آخر الأخبار

"هل أصبح إنجاب الكثير من الأطفال وسيلة لاستعادة عظمة أمريكا؟" - واشنطن بوست

شارك
مصدر الصورة

في جولة الصحف لهذا اليوم، قررنا أن نأخذ استراحة قصيرة من عالم السياسة البحتة - رغم أن الواقع من حولنا يجرّنا دائماً إلى هذه الدوامة - وآثرنا أن نتناول مقاربات اجتماعية وسياسية حول الإنجاب، والتحديات المرتبطة بتغيرات سكانية في أمريكا بالتزامن مع التغيرات السياسية الحاصلة هناك.

"الأمريكيون أصبحوا أقل رغبة في إنجاب الأطفال"

البداية من صحيفة "ذا واشنطن بوست" الأمريكية، ومقال للكاتب فيليب بمب بعنوان " لننجب أطفالاً أكثر ونقلل من علم تحسين النسل". يبدأ الكاتب بتوضيح تجربته الشخصية كأب، ويشير إلى أن قراره بإنجاب الأطفال جاء من رغبة طبيعية لإنشاء عائلة.

ويعبر بمب عن امتنانه العميق لأولاده وارتباطه العاطفي بهم، لكنه على الرغم من ذلك يقول إنه يستغرب "الفكرة السائدة بأن إنجاب الأطفال يعد عنصراً أساسياً في إعادة بناء صورةٍ مثاليةٍ لأمريكا، وأن إنجاب مجموعةٍ من الأطفال هو سبيلنا لاستعادة عظمة أمريكا - بكلِّ ما تحمله هذه العبارة من معنى".

يرى بمب أن هذه النظرة لدى البعض ليست غير دقيقة فحسب، بل تعكس بشكل غير مباشر سياسات قومية تسعى إلى إبراز التفوق العرقي، وفق تعبيره.

ويستند الكاتب في مقاله إلى بيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية التي أظهرت أن "معدل الخصوبة في الولايات المتحدة لا يزال عند أدنى مستوىً له تاريخياً"، وهو اتجاه عالمي، حيث أصبح الأمريكيون أقل رغبة في إنجاب الأطفال مقارنة بالعقود السابقة.

هذا التوجه كان مدفوعاً بتغيرات اجتماعية، بما في ذلك الانخفاض الكبير في ولادات المراهقات منذ السبعينيات، وهو ما ساهم في تقليل الحمل المبكر وتوسيع خيارات التعليم والعمل للنساء.

ونتيجة لذلك، يرى بعض الأمريكيين أن هذا التراجع في الولادات يهدد المجتمع الأمريكي ويزيد من الاعتماد على الهجرة لسد الفجوات السكانية.

ويُظهر المقال كيف أن هذه الرؤية قد تسللت إلى التيارات السياسية الأكثر يمينية، إذ أيدت شخصيات عامة مثل نائب الرئيس جي دي فانس، وإيلون ماسك، وتاكر كارلسون فكرة أن تراجع الولادات يرتبط بالأثر المزعوم للهجرة على الهوية الأمريكية.

ويطرح بمب فكرة أن الدعوة لزيادة الولادات، أصبحت تميل بشكل متزايد إلى الجناح اليميني.

في هذا السياق، يسرد مؤلف كتاب "الأيام الأخيرة لجيل طفرة المواليد ومستقبل القوة في أمريكا"، تفاصيل عن مؤتمرات اليمين المتطرف التي تروج لفكرة أن زيادة عدد الأطفال قد يساعد في "إنقاذ الغرب" - ويدافع عن النماذج التقليدية للأسرة.

يربط بمب بين هذه الحركات العنصرية والتاريخ الأمريكي في التعامل مع الهجرة، مشيراً إلى أن العديد من مؤيدي سياسة الولادات المرتفعة يعارضون بشكل غير مباشر من ينجحون في إنجاب الأطفال، وخاصة في المجتمعات غير البيضاء.

ويستشهد بمعدل الولادات بين النساء البيضاوات مقارنة باللاتينيات، ما يبرز التوتر العنصري المتأصل في هذه المناقشات.

ويتناول بمب في مقاله محاولات إدارة ترامب لدعم هذه الحركات من خلال تشجيع زيادة الولادات، وهو توجه يتوازى مع سياسات مماثلة في دول أخرى مثل المجر. ولكنه يعبر عن شكوكه في فاعلية هذه السياسات، مشيراً إلى أن مثال المجر يظهر أن هذه الجهود قد لا تؤدي إلى النجاح المرجوّ.

ويختتم بمب مقاله بالدعوة إلى تبني سياسات تدعم الأسرة بشكل واقعي، من خلال تحسين رعاية الأطفال وتعديل سياسات الإجازات الأبوية، بدلاً من الربط بين الولادات والتوجهات العنصرية التي قد تضر بالمجتمع الأمريكي، بحسب رأيه.

"هل يجب أن تتحمل الأسر المسؤولية في حماية أطفالها؟"

مصدر الصورة

تكتب جوليا هارتلي بروير في صحيفة "ذا صن" البريطانية مقالاً تعبّر فيه عن قلقها العميق حول تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال في العصر الحالي.

وتبدأ بتجربتها الشخصية في طفولتها، حيث كان وقت الشاشة محدوداً جداً، واقتصر على مشاهدة التلفزيون بعد المدرسة، بينما كان بقية وقتها مخصصاً للعب في الهواء الطلق والتفاعل مع الآخرين.

في المقابل، تشير إلى أن طفولة اليوم قد تغيرت بشكل كبير، لكن ليس بطريقة إيجابية.

"الأطفال الآن يقضون ساعات طويلة في مشاهدة المحتوى على شاشات هواتفهم، سواء كان ذلك في مشاهدة مقاطع الفيديو أو التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يؤدي إلى مشاكل صحية وعقلية"، بحسب بروير.

وتنبّه الكاتبة إلى التأثيرات الضارة لهذه التكنولوجيا على الأطفال، مثل التعرض لمحتوىً عنيف أو موضوعات مؤذية مثل الانتحار أو اضطرابات الأكل، هو ما يؤدي إلى ضغوطات نفسية على الأطفال والشباب.

وتوضح أن الأطفال يتعرضون لمحتوىً مسيء ومثير للجدل، مثل ما يروّج له بعض مشاهير الإنترنت، وهو ما يعزز الأنماط السلبية في تفكيرهم.

يستعرض المقال الجهود الحكومية لمحاولة الحد من هذه التأثيرات الضارة، مثل فرض قيود على منصات التواصل الاجتماعي، أو من خلال قانون "أمن الإنترنت" الذي يتطلب من الشركات التقنية التحقق من أعمار المستخدمين وحظر المحتوى الضار.

لكن الكاتبة تلفت الانتباه إلى أن هذه الإجراءات قد تكون غير كافية، حيث يمكن للأطفال أن يتجاوزوا هذه القيود بسهولة، ويظل المالكون لتلك المنصات في موقعهم القوي.

وتتساءل الكاتبة عن المسؤولية في هذا السياق: هل يجب أن تتحمل شركات وسائل التواصل الاجتماعي المسؤولية عن تعديل خوارزمياتها لمنع نشر المحتوى الضار؟ أم يجب على الحكومات فرض قوانين أكثر صرامة لمعاقبة الشركات التي تفشل في حماية الأطفال؟ أم ينبغي على المدارس أن تأخذ دوراً أكبر في توعية الأطفال بالمخاطر؟ وأخيراً، هل يجب أن تتحمل الأسر المسؤولية في حماية أطفالها؟

تشير الكاتبة إلى أن الحل ليس في اللوم المستمر للشركات أو السياسيين، بل في العودة إلى الدور الأساسي للأسر.

وترى أن الآباء يجب أن يتحملوا مسؤولية أكبر في التحكم في استخدام أطفالهم للتكنولوجيا، فالأجهزة الإلكترونية أصبحت بمثابة "مربيات إلكترونية" تساعد الآباء على تجنب المسؤولية الحقيقية في رعاية أبنائهم، بحسب رأيها.

وتختتم بتوجيه دعوة للآباء لوقف الاعتماد على الهواتف كوسيلة لتهدئة أطفالهم، والبدء في ممارسة التربية بشكل فعال.

"التعفن في السرير: استراحة عقلية وجسدية"

مصدر الصورة

في مقالها الذي نُشر في صحيفة "ذا جورنال" الأيرلندية، تسلط مارغريت لينش الضوء على ظاهرة جديدة شائعة بين الشباب، وهي "التعفن في السرير" أو "بيد روتنغ"، التي لاقت رواجاً مؤخراً على منصات مثل تيك توك.

ويُقصد بهذا المصطلح الاستلقاء في السرير طوال اليوم، وهي ممارسة تعكس رغبة الكثيرين في الابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية التي لا تنتهي.

على الرغم من أن الراحة في السرير ليست مفهوماً جديداً، فإن لينش تشير إلى أن هذا المصطلح يعكس تحولاً في ثقافة الجيل الحالي الذي يعاني من ضغط مستمر جراء العمل، والأسرة، والصداقات، ووسائل التواصل الاجتماعي التي تَعرض حياة الآخرين المثالية.

لينش تعبر عن انتقادها لثقافة الإنتاجية المستمرة التي تهيمن على حياتنا اليوم، وتوضح كيف أن هذا المجتمع يفرض علينا أن نكون دائماً في حالة نشاط وتحقيق الإنجازات، في هذه البيئة، أصبحت الراحة من هذه الضغوط ضرورية.

بالنسبة للينش، فإن "التعفن في السرير" هو بمثابة استراحة عقلية وجسدية، وهو خيار واعٍ يعكس حاجة الإنسان للابتعاد عن الفوضى اليومية.

وتشير إلى أن الأجيال الجديدة قد تجد في السرير ملاذاً من العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر عليهم، مثل الضغوط المدرسية أو التوقعات غير الواقعية التي تفرضها وسائل الإعلام.

كما أن لينش تنتقد فكرة "تحسين الذات المستمر" التي تروّج لها بعض وسائل الإعلام الحديثة، وتعتبر أنها تؤدي إلى إرهاق عقلي وجسدي. وهي تشجع على قبول فكرة الراحة كجزء طبيعي من الحياة، معتبرة أن التوقف عن السعي المستمر لتحقيق الإنجازات قد يكون مفيداً لصحة الإنسان النفسية والجسدية.

وفي الوقت نفسه، تؤكد أن الراحة لا تعني بالضرورة الخمول المطلق، بل هي ضرورة لحماية العقل والجسم من الإرهاق.

باختصار، تدعو لينش إلى تبني نهج أكثر مرونة تجاه الراحة، والاستراحة النفسية، مشيرة إلى أن "التعفن في السرير" ليس مجرد هروب، بل هو استجابة صحية لمجتمع مليء بالضغوط المتزايدة.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا