ألقت السلطات التركية القبض على مئات الأشخاص في إسطنبول، ونشرت 50 ألف شرطي في المدينة في محاولة لقمع احتجاجات عيد العمال.
كما أُغلقت وسائل النقل العام لمنع الناس من الوصول إلى ميدان تقسيم، حيث حُظرت المظاهرات منذ عام 2013.
وأظهرت لقطات من المدينة التركية إسطنبول اشتباكات بين شرطة مكافحة الشغب والمتظاهرين، بينما كان المتظاهرون يرددون هتافات مناهضة للحكومة، ما دفع الشرطة لاعتقال المئات واقتيادهم بالقوة إلى حافلات الاعتقال.
وشهدت المدينة احتجاجات حاشدة في مارس/آذار بعد اعتقال رئيس البلدية المعارض، أكرم إمام أوغلو، المنافس الرئيسي للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
وتشهد إسطنبول مسيرات يقودها العمال والنقابات، في الأول من مايو/أيار من كل عام، كجزء من احتفالات عيد العمال العالمي في العديد من البلدان.
ويخضع ميدان تقسيم - في قلب المدينة - لإغلاق مشدَّد، وتنتشر الشرطة والحواجز المعدنية على جميع الطرق المؤدية إليه.
ويبدو أن السلطات التركية كانت عازمة، ربما هذا العام أكثر من أي وقت مضى، على ضمان عدم وقوع احتجاجات كبيرة في الميدان، إذ نشرت ما يكفي من شرطة مكافحة الشغب لضمان ذلك.
بينما بدا الميدان، الذي يعج عادة بالحشود الصاخبة، خالياً من الحياة تماماً، إذ أغلقت المطاعم والمتاجر أبوابها.
وكان السبيل الوحيد لتجاوز صفوف الشرطة هو الحصول على إذن. وسُمح لعدة نقابات عمالية بالدخول إلى ميدان تقسيم لفترة وجيزة، حاملين لافتات حمراء وزهور.
واشتكى أحد المتحدثين، الذي كان واقفاً أمام نصب الجمهورية، الذي يُخلّد ذكرى تأسيس تركيا الحديثة عام 1923، من القيود التي يواجهونها. بينما كانت شاحنات مزودة بمدافع المياه متوقفة على مسافة قصيرة.
وعلى الطرق المؤدية إلى الميدان، كانت مجموعات من السياح تمر سيراً على الأقدام من حين لآخر، يجرّون حقائبهم، غير متأكدين من وجهتهم، وغير قادرين على الوصول إلى سيارات الأجرة.
وأُغلقت ساحة ميدان تقسيم لعدة أيام قبل الأول من مايو/أيار، وفقاً لوكالة فرانس برس.
وقال طالب يُدعى مراد لوكالة فرانس برس إن الشوارع "أُغلقت كما لو كانت هناك حالة طوارئ".
وأضاف "لم يُسمح لنا بدخول الساحات. أُخذنا من الشوارع في مجموعات صغيرة تحت التعذيب. إنها ليست المرة الأولى التي نواجه فيها هذا الوضع، وربما لن تكون الأخيرة".
واعتُقل حوالي 100 شخص، الأربعاء، بزعم تخطيطهم للاحتجاج في الساحة.
وأعلنت سلطات المدينة يوم الخميس اعتقال 382 شخصاً بتهمة "التظاهر دون تصريح".
وحثت منظمة العفو الدولية، وهي منظمة حقوقية، تركيا على رفع الحظر المفروض على المظاهرات في تقسيم.
وقالت دينوشيكا ديساناياكي، المتخصصة في شؤون أوروبا بمنظمة العفو الدولية، إن القيود "تستند إلى حجج واهية تماماً تتعلق بالأمن والنظام العام".
ودعت المنظمة في بيان لها المسؤولين إلى احترام الحق في الاحتجاج و"عدم استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين".
وأثار اعتقال أكرم إمام أوغلو في مارس/آذار احتجاجات حاشدة في شوارع إسطنبول، وخرج مئات الآلاف من المتظاهرين دعماً لرئيس بلدية إسطنبول، المحتجز في السجن بتهم فساد ينفيها.
يقول المحتجون إن اعتقاله سياسي، لكن الحكومة نفت ذلك وأصرت على أن المحاكم التركية مستقلة تماماً.
ويُنظر إلى إمام أوغلو، الذي يشغل منصب رئيس البلدية منذ عام 2019، على نطاق واسع على أنه السياسي الوحيد القادر على تحدي أردوغان في انتخابات عام 2028. وقد تم تأكيد ترشيحه عن حزب المعارضة أثناء احتجازه.
ويتولى أردوغان السلطة منذ أكثر من 20 عاماً، بدأها كرئيس للوزراء ثم كرئيس للبلاد منذ عام 2014. ولا يمكنه الترشح للرئاسة مرة أخرى بعد عام 2028 - إلا إذا شهد دستور تركيا تغييراً يسمح بذلك.
وقال إن اعتقاله سياسي، لكن الحكومة نفت ذلك وأصرت على أن المحاكم التركية مستقلة تماماً
ويُنظر إلى إمام أوغلو، الذي يشغل منصب رئيس البلدية منذ عام 2019، على نطاق واسع على أنه السياسي الوحيد القادر على تحدي أردوغان في انتخابات عام 2028. وقد تم تأكيد ترشيحه عن حزب المعارضة أثناء احتجازه.
ويتولى أردوغان السلطة منذ أكثر من 20 عاما، بدأها كرئيس للوزراء ثم كرئيس للبلاد منذ عام 2014. ولا يمكنه الترشح للرئاسة مرة أخرى بعد عام 2028 - إلا إذا شهد دستور تركيا تغييرا يسمح بذلك.