أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، للمفاوضين الإسرائيليين بالتوجه إلى القاهرة لاستكمال مباحثات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وذكر بيان صادر عن مكتبه "أوعز رئيس الوزراء نتنياهو إلى وفد المفاوضات للمغادرة إلى القاهرة اليوم لاستكمال المحادثات" دون تقديم مزيد من التفاصيل عن فحوى المباحثات.
يأتي ذلك غداة تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها إن "قرار وقف إطلاق النار في غزة يجب أن تتخذه إسرائيل"، مؤكداً أن على نتنياهو أن يتخذ القرار بشأن الخوض في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.
وفي اجتماعه الأول مع وزراء حكومته في البيت الأبيض، وبحضور إيلون ماسك مسؤول وزارة الكفاءة الحكومية، وصف ترامب حركة حماس بأنها "جماعة شريرة".
وتنتهي المرحلة الأولى التي بدأ تطبيقها في 19 يناير/كانون الثاني بعد 15 شهراً من حرب مدمّرة في قطاع غزة، السبت المقبل.
وكان يفترض أن تبدأ المفاوضات حول المرحلة الثانية التي ينص الاتفاق على وضع حدّ نهائي للحرب خلالها واستكمال الإفراج عن الرهائن، خلال الأسابيع الستة من المرحلة الأولى، لكن ذلك لم يحصل.
وأتاح الاتفاق عودة 33 رهينة إلى إسرائيل، بينهم ثمانية متوفين، والإفراج عن نحو 1700 سجين فلسطيني من السجون الإسرائيلية.
حضّت حركة حماس، الخميس، على استئناف المحادثات بشأن استمرار التهدئة في غزة، بعد أن أعادت جثث أربع رهائن إسرائيليين كانوا محتجزين في قطاع غزة مقابل إفراج إسرائيل عن أكثر من 600 سجين فلسطيني، في ما يشكّل الدفعة الأخيرة من التبادل بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين.
وتمّ التعرّف رسمياً على جثث الإسرائيليين الأربعة صباح الخميس، وفق ما أعلن أقاربهم ومنتدى عائلات الرهائن.
وكانت الجثث الأربعة للرهائن: أوهاد ياهلومي، وهو فرنسي إسرائيلي أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين مقتله في قصف إسرائيلي في يناير/كانون الثاني 2024، وتساحي عيدان، وإيتسيك إلغارات، وهو دنماركي إسرائيلي، وشلومو منصور، الذي قُتل خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل وتمّ نقل رفاته يومها إلى غزة وفقاً لإسرائيل.
وأصدر مكتب نتنياهو الخميس بياناً جاء فيه "بناء على معلومات استخباراتية ومعلومات بحوزتنا، قُتل أوهاد وتساحي وإيتسيك عمداً أثناء احتجازهم في غزة".
في المقابل، أفرجت إسرائيل عن 596 فلسطينياً، ولا يزال يتعين عليها الإفراج عن 46 من النساء والأطفال من قطاع غزة، بحسب ما أعلن نادي الأسير الفلسطيني الخميس، موضحاً أن السلطات الإسرائيلية كانت تنتظر تأكيد هويات القتلى الذين تسلمتهم قبل الإفراج عن هؤلاء.
وقالت حماس بعد التبادل إن إسرائيل "لم يعد أمامها" سوى الانطلاق في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، مؤكدة التزامها بالاتفاق "بكل حيثياته وبنوده".
وأكّد البيان "أن السبيل الوحيد للإفراج عن أسرى الاحتلال في قطاع غزة هو التفاوض والالتزام بما تم الاتفاق عليه"، مطالباً "الوسطاء بمواصلة الضغط" على إسرائيل "للالتزام بما تمّ الاتفاق عليه".
أوضح نادي الأسير في بيان، أن السجناء الفلسطينيين الذين تمّ الإفراج عنهم مؤخراً هم 42 دخلوا الضفة الغربية المحتلة والقدس، و97 تمّ إبعادهم، و12 اعتقلوا في قطاع غزة قبل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، و445 من قطاع غزة اعتقلوا بعد الهجوم.
من بين هؤلاء المبعدين، هناك عدد من الشخصيات البارزة، بحسب نادي الأسير، وأبرزهم:
صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأن وزارته تعمل على تسريع إنشاء مديرية هجرة طوعية، تتيح للراغبين في مغادرة قطاع غزة القيام بذلك عبر ميناء أشدود أو مطار رامون، مؤكداً أن هذا هو "الحل الوحيد المتاح" في الوقت الحالي.
وخلال كلمة ألقاها في مؤتمر لرؤساء السلطات المحلية، أشار كاتس إلى أن إسرائيل حصلت على موافقة الولايات المتحدة للبقاء في المنطقة العازلة بجنوب لبنان "كلما دعت الحاجة"، دون التقيد بمدة زمنية محددة.
وأضاف أن "أحداث السابع من أكتوبر أكدت ضرورة منع المنظمات المتطرفة من التواجد بالقرب من الحدود، سواء في غزة أو الشمال أو سوريا أو بالقرب من التجمعات الإسرائيلية في يهودا والسامرة".
وفي تعليقها على ذلك، وصفت حركة حماس تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي حول إبقاء المنطقة الحدودية بين غزة ومصر منطقة عازلة بأنه "انتهاكٌ واضحٌ لاتفاق وقف إطلاق النار، ومحاولة لاختلاق الذرائع لتعطيله وإفشاله".
وقالت الحركة في بيان لها إن "مزاعم كاتس بأن حماس خططت لمهاجمة جنود ومستوطنات خلال وقف إطلاق النار تصريحات تضليلية وليس لها أساس من الصحة، وتأتي في سياق محاولات الاحتلال التنصل من التزاماته بموجب وقف إطلاق النار"، وفقاً للبيان.