسؤول "نحن متفائلون بالنتيجة التي توصلنا إليها اليوم (الأحد) ونتطلع إلى اجتماعنا المقبل الذي سينعقد قريبا".
وعقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الجولة الرابعة من المحادثات في مسقط عبر وسطاء عمانيين، على الرغم من اتخاذ واشنطن موقفا صارما في العلن والذي قال مسؤولون إيرانيون إنه لن يساعد المفاوضات.
وقال ويتكوف لموقع برايتبارت نيوز يوم الخميس إن الخط الأحمر بالنسبة لواشنطن هو "لا تخصيب. وهذا يعني التفكيك وعدم التسليح"، الأمر الذي يتطلب تفكيك المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان بالكامل.
وأضاف ويتكوف في المقابلة "إذا لم تكن (المحادثات) مثمرة،الأحد، فلن تستمر وسنضطر إلى سلك مسار مختلف".
جولة ترامب للشرق الأوسط
انعقدت الجولة الرابعة من المحادثات قبيل زيارة ترامب للشرق الأوسط. واستأنف ترامب حملة "أقصى الضغوط" على طهران منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير وهدد باتخاذ إجراء عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية.
وردا على تعليقات ويتكوف، قال عراقجي إن إيران لن تقبل التنازل عن حقوقها النووية، والتي تشمل تخصيب اليورانيوم.
ويقول مسؤولون إيرانيون إن طهران مستعدة للتفاوض على بعض القيود على أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات، لكن إنهاء برنامجها لتخصيب اليورانيوم أو تسليم مخزونها من اليورانيوم المخصب من بين "الخطوط الحمراء الإيرانية التي لا يمكن المساس بها" في المحادثات.
وقال مسؤول إيراني كبير مقرب من فريق التفاوض إن مطالب الولايات المتحدة المتمثلة في "عدم تخصيب اليورانيوم وتفكيك المواقع النووية الإيرانية لن تساعد في تقدم المفاوضات". وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "ما تقوله الولايات المتحدة علنا يختلف عما يقال في المفاوضات".
وعلاوة على ذلك، تستبعد إيران تماما التفاوض على برنامجها للصواريخ الباليستية، وتطالب بضمانات قاطعة بعدم انسحاب ترامب مرة أخرى من الاتفاق النووي.
وكان ترامب انسحب خلال ولايته الأولى في عام 2018 من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع ست قوى عالمية في 2015 وأعاد فرض عقوبات صارمة على إيران.