آخر الأخبار

مخاوف إسرائيلية من عدم استكمال صفقة التبادل بسبب مراوغة نتنياهو

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

القدس المحتلة- يحتدم السجال بين الإسرائيليين حيال الأثمان التي دفعتها تل أبيب من أجل إعادة بعض المحتجزين، في وقت تتعزز فيه المخاوف من مغبة عدم استكمال جميع مراحل صفقة التبادل، بسبب مواصلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نهج المماطلة والمراوغة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والتهديد باستئناف الحرب.

ووسط حالة السجال والانتقادات الداخلية التي تُوجَّه إلى نتنياهو، يلوح رئيس الوزراء بعدم دفع الحكومة الإسرائيلية كافة استحقاقات اتفاق غزة، ويطالب بتمديدها لتجنب تفكك الائتلاف إذا نفذ رئيس الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش تهديده بالانسحاب من الحكومة في حال عدم استئناف القتال بعد انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة.

ومع تصاعد وتيرة الانتقادات للحكومة الإسرائيلية على أدائها بكل ما يتعلق بتنفيذ وقف إطلاق النار وصفقة التبادل، وفي ظل تضارب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن خطة غزة، سارع نتنياهو إلى إطلاق تصريحات تحمل في طياتها لغة التهديد والوعيد بأن مفاوضات المرحلة الثانية ستكون في غاية الصعوبة والتعقيدات.

ورغم السجال بشأن أثمان الصفقة وعدم تحقيق أهداف الحرب المعلنة، والانتقادات لأداء حكومة نتنياهو وتعاملها مع اتفاق وقف إطلاق النار، فإن قرارات المحللين تجمع على ضرورة إعادة جميع المحتجزين الإسرائيليين، وعلى أن "النصر المطلق" الذي وعد به نتنياهو يعد وهمًا من وحي الخيال.

إعلان

فشل إستراتيجي

تشير كثير من الطروحات الإسرائيلية إلى أن صفقة التبادل وإعادة المحتجزين لعائلاتهم تكرس قضية الأمن الشخصي على حساب الأمن القومي الجمعي لإسرائيل، وتعتبر أن ذلك يعزز الاعتقاد لدى فصائل المقاومة الفلسطينية بأن تبادل الأسرى يشير إلى نجاعة العمل العسكري في تحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية.

كما ذهبت بعض القراءات الإسرائيلية إلى أبعد من ذلك، إذ لم تستبعد سيناريو تنفيذ هجوم مفاجئ بالمستقبل على غرار هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كونه بعد مرور عام و5 أشهر على الحرب تبدد وهم "النصر المطلق" الذي وعد به نتنياهو، ولا تزال حركة حماس هي الجسم الحاكم في قطاع غزة، في حين ما زالت كتائب القسام تتمتع بقدرات عسكرية عالية.

وتساءل العقيد احتياط غابي سيبوني، في تقدير موقف صادر عن معهد "يروشاليم" للإستراتيجية والأمن "إلى أين تفضي صفقة الرهائن؟"، في إشارة منه إلى أن غالبية المجتمع الإسرائيلي بات يمنح الأولوية للأمن الشخصي على الأمن القومي الإسرائيلي، مشيرا إلى أن هذا بات يشكل خطرا كبيرا على مواطني إسرائيل، إذ يدفع الفصائل الفلسطينية لتنفيذ عمليات "خطف" من أجل إرغام إسرائيل على تقديم تنازلات إضافية.

ويعتقد الباحث الإسرائيلي أن صفقة التبادل في شكلها الحالي تشكل فشلا إستراتيجيا لإسرائيل، قائلا إن "اتفاق وقف إطلاق النار يسمح لحماس بالتعافي عسكريا وإداريا، ويحكم على المحتجزين الذين لن يتم إطلاق سراحهم في هذه الصفقة بسنوات طويلة من المعاناة، فهم يشكلون رصيدا إستراتيجيا عاليا بالنسبة لحماس".

كما يضيف أن استمرار سيطرة حماس على قطاع غزة "أمر لا يطاق" من وجهة نظر إسرائيل، وقد تكون له ارتدادات على محور المقاومة بأكمله، وزعزعة الاستقرار بالضفة الغربية، ويعرض الأمن الإقليمي للخطر، حسب قوله "وعليه، فإن إسرائيل ستكون مضطرة عاجلا أو آجلا لاستئناف القتال من أجل استكمال أهداف الحرب".

إعلان

هروب للأمام

وتبنت الطرح ذاته الرئيسة السابقة للجنة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تاليه لانكري، التي وجهت انتقادات شديدة اللهجة إلى نتنياهو، الذي تابع الدفعة الخامسة من الصفقة وإعادة 3 من المحتجزين الإسرائيليين وهو خارج البلاد، علما أنه ما زال هناك 76 إسرائيليا بالأسر ومصيرهم ما زال مبهما.

وتعتقد لانكري أن وجود نتنياهو خارج البلاد خلال إعادة بعض المحتجزين بالأسر لدى حماس في غزة، يعكس نهج المماطلة والمراوغة لدى رئيس الوزراء بشأن استكمال صفقة التبادل، ودعواته لتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، وحتى تهديده باستئناف القتال.

وأوضحت في حديثها للقناة الـ12 الإسرائيلية أن نهج نتنياهو "الذي يسعى إلى الهروب إلى الأمام وترحيل المرحلة الثانية، مع تبدد وهم النصر المطلق الذي وعد به، يعكس حالة التخبط التي يعيشها، بسبب الأزمات الداخلية في الحكومة، وتهديدات سموتريتش بتفكيك الائتلاف في حال عدم العودة للحرب".

وأمام هذه الوقائع والضبابية التي تلف المشهد السياسي بإسرائيل، تقول لانكري إن "المخاوف لدى الإسرائيليين تتعزز مع إمكانية عدم استكمال صفقة التبادل، والإبقاء على عديد من المحتجزين بالأسر مع استئناف القتال".

كما ترجح لانكري أن حماس معنية باستكمال الصفقة وتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار كافة، "فالحركة تعي جيدا نهج المراوغة الذي يعتمده نتنياهو والذي يراهن على خلط الأوراق، عقب التصريحات المتناقضة لترامب بشأن تهجير أهل غزة" حسب وصفها.

وأشارت إلى أن حماس تتحضر لإمكانية تجدد القتال في غزة، إذ تستغل الوقت لإعادة ترتيب صفوفها للقتال مستقبلا إذا استأنفت إسرائيل الحرب على القطاع، بعد انتهاء سريان وقف إطلاق النار ولربما قبل ذلك، وهو ما يعني إمكانية تنفيذ الفصائل الفلسطينية المسلحة هجوما على غرار السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وأيضا عمليات "اختطاف" لجنود إسرائيليين.

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار